استعرضت ندوة "عربي21" التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير، وصولا إلى السلطة الانتقالية الحالية بشقيها العسكري والمدني.
وأكد نقيب الصحفيين السودانيين
الصادق الرزيقي أن "الفترة الحالية تشهد تدخلات خارجية كبيرة"، موضحا أن
"السعودية والإمارات هما الأكثر تأثيرا في الأوضاع السودانية، إلى جانب
بريطانيا التي تتولى هذا الملف بشكل كامل"، على حد قوله.
اقرأ أيضا: ندوة "عربي21": 6 تحديات تواجه المرحلة الانتقالية بالسودان
وتابع الرزيقي: "السفير
البريطاني في الخرطوم كأنه الحاكم الفعلي بالسودان"، متطرقا إلى تدخلات
أجنبية أخرى، منها فرنسية وألمانية.
واستدرك بقوله: "التدخل الأبرز
في تسهيل ضفة الأمور بالسودان، يتمثل في ثلاث دول رئيسية، هي الإمارات والسعودية
وبريطانيا".
وحول الموقف المصري، قال الرزيقي إن
"القاهرة اتخذت موقفا أبعد من الخرطوم لسببين، الأول هو أن مصر ليست مع
المكون المدني بشكل كامل، نظرا لتشكله من أحزاب يسارية لا تتفق مع المزاج السياسي
المصري الحالي، بالإضافة إلى شكوك مصرية في موقف الحكومة المدنية من ملف سد النهضة
(..)".
اقرأ أيضا: ندوة "عربي21": شعب السودان يرفض التطبيع والسلطة تخدعه
وأردف قائلا: "السبب الثاني
يتعلق بما جرى حينما وقعت الاتفاقية بين المكون العسكري وقوى إعلان الحرية
والتغيير، بحضور عدد من رؤساء وقادة الدول، دخلت القاهرة بحرج سياسي كبير، حينما
لم يحظ رئيس وزراء مصر باهتمام كبير، مقابل هتاف وتأييد لرئيس وزراء إثيوبيا".
ولفت إلى أن رئيس الوزراء المصري أثناء
خروجه من قاعة الاحتفال، قوبل بهتافات مضادة من مؤيدي "الحرية والتغيير"،
لذلك باعدت مصر نفسها من الملف السوداني، مضيفا أن "القاهرة كانت تطمح إلى
تنسيق أكبر مع الخرطوم، وخاصة في القضايا المتعلقة بسد النهضة (..)".
ورجح الرزيقي أن يكون هناك تباين بين
الموقفين الإماراتي والمصري بشأن السودان، مبينا أن "مصر أقرب إلى بعض
الأحزاب، ولا تريد أحزابا أخرى (..)".
ورأى أنه "بنظرة تاريخية فإن
مصر دائما مع المؤسسات العسكرية، لطبيعة التكوين السياسي المصري، ومصر كانت تطمح
أن يكون في السودان واقع مشابه لما جرى بمصر، من خلال سيطرة العسكريين وإبعاد
المدنيين وتهميش كافة الأحزاب الموجودة".
اقرأ أيضا: ندوة "عربي21": حمدوك لا يريد منح ورقة التطبيع لترامب (شاهد)
ندوة "عربي21": حمدوك لا يريد منح ورقة التطبيع لترامب (شاهد)
ندوة "عربي21": 6 تحديات تواجه المرحلة الانتقالية بالسودان
معارض سوداني: 21 أكتوبر "ثورة" قد يتبعها التغيير (شاهد)