حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، من أن اليمن يواجه "حاليا الخطر الوشيك لحدوث أسوأ مجاعة عرفها العالم منذ عقود".
كما حذّر غوتيريش من "خسارة ملايين الأرواح ما لم يتم القيام بتحرّك فوري"، وسط اشتداد للمعارك على أكثر من جبهة وجهة في مختلف مدن اليمن.
ويأتي التحذير الذي يعقب تحذيرات عدة مشابهة صدرت عن الأمم المتحدة في الأسابيع الأخيرة، في ظل احتمال إدراج الولايات المتحدة المتمرّدين الحوثيين على قائمتها "للمنظمات الإرهابية"، ما من شأنه أن يعرقل بدرجة إضافية إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وتابع: "أطالب الجميع بتجنّب اتّخاذ أي إجراءات من شأنها أن تفاقم الوضع المتردي أساسا"، في تلميح للتهديد الأمريكي.
وفي معرض حديثه عن الأسباب التي تزيد من خطر تعرّض اليمن إلى مجاعة، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى "الخفض الكبير" للتمويل لعمليات الإغاثة التي تنسقها الأمم المتحدة هذا العام مقارنة بالعامين 2018 و2019، إضافة إلى عدم استقرار قيمة الريال اليمني والعقبات التي يواجهها العاملون في مجال الإغاثة ميدانيا.
وقال: "أدعو جميع الأطراف التي لديها نفوذ (في اليمن) لمعالجة هذه المسائل بشكل عاجل لتجنّب وقوع كارثة. وإلا فسنواجه خطر حدوث مأساة لا تقتصر على خسارة أرواح بشكل وشيك فحسب، بل تحمل تداعيات سيتردد صداها إلى ما لا نهاية في المستقبل".
ومن شأن إدراج الولايات المتحدة الحوثيين على قائمتها للمنظمات "الإرهابية" أن يعرقل التواصل مع المسؤولين الحوثيين واستخدام المنظومة المصرفية ودفع الأموال للعاملين في المجال الصحي وشراء الغذاء والوقود وحتى القدرة على الوصول إلى شبكة الإنترنت.
اقرأ أيضا : FP: إدارة ترامب ستعلن تصنيف "الحوثيين" جماعة إرهابية
وكانت مجلة "فورين بوليسي" نشرت تقريرا، قالت فيه إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستصنف جماعة الحوثي في اليمن منظمة إرهابية، في إطار المواجهة مع إيران التي تعد حليفا للجماعة.
ويخشى المراقبون من تأثير الخطة التي ستعلن عنها الإدارة قبل مغادرتها البيت الأبيض على توفير المساعدات الإنسانية لمنكوبي الحرب الأهلية، وتقوض الجهود السلمية التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة التي تدعمها السعودية والجماعة الحوثية التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
وحاولت جماعات الإغاثة الإنسانية إقناع الإدارة بعدم التحرك ضد الحوثيين، لكن القرار القريب سيعطي وزير الخارجية مايك بومبيو انتصارا جديدا في جهوده ضد إيران، وفي وقت يزور فيه السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
وحاول مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، في الأسابيع الماضية، الضغط على الولايات المتحدة للتراجع، وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التدخل، وفي الشهر الماضي حث غوتيريش مسؤولة بعثة الولايات المتحدة في نيويورك، كيلي غرافت، على إعادة التفكير بتصنيف الجماعة الحوثية كإرهابية.
وضغطت ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة كي تتراجع عن الخطة، لكن الجهود فشلت، وبدأت الأمم المتحدة بالتحضير للقرار الأمريكي المرتقب.
في غضون ذلك تتواصل بصورة عنيفة حدة المواجهات بين الجيش اليمني ومليشيا قوات المجلس الانتقالي في اليمن المدعوم إماراتيا، حيث ما تزال تشهد محافظة أبين أكثر المعارك ضراوة.
وأسفرت معارك، الجمعة، عن مقتل 4 وإصابة 10 من عناصر الانتقالي الجنوبي، تزامنا مع تزويد أبو ظبي لقوات الانتقالي بطائرات بدون طيار.
وقالت مصادر عسكرية في القوات الحكومية، للأناضول، إن المواجهات مع قوات المجلس الانتقالي تجددت الجمعة في منطقة الطرية القريبة من مركز محافظة أبين.
من جهته، قال المتحدث باسم قوات المجلس، محمد النقيب، في بيان، إن "القوات الحكومية هاجمت مواقع الانتقالي لكن الأخير تصدى للهجوم"، مشيرا إلى استمرار المواجهات بالمحافظة.
FP: ترامب يسعى لتصنيف الحوثيين تنظيما إرهابيا
عاهل المغرب لغوتيريش: متمسكون بوقف النار في الصحراء
كيف سيؤثر فوز بايدن على الحرب في اليمن؟