حذر مسؤول فلسطيني في قطاع غزة، من خطورة الأوضاع التي يعيشها القطاع المحاصر للعام الـ14 على التوالي، مطالبا بسرعة التدخل لإنقاذ أكثر من مليوني نسمة، يتهدد حياتهم فيروس كورونا.
أزمات متتالية
وأعلنت وزارة
الداخلية والأمن الوطني في غزة مساء الأربعاء، عن تمديد حظر التجول في كافة مناطق
القطاع لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد بحسب تطور الأوضاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس، عن وفاة
فلسطيني ثان جراء كورونا خلال 48 ساعة الماضية، وهو الثالث منذ تفشي الوباء في
القطاع، إضافة إلى تسجيل أكثر من 20 حالة إصابة جديدة بالفيروس خارج مراكز الحجر الصحي.
ومن أجل الوقوف على
تفاصيل وخطورة الأوضاع في القطاع، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة،
وعضو اللجنة الحكومية لمواجهة فيروس كورونا، سلامة معروف، أن "قطاع غزة يعيش
منذ سنوات طويلة واقعا صعبا، بسبب الاحتلال الإسرائيلي أولا، ومن ثم الحصار الذي
يفرضه هذا الاحتلال منذ ما يزيد على 14 عاما، والذي تسبب بسلسلة من الأزمات
الإنسانية المتتالية والمتواصلة".
اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد منع التجول بغزة.. ضبط أمني وخروج للحاجة (شاهد)
ونوه في تصريح خاص
لـ"عربي21"، أن "تداعيات الحصار الخطيرة تطال مناحي الحياة وفي مقدمتها المنظومة الصحية التي تعاني من
نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ومستلزمات المختبرات، حتى وصل العجز فيها لأكثر من 60 بالمئة".
سرعة التحرك
وأوضح معروف، أنهم وفي إطار خطة مواجهة الوباء خاطبوا الدول والمنظمات الدولية المعنية لوضعهم في صورة الاحتياجات الضرورية للقطاع الطبي، بما فيها اللوازم الملحة من أجل مواجهة الوباء، ومنها المواد
والمسحات اللازمة لإجراء فحص الفيروس وتجهيزات غرف العناية المركزة وأجهزة التنفس
الاصطناعي".
وأوضح أن الاستجابة من جانب هذه المؤسسات وعلى مدى الشهور الماضية "لم تصل إلى الحد الأدنى المقبول لتوفير الاحتياجات المطلوبة".
وفي ظل توالي اكتشاف حالات
الإصابة بكورونا داخل القطاع، قال المسؤول الفلسطيني: "بات من الضروروي إسعاف وزارة الصحة وتوفير ما يلزم
لتمكينها من أداء عملها الطبيعي أو الطارئ، وضمان استمرار وزيادة إجراء فحص
الإصابة بكورونا، وتوفير ما يلزم للتعامل مع الإصابات التي يتم اكتشافها".
ومع بدء اكتشاف حالات
الإصابة بكورونا خارج مراكز الحجر الصحي في القطاع الاثنين الماضي، تم التواصل بحسب
رئيس المكتب الإعلامي، مع كافة الجهات الدولية بما فيها منظمة الصحة العالمية، من أجل "ضرورة التحرك السريع لتقديم
المساعدة لوزارة الصحة" في مواجهة الوباء.
وبشأن مجمل
الاحتياجات الأساسية لوزارة الصحة، فقد بين أن "وزارة الصحة لكي تقوم بمهامها الأساسية بحاجة سنويا لأكثر من 47 مليون دولار، بحيث تستطيع توفير ما يلزم من أدوية ومستهلكات طبية ومستلزمات مختبرات وغيرها من
الاحتياجات الأولية".
ضرورة إنهاء الحصار
وبين أن وزارة الصحة بغزة تلقت من وزارة الصحة برام
الله ما لا يتجاوز الـ2.5 مليون دولار من مجمل الاحتياجات الأساسية؛ وذلك منذ بداية العام.
وفي مواجهة كورونا، تزداد حاجة القطاع الماسة إلى غرف العناية المركزة وأجهزة التنفس الاصطناعي.
وقال معروف: "ما يتوفر في القطاع تقريبا يصل لنحو 80 غرفة عناية مكثفة وجهاز تنفس، وهي ذات الغرف التي تقدم الخدمات الاعتيادية للمواطنين، وفيها نسبة إشغال حاليا لعلاج بعض حالات الأمراض المزمنة".
اقرأ أيضا: إصابة أسرى بسجون الاحتلال بكورونا.. ووفاة وإصابات بغزة
ونبه معروف، إلى أنه
"في حالة ارتفاع عدد الإصابات داخل القطاع بكورونا، فإن الأمر سيزيد الوضع
صعوبة وتعقيدا"، لافتا إلى وجود حاجة ماسة للمواد المخبرية الخاصة بفحص
كورونا، و"المتوفر حاليا، لا يكفي إلا لأيام قليلة".
وفي ظل هذا الواقع،
شدد عضو اللجنة الحكومية لمواجهة فيروس كورونا، على "ضرورة تلبية كافة الاحتياجات
والمواد الأساسية اللازمة لوزارة الصحة بغزة، وخاصة كل ما يتعلق بمكافحة الوباء، من أجل تمكينها من إنقاذ حياة المواطنين المحاصرين".
وعن الأوضاع
الاقتصادية المعيشية داخل القطاع، قال معروف: "تسبب منع سلطات الاحتلال إدخال الوقود للقطاع منذ أيام بأزمة إنسانية كبيرة حيث توقفت محطة
توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وزيادة عدد ساعات قطع الكهرباء عن غزة (16 ساعة قطع
و4 ساعات وصل)، إضافة لمنع إدخال العديد من السلع الأساسية".
وفي سياق متصل، قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، إننا "نتابع الحالة الوبائية في غزة لحظة بلحظة، كما نتابعها في القدس والخليل وجنين"، مشيرا إلى أن وفدا وزاريا سيصل غزة للاطلاع على الأوضاع عن كثب.
ولفت اشتية في تصريحات نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، إلى أنه أوعز بتزويد غزة بمسحات فحص، واحتياجات طبية عاجلة، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، منوها إلى أنه جرى أيضا رفع أعداد الأسرى المساعدات الاجتماعية في القطاع.
وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في 13 آب/أغسطس منع إدخال الوقود إلى قطاع غزة، بذريعة استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه مستوطنات الغلاف، الأمر الذي تخلله تصعيد محدود في القطاع.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن سلطات الاحتلال قررت فجر اليوم وقف إدخال الوقود الى قطاع غزة بشكل فوري وحتى اشعار آخر، وذلك بعد مشاورات أمنية، وبحجة استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه جنوب اسرائيل.
ومع تواصل واشتداد
تأثير الحصار على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في 378 كيلومترا (مساحة القطاع)، نبه معروف إلى أهمية أن يكون للعالم أجمع "وقفة إنسانية، وأخلاقية، وقانونية، وأن يتم كسر ورفع الحصار الظالم عن القطاع بشكل نهائي".
"عربي21" ترصد منع التجول بغزة.. ضبط أمني وخروج للحاجة (شاهد)
إصابة أسرى بسجون الاحتلال بكورونا.. ووفاة وإصابات بغزة
تشديدات إسرائيلية على غزة.. وجهود صعبة لمنع "التصعيد"