ألمح المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب ناجي مصطفى، إلى احتمالية وقوف النظام السوري وإيران خلف التفجير الذي استهدف دورية تركية- روسية مشتركة على الطريق الدولي إم- 4، الثلاثاء، وذلك بهدف تعطيل الاتفاقات حول وقف إطلاق النار، والعودة إلى مربع التصعيد مجددا.
وفي حديث خاص لـ"عربي21" قال مصطفى: "لم نتوصل بعد إلى معلومات مؤكدة عن الجهات التي تقف خلف التفجير، لكن من الواضح أن الجهة التي نفذت تريد تعطيل الاتفاق التركي- الروسي حول منطقة "خفض التصعيد" شمال غرب سوريا".
ومنذ الثلاثاء، تعيش محافظة إدلب في أجواء حرب حقيقية، وذلك بعدما عاودت الطائرات الروسية قصفها مناطق في أرياف المحافظة، إلى جانب معاودة قوات النظام قصفها المدفعي والصاروخي، على خلفية الهجوم بالعربة المفخخة الذي استهدف الدورية التركية- الروسية المشتركة، قرب مدينة أريحا، الذي خلف جرحى في صفوف القوات الروسية، والتركية.
وقال مصطفى، إن "للنظام والمليشيات الإيرانية، مصلحة في ضرب اتفاق "خفض التصعيد""، مضيفا أنه "منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار الأخير، في مطلع آذار/مارس الماضي، والنظام لم يتوقف عن عمليات القصف ومحاولات التقدم البري، لخرق هذا الاتفاق".
وبهذا المعنى، يعتقد المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، أن التفجير الأخير لا يخرج عن إطار محاولات تعطيل الاتفاق، للاستمرار بقتل المدنيين، وتهجير الأهالي.
وأضاف مصطفى، لنفتش عن المستفيد من هذه العملية، وسنجد أن المستفيد هو النظام وإيران وروسيا أيضاً.
وتابع قائلا: "لن تعدم تلك الأطراف الوسيلة لتنفيذ هذا الهجوم، من خلال الخلايا السرية التابعة لها، والتي تنشط في المناطق المحررة".
في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية لـ"عربي21" قيام القوات التركية بإدخال عوارض إسمنتية إلى الطريق الدولي، في خطوة تؤشر إلى إصرار تركيا على استكمال تسيير الدوريات، لقطع الطريق على نسف اتفاق وقف إطلاق النار.
مصدر عسكري، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ"عربي21"، إن الهدف من استهداف الدوريات التركية- الروسية المشتركة، تحريك الوضع بأي شكل، خدمة ربما لتبرير معركة لروسيا، والسيطرة على جنوب الطريق الدولي إم-4.
ولم يستبعد المصدر ذاته، أن تبدأ روسيا عملية عسكرية جديدة في الجبهات الجنوبية لإدلب، مشيرا إلى أن إطلاق هذه العملية من روسيا يعتمد على صلابة الموقف التركي.
اقرأ أيضا : قوات الأسد تقصف قرى بريف إدلب الجنوبي.. وروسيا تصعّد
وبسؤاله عن حقيقة تبني "كتائب خطاب الشيشاني"، وهو التشكيل المجهول، والذي تردد اسمه للمرة الثانية في التفجيرات التي تستهدف الدوريات المشتركة على الطريق الدولي، قال: إن "ما يسمى بكتائب خطاب الشيشاني التي لا يُعرف عنها شيء، يعطي انطباعا بأن الغرض من تداول هذا الاسم مبرمج لصرف النظر عن الجهة الحقيقية التي تقف خلف التفجير".
وفي سياق متصل باحتمالية التصعيد، وضع المصدر القصف الجوي الروسي الذي تعرضت له مدينة الباب بريف حلب الشرقي (منطقة عمليات درع الفرات)، مساء الأربعاء، والذي أسفر عن جرحى، في إطار التهديدات الروسية بالتصعيد، للضغط على تركيا.
وحسب الباحث في "مركز جسور للدراسات" فراس فحام، فإن الرسائل الروسية المتمثلة بالتصعيد العسكري تهدف غالبا لدفع مسار تنفيذ التفاهمات المشتركة للأمام، بالتالي ليس بالضرورة أن يتجه المشهد للمواجهة العسكرية الواسعة ومن غير المستبعد أن يتصاعد حجم الرسائل ويتخذ أشكالاً مختلفة، ومنها استهداف تمركزات الجيش التركي وإن كان عبر النظام السوري.
لماذا تريد روسيا التحكم بالدعم الأممي للشمال السوري؟
ما وراء انسحاب قوات النظام من "عين عيسى" شمال الرقة؟
صدام بين "تحرير الشام" وفصائل جهادية بإدلب.. تفاصيل