روجت شركة "الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، لـ"الهيكل الثاني"، ضمن دعاية لرحلات قررت تسييرها إلى الاحتلال الإسرائيلي، اعتبارا من 28 شباط/ فبراير المقبل.
ويظهر في مقطع دعائي، نشرته الشركة عبر حسابها "فيسبوك"، مجسما كُتب أسفله "الهيكل الثاني" باللغة الإنجليزية، باعتباره أحد المعالم لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وحذفت الصفحة الرسمية لطيران الاتحاد هذا الإعلان بعد سخط واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول وزارة خارجية الاحتلال، على موقعها الإلكتروني إن الهيكل الثاني، دُمر على يد القوات الرومانية في العام 70 ميلادية.
و"الهيكل الثاني"، وفقا للرواية الإسرائيلية الرسمية، كان موجودا في المكان الذي يتواجد فيه المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
ويطالب المتطرفون الإسرائيليون، بهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل على أنقاضه.
ويستخدم المتطرفون هذا الادعاء، كمبرر لاقتحام حرم المسجد الأقصى، بشكل شبه يومي، وإقامة الصلوات فيه.
ويرفض المسلمون والعرب الزعم اليهودي، ويؤكدون أن المسجد الأقصى، مكان مقدس للمسلمين فقط.
استنكار مقدسي
من جانبه، عبر الناشط المقدسي فخري أبو دياب، عن "استغرابه واستهجانه" في معرض تعليقه على ما ورد في إعلان الشركة الإماراتية.
وقال أبو دياب في حديث خاص لـ"عربي21"، "للأسف أصبحت دولة الإمارات في خدمة الاستيطان والمستوطنين، وفي خدمة غلاة المتطرفين الذين يروجون للرواية التلمودية اليهودية".
واعتبر الوصول بالتطبيع إلى حد الترويج لـ"الهيكل الثاني"، أنه "انسلاخ من دولة الإمارات عن المجتمع العربي وعن ما يتنباه المسلمون من عقيدة راسخة تجاه المسجد الأقصى".
ومن وجهة نظر أبو دياب، فإن الدعاية تدل على أن "الإمارات، وعبر تطبيعها، باتت وسيلة لفرض وقائع تهويدية وتلمودية على القدس، وأصبحت لسان حال الجماعات الإسرائيلية المتطرفة".
وعبر الناشط المقدسي عن مخاوفه من أن تكون الإمارات "المطية والجسم للجماعات المتطرفة في مسعاهم لتغيير واقع المسجد الأقصى"، وقال "باتت الإمارات حصان طروادة بالمفهوم السلبي لتشجيع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى والقدس".
وعلى صعيد دورهم كمقدسيين تجاه هذا "التماهي الإماراتي مع الرواية الإسرائيلية"، أوضح أبو دياب أن "كل من يحمل الفكر الصهيوني وتغيير الواقع في المسجد الأقصى والقدس يعتبر محتل، ونعامله بنفس المعاملة".
وتساءل: "أين هم عقلاء هذه الدول؟ ألا يوجد بهم رجل رشيد؟"، وطالب العقلاء بالدول المطبعة أن يضغطوا على حكوماتهم من أجل أن يعيدوهم إلى "جادة الصواب".
وشدد بالقول "نحن في القدس لن نقبلهم بنفس الدرجة التي نرفض بها محاولات فرض الاحتلال وقائع جديدة في الأقصى والقدس، لأنهم أصبحوا صهاينة أكثر من الصهيونية".
وكانت "الاتحاد للطيران"، قد سيرت أول رحلة ركاب تجارية من وإلى تل أبيب في 19 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بعد نحو شهر من توقيع اتفاقية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن منتصف أيلول/ سبتمبر.
وقال الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية في الشركة الإماراتية محمد عبدالله البلوكي إن "هذه الخطوة التاريخية الهامة بالبدء بتسيير رحلات منتظمة بين البلدين تدعم التزام الاتحاد، بصفتها شركة طيران، إزاء تعزيز اقتصاد البلدين وزيادة فرص النمو التجاري والسياحي".
اقرأ أيضا: تطبيع الخليج أنعش صناعة السلاح الأمريكي ودعم جيش الاحتلال
وفي 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اتفق الجانبان بعد
عدد محدود من الرحلات المباشرة على متن طائرات تجارية، على إعفاء مواطنيهما من
تأشيرات السفر، لتكون الإمارات أول دولة عربية يستثنى مواطنوها من هذا الإجراء
لدخول الدولة العبرية.
والإمارات هي أول دولة خليجية، وثالث دولة عربية توقع
اتفاق تطبيع للعلاقات مع الدولة العبرية، في حين تعتبر البحرين الرابعة، بعد
الأردن (1994) ومصر (1979). وأعلن السودان كذلك عن رغبته في تطبيع العلاقات.
وقوبلت اتفاقيات التطبيع برفض فلسطيني رسمي وفصائلي، حيث اعُتبرت "خيانة وطعنة في ظهر القضية الفلسطينية"، ومخالفة لمبادرة السلام العربية، التي تشترط حل الدولتين وفقا للقرارات الدولية من أجل إنهاء الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
NYT: صفقة أف-35 للإمارات مكافأة التطبيع مع إسرائيل
نائب عربي بالكنيست: اتفاق البحرين خلا من عبارة "التطبيع"
إعلامية كويتية تتساءل عن كيفية السفر لـ"إسرائيل" وردود