الطفلة السورية "إينار" المرشحة لـ"جائزة السلام الدولية للأطفال":
* سأهدي "جائزة السلام الدولية للأطفال" إلى أطفال سوريا حال فوزي بها
* فرحت كثيرا حينما تمت الموافقة على ترشحي للجائزة الدولية لهذه الأسباب
* نجحت في أن أكون صوتا للأطفال السوريين ونقل معاناتهم للعالم الغربي
* قمت بتوثيق صوت كل طفل سوري يعاني من الجوع والبرد والحرمان من الأهل والتعليم بالمدارس
* العالم لا يشعر بآلام ومعاناة أطفال سوريا.. وأتمنى أن يساعدونا في إيقاف الحرب وبناء بلادنا من جديد
* الجيل الحالي لأطفال سوريا لم يعيشوا طفولتهم على الإطلاق ولا نتذكر أي شيء سوى القصف والقتل والجوع والخوف والتهجير
* لسنا أطفالا عاديين.. ومعاناتنا لا تزال مستمرة وقاسية لأبعد مدى خاصة بعد التهجير
قبل
أيام قبلت مؤسسة "حقوق الأطفال"، وهي منظمة إغاثة دولية مقرها هولندا، ترشح
الطفلة السورية "إينار الحمراوي" للحصول على "جائزة السلام الدولية
للأطفال" لعام 2020، إلى جانب 142 طفلا وطفلة من حول العالم.
وقالت
"الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إنها رشحت "إينار" للجائزة
تقديرا منها للجهود الكبيرة التي بذلتها من أجل نقل معاناة السوريين، ولا سيما
الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات من قبل قوات النظام السوري وحلفائه.
والطفلة
"إينار"، تُعرف باسم "نور" على مواقع التواصل الاجتماعي،
تنحدر من مدينة دمشق وانتقلت مع عائلتها للعيش في الغوطة الشرقية بريف دمشق في مارس/
آذار عام 2011.
وشاركت
"إينار" البالغة من العمر حينها 10 سنوات مع أختها آلاء (8 سنوات)،
بتصوير وبث عدد كبير من الصور والمقاطع المصورة، تتعلق بمعاناة أسرتها وأهالي
الغوطة الشرقية، بسبب الحصار الخانق الذي فرضه النظام منذ عام 2012 حتى أبريل/ نيسان
2018، وعمليات القصف العشوائي شبه اليومية بمختلف أنواع الأسلحة.
ونجحت
"إينار" بنقل تفاصيل يومية غالبيتها عن انتهاكات مروعة شهدتها بنفسها،
ولم تخلُ بعض تلك المقاطع من الابتسامة وفرح الطفولة، وقد تحدثت في معظمها باللغة
الإنجليزية، كما تحدثت باللغة العربية أيضا، بحسب "الشبكة السورية لحقوق
الإنسان".
وخاطبت
المجتمع الدولي والأمم المتحدة وطالبت مرارا بحماية الأطفال والمدنيين، وبمعاقبة
النظام على كل هذه الجرائم. وقد ظهرت "إينار" وشقيقتها "آلاء"
في العديد من وسائل الإعلام العالمية في تغطيتهما لما يجري من أحداث في الغوطة الشرقية.
و"جائزة
السلام الدولية للأطفال"، هي جائزة تُمنح سنويا للطفل الذي قدم مساهمة كبيرة
في الدفاع عن حقوق الطفل وتحسين أوضاع الأطفال المعرضين للخطر.
من
جهتها، عبّرت الطفلة السورية "إينار"، في مقابلة خاصة مع "ضيف
عربي21"، عن سعادتها بقبول ترشحها لهذه الجائزة الدولية، لأنها نجحت في أن تكون
"صوتا لأطفال سوريا بعدما استطاعت نقل معاناتهم للعالم الغربي"، مشيرة
إلى "العديد من المآسي والآلام والظروف الصعبة والقاسية التي لا يزال يتعرض
لها الأطفال السوريون".
واستنكرت
"إينار" موقف المجتمع الدولي من القضية السورية، لأنه برأيها يتجاهل معاناتهم
وحياتهم "القاسية للغاية"، رغم أنه يدرك ما يحدث لهم، داعية العالم إلى "مساعدة
السوريين في إيقاف الحرب، وتعليم الأطفال، وبناء بلادنا من جديد".
وتاليا نص المقابلة مع (ضيف "عربي21"):
كيف تم ترشيحكِ لـ "جائزة السلام الدولية للأطفال"؟
تم ترشيحي لجائزة السلام الدولية من قِبل الشبكة السورية
لحقوق الإنسان، وقد تواصلوا معنا وأخبرونا أنه تم اختياري لهذا العام 2020، وبعد
شهرين تمت الموافقة على ترشيحي.
كيف استقبلتِ قبول ترشيحكِ لـ "جائزة السلام الدولية للأطفال"؟
حينما علمت
بالموافقة على ترشيحي فرحت كثيرا، وشعرت أنني استطعت إيصال صوت أطفال سوريا ونقل
معاناتهم للعالم الغربي، واستطعت تحريك مشاعرهم، ونجحت في أن أنقل لهم حياتنا
اليومية، وكيف كنّا نعيش حياة صعبة خلال الحرب، ونجحت في أن أكون صوتا للأطفال
السوريين.
ما الذي فعلته الطفلة "إينار" ليتم قبول ترشيحها لـ "جائزة السلام الدولية للأطفال"؟
ما فعلته هو أنني قمت بتوثيق صوت كل طفل سوري يعاني من
الجوع والبرد، والحرمان من الأهل والتعليم بالمدارس، وليس لديه مكان يعيش فيه،
وفعلت ذلك بشكل يومي على موقع "تويتر".
لماذا كنتِ تقومين بتصوير عدد كبير من الصور ومقاطع الفيديو؟ ألم يكن ذلك يمثل خطورة ما عليكِ؟
كنت
أقوم بالتصوير كي أنقل صوت الأطفال والأهالي للعالم الذي لم يكن مُهتما بقضيتنا
على الإطلاق، ولم يكن يدرك أبعاد ما كان يحدث في بلادنا خلال الحرب، وحاولت أن أوثق
جزءا صغيرا من معاناة الأطفال، خاصة أن هذا التوثيق لم يكن يحدث بالقدر الكافي.
وحقيقة
كنت أعيش في خطر، مثل كل الأطفال الذين كانوا يتعرضون للحصار في سوريا، لأننا كنّا
نعيش في حرب ويمكن أن نموت في أي دقيقة أو نتعرض للقصف والإصابة في أيّة لحظة.
كيف كانت الأسرة تستقبل ما تقومين به من تصوير؟ هل كان هناك تشجيع أم رفض لذلك؟
لا. على العكس، أهلي كانوا أكبر داعمين لي، حيث كانوا
دائما ما يدعمونني ويساعدونني، وكانت أمي تساعدني بكتابة النصوص، وأبي كان يساعدني
بالنشر ومتابعة حسابي على "تويتر". ونحن كان واجبنا لأن نعمل هذا الشيء فلا
يصح أن نرى عذاب ومعاناة الأطفال دون أن نفعل لهم أي شيء.
لو تحدثينا عن المعاناة التي تعرضت لها أسرتكِ وباقي الأسر السورية؟
بالنسبة
للأهالي، كانوا يتعرضون للعديد من المآسي والمعاناة الصعبة، ليس فقط لأهلي بل لكل
الأهالي والأسر التي تعيش بسوريا، خاصة الذين يتعرضون للحصار، فمن الصعب عليهم
رؤية أطفالهم وهم في حالة جوع وخوف وبرد، ولا يستطيعون إدخال أطفالهم المدارس
للتعلم. صعب جدا عليهم عدم استطاعتهم فعل أي شيء لأطفالهم؛ فهم دائما مُهجّرون من
مكان لآخر، وهذا صعب على الأهالي وعلى الأطفال أيضا.
كيف تنظرين لأوضاع الأطفال بسوريا؟
حينما
أرى معاناة الأطفال، أشعر كثيرا بهم وأحزن كثيرا لذلك، لأنني أيضا كنت أعيش حياة
صعبة مثلهم، وأشعر أن جيل الأطفال الحالي والمُقبل بسوريا لم يعيشوا طفولتهم
بسوريا على الإطلاق، ولا نتذكر أي شيء من طفولتنا إلا القصف والقتل والجوع، ونرى الكثيرين
يموتون أمامنا، وهذه لا نعتبرها طفولة.
ونحن
الأطفال السوريون نمر بمعاناة كبيرة. 9 سنوات من الحرب، ولم نر سوى الجوع والقصف والقتل
والخوف والتهجير، وتم إجبارنا على التجهير، لأننا لم يكن أمامنا أي خيار آخر سوى
الهجرة أو الموت، وقمنا بذلك بعد وقت طويل من القصف، رغم أنه من الصعب للغاية أن
تترك بلدك وأحلامك وذكرياتك، وتم حرماننا من التعليم، ولم تكن لدينا مدارس، وإذا
ذهبنا إلى المدارس يقوم النظام باستهدافنا وقتلنا بلا رحمة، ولم تكن لدينا مياه،
بل كان هناك بئر وكانت وظيفة الأطفال إخراج المياه من البئر ثم يأخذونها إلى
بيوتهم، ولم تكن لدينا الكهرباء التي كنّا نحلم برؤيتها، بل أن بعض الأطفال لا
يعرفون معنى الكهرباء، وكانت المعاناة مستمرة وقاسية لأبعد مدى بعد التهجير وفي ظل
العيش في خيم تحت القصف والبرد والحرق، وبكل تأكيد لم نكن أطفالا عاديين.
كيف ترين موقف العالم من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في سوريا؟
لا
أشعر أن العالم يهتم بقضيتنا في سوريا أو حتى بقضية الأطفال داخل الحرب، رغم أن
العالم يرى معاناتهم وحياتهم الصعبة والقاسية للغاية، ويرى الخيم التي يعيشون
بداخلها، وأتمنى منهم أن يساعدونا في إيقاف الحرب، وتعليم الأطفال، وبناء بلادنا
من جديد.
إلى مَن ستقومين بإهداء الجائزة حال فوزكِ بها؟
إذا
فزت بالجائزة سأقوم بإهدائها إلى أطفال سوريا.