قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم: "إنّ السلطات الجزائرية وجّهت تهما إلى ناشط بسبب دعمه السلمي للحراك الشعبي الجزائري المؤيّد للإصلاحات ولمقاطعته الانتخابات الرئاسية في كانون الأوّل (ديسمبر) 2019".
جاء ذلك في بيان لهيومن رايتس ووتش اليوم نشرته على موقعها تعليقا على قرار محكمة جزائرية تأجيل محاكمة الناشط عبد الله بن نعوم المعتقل منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي بسبب تردّي وضعه الصحي.
وذكرت هيومن رايتس ووتش أن الناشط عبد الله بن نعوم، الذي يعيش في مدينة غليزان في شمال غرب الجزائر، هو من بين 45 جزائريا معتقلين حاليا ويواجهون تهما بسبب مشاركتهم في الحراك، الذي عُلّقت تجمّعاته الحاشدة منذ آذار (مارس) 2020 بسبب تفشي فيروس "كورونا".
ويقبع ابن نعوم في الاحتجاز منذ كانون الأول (ديسمبر) 2019. وبدأت محاكمته في تموز (يوليو)، ثمّ أُرجِئت بسبب صحته المتدهورة، لكنّ القاضي رفض مجددا في 2 أيلول (سبتمبر) عريضة للإفراج عنه من الحبس الاحتياطي. وقال محاميه إنّه مصاب بمرض في القلب يتطلّب عملية جراحية.
الجزائر: ناشط يواجه تهما بسبب دعمه السلمي للمظاهرات https://t.co/j4kAhYV8Fq
نُقل ابن نعوم بين سجنَيْ غليزان ووهران منذ اعتقاله، ويقبع حاليا في سجن وهران.
كان ابن نعوم حرّا لستّة أشهر فقط قبل اعتقاله في ديسمبر/كانون الأوّل. قبلها كان يقضي حكم السجن لسنتين بناءً على تهم سياسية متعلّقة بالتعبير السلمي عندما أُفرج عنه في يونيو/حزيران 2019، قبل 10 أشهر، بعد أن نفّذ إضرابا عن الطعام. في القضية الأولى، أدانته المحكمة بتهمة "الإساءة إلى رئيس الجمهورية" (المادة 144 من قانون العقوبات) و"استعمال جراح المأساة الوطنية [العنف السياسي في الجزائر في التسعينيات] للمساس بمؤسسات الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، أو لإضعاف الدولة، أو للإضرار بكرامة أعوانها... أو لتشويه سمعة الجزائر" (المادة 46 من "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" للعام 2006).
قال غولدستين: "تتساوى مدة سجن ابن نعوم مع رئاسة تبون تقريبا. كما أنها شاهد فظيع على نقض تعهدات تبون بالإصلاح".
وفي لندن حذّر القيادي في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، من أن حياة الناشط عبد الله بن نعوم في خطر، بسبب صنوف التعذيب التي تعرض لها، وأيضا بسبب رفض المخابرات تمكينه من إجراء عملية القلب التي يحتاجها مع طبيبه في الجزائر العاصمة، وأيضا بسبب إضرابات الجوع التي يخوضها مع رفاقه المعتقلين احتجاجا على تردي أوضاعهم في السجن".
وقال زيتوت في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "كل المؤشرات المتوفرة لدينا توحي بأن عبد الله بن نعوم قد يلقى مصير الناشط الجزائري الذي توفي بالسجن كمال الدين فخار، وكل ذلك بسبب سياسة الانتقام التي تسلكها ضده المخابرات في ولاية غليزان عقابا له على نشاطه في الحراك".
وأشار زيتوت إلى أن أعداد معتقلي الحراك في الجزائر أكثر بكثير من العدد الذي أشار إليه تقرير "هيومن رايتس ووتش" أي 45 معتقلا، وقال: "السلطات الجزائرية عادة ما تمارس سياسة الكرسي الدوار في التعامل مع ملف المعتقلين، إذ أنها تلجأ إلى الإفراج المؤقت عن بعض النشطاء عندما يشتد الضغط عليها، ثم سرعان ما تعود وتعتقل ذات الأشخاص، وتضغط على أسرهم بعدم الإفصاح عن ذلك ممنية إياهم بقرب الإفراج عنهم".
وأكد زيتوت أن "سياسة الاعتقال والتعذيب والتنكيل التي تنتهجها السلطات الجزائرية في مواجهة مطالب التغيير الديمقراطي من شأنها أن تؤخر قليلا ساعة النصر، لكنها لن توقف الحراك".
وأضاف: "الحراك الجزائري المطالب بالتغيير الديمقراطي الذي انطلق منذ شباط (فبراير) من العام الماضي، خط طريقه ودفع ثمنا باهظا لذلك، وهو مستمر في المطالبة بالدولة المدنية، بنا وبغيرنا، ولذلك عبثا تسعى قوى الردة والجذب إلى الوراء لوقف عجلة الزمن عن التقدم"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: الجزائر.. الحراك يعود مجددا للمطالبة بالتغيير رغم كورونا
تقرير حقوقي: مقتل 61 إعلاميا ومدافعا عن حقوق الإنسان باليمن
"العفو الدولية" تدعو سلطات الجزائر لوقف اعتقال الإعلاميين
اليمن.. جماعة "الحوثي" تختطف امرأة قسريا وتخفيها منذ عامين