نشر "المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات" تقريرا تحدث فيه عن الحوار الاستراتيجي، الذي عقد في 11 حزيران/ يونيو، بين العراق والولايات المتحدة لتطوير اتفاق إطاري جديد.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الموضوع الرئيسي للحوار يتعلق بانسحاب القوات المسلحة الأمريكية من العراق بموجب القرار الذي اتخذه برلمان البلاد في كانون الثاني/ يناير 2020 على إثر اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.
وذكر الموقع أنه بما أن واشنطن وطهران لديهما وجهات نظر متعارضة، فقد كانت الاستعدادات للحوار مصحوبة بدعم إعلامي مناسب ووسائل تأثير أخرى. حيث صرّح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في نيسان/ أبريل بأن جدول أعماله يتضمن جميع القضايا الاستراتيجية، بما في ذلك الوجود العسكري الأمريكي المستمر لدعم العراق وضمان استقلاله. كما أفاد عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة أعادت التمركز بثلاث قواعد من أصل 12 الموجودة في العراق.
وأضاف الموقع أن في يوم 30 أيار/ مايو، عقد اجتماع بين نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني وقائد قوات العمليات الخاصة للتحالف الدولي في العراق وسوريا، إريك هيل. وفي هذا الصدد، شدد الزعيم الكردي على أهمية اتفاقيات التعاون بين حكومة العراق وكردستان في مكافحة الإرهابيين، خاصة في المناطق المتنازع عليها، معربا عن استعداده للتعاون الكامل مع بغداد لأن أعمال الجماعات الإرهابية تهدد بشكل خطير أمن العراق وكردستان على حد سواء.
اقرأ أيضا: هيرست: هكذا أجبرت أمريكا سنة العراق على التعامل مع طهران
وتابع الموقع أن إيران لم تبق مكتوفة اليدين، فقد زار قائد فيلق القدس العميد إسماعيل قاآني - الذي عُيّن خلفا لسليماني- بغداد واجتمع بقادة الفصائل الرئيسية الموالية لإيران، الذين أكدوا عزمهم على السعي، بكل الوسائل المتاحة، إلى دفع القوات الأمريكية إلى الانسحاب من العراق.
وقبل ساعات قليلة من انطلاق "الحوار"، تعرضت السفارة الأمريكية في بغداد لهجوم صاروخي آخر. وقد طالبت كتائب حزب الله الحكومة العراقية بتحديد موعد لانسحاب القوات الأمريكية، وعدم البحث عن سبل لإضفاء الشرعية على الوجود الأمريكي في العراق.
في وقت سابق، صرّح مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، غابرييل سوما، بأن وجود القوات الأمريكية في العراق مهم جدًا لأن تشكيلات "الميليشيات الشعبية" التي أصبحت جزءًا من التنظيم العسكري العراقي تتلقى الدعم المالي والتدريب والأسلحة من إيران وتخضع للقيادة العسكرية الإيرانية بدلاً من القيادة العسكرية العراقية.
وأشار الموقع إلى أن هذه الجماعات تشكل تهديدا لأمن العراق وأمن القوات الأمريكية في العراق. وحسب السفير الأمريكي في بغداد، فإنه خلال الحوار الاستراتيجي تم التطرق إلى كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتعليمية، مع التغاضي عن القضايا الأمنية.
وذكر الموقع أن رئيس الوزراء العراقي الحالي أعلن أن الولايات المتحدة والعراق وقعا على بيان مشترك لمواصلة سحب القوات الأمريكية من العراق، وينبغي مناقشة ذلك في اجتماع للجنة التنسيق العليا للحوار الاستراتيجي في واشنطن. في غضون ذلك، ستفي الحكومة العراقية بالتزاماتها بشأن حماية العسكريين المنتمين للتحالف الدولي، وكذلك المنشآت العراقية التي يتواجدون فيها وفقا للقانون الدولي.
في المقابل، أعلنت واشنطن عن استعدادها لإرجاع بعض القطع الأثرية إلى العراق، وإرسال مستشارين اقتصاديين إلى بغداد للعمل مباشرة مع الحكومة العراقية بهدف تعزيز الدعم الدولي لجهود الإصلاح في العراق.
وأضاف الموقع أنه فيما يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، لم توضح واشنطن مخططاتها بعد، مما قد يسبب بعض المشاكل. وبالنظر إلى أن غالبية أعضاء البرلمان العراقي موالون لإيران، فإنه يمكن بسهولة تنظيم احتجاجات جماهيرية جديدة من شأنها أن تشل مرة أخرى عمل الحكومة، التي بدأت للتو في حل المشاكل المتراكمة.
اقرأ أيضا: إجراءات مشددة في العراق لمنع استهداف الجنود الأمريكيين
وأوضح الموقع أنه ليس أمام رئيس الوزراء العراقي خيار سوى الإعلان عن استمرار العمل على انسحاب القوات الأمريكية، واضطرار الولايات المتحدة أيضًا إلى الاعتراف بالواقع الجديد في العراق، لاسيما أنه ليس أمام البيت الأبيض فرص كبيرة للمناورة، مع تزايد ضغط طهران على البرلمان والحكومة العراقية.
إلى جانب ذلك، تسعى الولايات المتحدة لربح الوقت وتصر على أن قرار البرلمان العراقي لا يبطل الترتيبات السابقة لنشر القوات. ووفقًا لاتفاق 2009، أمام الولايات المتحدة سنة قبل الانسحاب الفعلي للقوات من لحظة الاتفاق مع الحكومة العراقية، وتكون المدة ذاتها في ظروف عدم الاستقرار السياسي داخل العراق.
وأفاد الموقع بأن البنتاغون وحلف شمال الأطلسي يحاولان تمرير الجنود والضباط من قواتهم كمدربين عسكريين لتدريب الجيش العراقي وتشكيلات البيشمركة الكردية، مما يكشف عن غياب النية في سحب القوات الأمريكية. كما تنوي الولايات المتحدة الإبقاء على فرقة كبيرة في العراق على أساس دائم أو تناوبي باستخدام أبسط الخدع.
وبين الموقع أن عددًا من الخبراء طرحوا في الأشهر الأخيرة سيناريو يفيد بأن الولايات المتحدة تحاول إنشاء الأساس لانقلاب عسكري في بغداد من أجل إحلال نظام يأخذ مسارًا نحو تفكيك القوات الموالية لإيران وطردها من قوات الأمن العراقية.
وفي الفترة الأخيرة، عين الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله لرئاسة أركان الجيش، ويعود الفضل في نجاح حياته المهنية إلى الأمريكيين، وقد حافظ منذ عام 2003 على اتصالات معهم، ولم يخف تعاطفه وتأييده للغرب.
وفي الختام، نبه الموقع إلى أنه في حال استمرت بغداد، تحت ضغط من إيران، في الإصرار على انسحاب مبكر للقوات الأمريكية، فإن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجودها العسكري في قواعد كردستان العراق دون أي مشاكل. فسلطات كردستان العراق مهتمة بالتعاون مع واشنطن، ونتيجة ذلك فقدت بغداد سيطرتها بالكامل على هذا الجزء من البلاد منذ سنة 1991.
NYT: رئيس وزراء العراق يستكشف حجم الدمار في بلده
إنترسبت: كيف عرت مظاهرات أمريكا ترامب كديكتاتور فاشل؟
NYT: أزمة فلويد تجاوزت حدود أمريكا.. العالم يتابع برعب وأمل