في حين يواصل وباء فيروس كورونا التفشي حاصدا المزيد من الوفيات بعدة دول حول العالم، يخيم الذعر على النازحين شمال غرب سوريا.
عربيا، سجلت الأحد تونس وسلطنة عمان وليبيا وفيات جديدة بالفيروس، فيما تم رصد أرقام قياسية لمرضى كوفيد-19 في المستشفيات في 14 دولة أوروبية.
وفي تونس، أفادت وزارة الصحة التونسية بتسجيل 31 وفاة و1,302 إصابة بكورونا، خلال الـ24 ساعة الماضية، ما رفع إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 61,115، منها 1,348 وفاة.
وفي سلطنة عمان، توفي الأحد 38 شخصا جراء كورونا، وفق إفادة وزارة الصحة التي سجلت أيضا 1,300 إصابة جديدة بالفيروس، خلال الـ72 ساعة الماضية. وذكرت الوزارة في بيان، أن إجمالي الإصابات بالفيروس بلغ 115,734؛ بينها 1,246 وفاة، و105,700 حالة تعاف.
وفي ليبيا، أفاد المركز الوطني لمكافحة الأمراض، بتسجيل 14 وفاة و950 إصابة بكورونا، إضافة إلى تعافي 823 مريضا، موضحا أن إجمالي الإصابات بالفيروس بلغ 62,045؛ بينها 871 وفاة، و35,853 حالة شفاء.
وفي قطر، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 164 إصابة بكورونا، فضلا عن تعافي 201 مريضا جديدة، مضيفة أن إجمالي الإصابات بالفيروس ارتفع إلى 132,720؛ منها 232 وفاة، و129,784 حالة شفاء.
وبينت إحصائية لـ"فرانس برس" أن 14 دولة أوروبية على الأقل سجلت أرقاما قياسية بالإصابات بفيروس كورونا التي خضعت للعلاج داخل المستشفيات، خلال أسبوع.
اقرأ أيضا: كورونا.. الأرقام القياسية تعاود الظهور.. وإجراءات جديدة
والبلدان الأكثر تضررا هي الجمهورية التشيكية حيث بلغت حالات العلاج 62 لكل 100 ألف نسمة، تليها رومانيا بـ57 وبلجيكا بـ51 وبولندا بـ39.
والبلدان التي سجلت أكبر زيادة هي صربيا، حيث ارتفع عدد المرضى في المستشفيات بنسبة 97 بالمئة، وبلجيكا بنسبة 81 بالمئة، والنمسا بـ69 بالمئة، وإيطاليا بـ65 بالمئة.
والدولة الوحيدة التي شهدت انخفاضا في عدد الخاضعين للعلاج هي الجبل الأسود، بعد ارتفاع سابق.
معاناة النازحين بإدلب
وفي ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في شمال غرب سوريا، تبدي منظمات إنسانية خشيتها من وقوع كارثة صحية إذا ما تفشى الفيروس داخل المئات من مخيمات النازحين المنتشرة على طول الحدود بين محافظة إدلب وتركيا.
ونقلت "فرانس برس" عن حسن سويدان، إحدى سكان مخيمات النازحين بشمال حماة "خشيته من الذهاب إلى المستشفى لمتابعة وضعه الصحي مع العجز عن اتخاذ أبسط إجراءات الوقاية".
وتفتقد تجمعات النازحين للخدمات الأساسية من مياه وشبكات الصرف الصحي. ويبدو غسل اليدين أو الاستحمام بمثابة ترف لا يمكن لكثيرين الحصول عليه.
ويضيف سويدان: "نقطن في خيم متلاصقة ببعضها البعض. إذا جلس الواحد منا لتبادل الحديث مع عائلته يسمعه جيرانه من حوله، فلا عتب على المرض".
ويعاني سويدان وهو في الأربعينيات من عمره وأب لستة أطفال من مرض تشمّع الكبد منذ سنوات، ما يثير خشيته أكثر من الإصابة بفيروس كورونا المستجد مع حاجته لمتابعة وضعه في المستشفى.
ويوضح من داخل غرفة متواضعة ذات جدران إسمنتية مسقوفة بغطاء من البلاستيك: "هنا في المخيمات لا نستطيع أن نحجر أنفسنا والمستشفى مكتظ أساسا. بات الواحد منا يخاف من (الاحتكاك مع) الأطباء والممرضين لكي لا يتعرض للإصابة".
ويروي أنه "منذ فترة أصيب أحد أقاربنا، ولذلك أنا متخوف كثيرا لأنه ما من مناعة لدي".
وسجلت مديرية الصحة، التابعة للمعارضة السورية والمشرفة على الوضع الصحي في إدلب ومناطق شمال حلب، أكثر من خمسة آلاف إصابة و42 حالة وفاة على الأقل. بعدما كانت المنطقة تسجل عشرات الحالات يوميا، فباتت الإصابات تفوق الـ300 حالة أحيانا.
اقرأ أيضا: باحثون بريطانيون يطورون جهازا لفحص كورونا خلال دقيقة
وخلال مؤتمر صحفي الأربعاء، أفادت مديرية الصحة عن تسجيل أكثر من 860 حالة بين الكوادر الطبية ونحو 330 إصابة في المخيمات.
وخلال كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، قال مساعد الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك "ارتفعت الإصابات في شمال غرب سوريا ست مرات أكثر خلال شهر، وقد ازدادت أيضا في مخيمات النازحين".
ويأتي ارتفاع عداد الإصابات بعد زيادة نسبة فحوص الكشف عن الفيروس مع تزويد الأمم المتحدة المنطقة بمختبرين إضافيين في كل من عفرين وجرابلس في شمال حلب، بالإضافة إلى المختبر الرئيسي في إدلب.
وتؤوي مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين الذين يقطنون في أكثر من ألف مخيم في شمال غرب سوريا، وفق الأمم المتحدة.
ونظرا للاكتظاظ في شمال غرب سوريا، فقد أشار مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن "التحدي الأساسي في مواجهة وباء كوفيد-19 هو صعوبة عزل الناس".
وفي مبنى مديرية الصحة في مدينة إدلب، يقول الطبيب يحيى نعمة لـ"فرانس برس": "نحمّل قوات النظام وروسيا مسؤولية الوضع المأساوي الذي يعاني منه النازحون بعد تهجيرهم، بعدما فُرض عليهم الاكتظاظ السكاني في المخيمات".
وتسبّبت هجمات عدة شنتها قوات النظام بدعم روسي بنزوح مئات الآلاف من منازلهم واللجوء إلى المخيمات في شمال إدلب، وكان آخرها هجوم استمر ثلاثة أشهر بداية العام الحالي ودفع بنحو مليون شخص للنزوح، لم يعد منهم سوى نحو 235 ألفاً إلى مناطقهم، غالبيتهم بعد اتفاق لوقف إطلاق النار.
وطلبت مديرية الصحة من السكان الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وفق نعمة الذي يضيف أن "هذا أشبه بالمستحيل".
ورغم إدراكهم لإجراءات الوقاية الضرورية، إلا أن قلة في المخيم يضعون الكمامات، فلا قدرة على شرائها وتغييرها بين الحين والآخر أو على شراء مواد التعقيم. ويعتمد النازحون أساساً على المساعدات لتأمين الطعام والمياه والحصول على الخدمات الاستشفائية والتعليمية لأطفالهم.
ويقول محمّد العمر (40 عاماً)، النازح قبل ثماني سنوات من ريف إدلب الجنوبي وهو أب لأربعة أطفال: "يقولون لنا لا تخرجوا ولا تتسببوا بزحمة، ونحن نعيش في مخيمات يفصل بين الخيمة والأخرى نصف متر".
ويوضح أنهم "أعطوا كل واحد منا يفوق عمره الخمس سنوات كمامة واحدة على اعتبار أنها كافية، وهي لا تكفي".
ولا يستطيع العمر، الذي يعمل سائق صهريج مياه، البقاء في الخيمة، إذ إن عليه الخروج يومياً للبحث عن لقمة عيشه في منطقة تشهد كغيرها من المناطق السورية ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية.
ويقول: "إذا بقيت في الخيمة، كيف أعيش وكيف آكل؟".
ترامب يتهم الأطباء برفع عدد وفيات كورونا لجني الربح
تفشي كورونا مستمر.. استقرار بصحة ترامب ووفيات قياسية بإيران
عشر سكان العالم أصيبوا بكورونا.. ترامب: لا تخافوا منه