نشر موقع
"VICE"
الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن آخر التطورات في قضية الناشطة السعودية المحتجزة لدى
سلطات بلادها لجين الهذلول.
وقال الموقع
إنه "مر شهر على آخر زيارة لعائلة الهذلول لابنتهم لجين. قبل يومين، ظهرت
الهذلول أمام المحكمة وهي هزيلة نتيجة إضراب عن الطعام دام لمدة أسبوعين، كان
احتجاجاً على ظروف سجنها. ارتجفت وهي تقرأ نص دفاعها، وأنكرت جميع التهم الموجهة
إليها. بالنسبة لعائلتها كانت لحظة حلوة ومرة، فقد تمكنوا من رؤيتها، لكن لن يتم إطلاق
سراحها في أي وقت قريب".
ويوضح:
"عائلة الهذلول كانت قد هرعت إلى محكمة الجنايات بعد استلامها إخطارا قبل يوم
واحد فقط، لسماع القاضي يلخص قوله إلى أن قضيتها ليست ضمن اختصاصهم، وأنه تمت
إحالة محاكمتها إلى محكمة إرهاب منفصلة".
وتمت إحالة
قضيتها إلى المحكمة الجزائية المتخصصة وهي محكمة تختص بقضايا الإرهاب، تم إنشاؤها
في عام 2008، ومن المرجح أنها تستخدم كأداة لقمع منتقدي الحكومة، وإصدار أحكام
طويلة بالسجن، وعقوبات الإعدام، مما يشير إلى أن الكابوس الذي تعيشه الهذلول
وعائلتها لم ينته بعد، بحسب التقرير.
الهذلول
البالغة من العمر 31 عاماً، اعتقلت مع محاميها والعديد من المدافعين البارزين عن
حقوق الإنسان في أيار/ مايو 2018، بعد أسابيع فقط من رفع المملكة العربية السعودية
جزئياً الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة.
وكانت الهذلول
قد اكتسبت شهرتها الدولية بعد حملتها ضد الحظر، وكثيراً ما تم القبض عليها بسبب
انتهاكها العلني لحظر المرأة للقيادة. لكن هذه المرة كانت مختلفة، ففي ظل نظام
الزعيم الفعلي محمد بن سلمان، تم اتهامها بالتجسس لصالح دولة أجنبية على الرغم من
عدم تقديم أي دليل على ذلك بعد.
اقرأ أيضا: NYT: منظمات حقوقية تشجب "مهزلة" محاكمة الهذلول
ويقول الموقع:
"كانت شقيقتها لينا الهذلول تشعر بالتفاؤل بعد تلقيها خطاب الاستماع للجلسة
يوم الثلاثاء. جاء ذلك وسط ضغوطات دولية متزايدة للإفراج عن الهذلول، وعقب قمة
مجموعة العشرين الافتراضية، التي عقدت افتراضيا في المملكة العربية السعودية في
نهاية الأسبوع".
وقالت لينا لـ
"فايس": "حدث كل شيء بسرعة، تم إخطار عائلتنا بجلسة الاستماع قبل
يوم واحد فقط، وكنا متحمسين لرؤيتها مرة أخرى بعد إضرابها الأخير عن الطعام".
وتابعت:
"أخبرت والديّ أثناء جلسة الاستماع، أنها اضطرت إلى إنهاء إضرابها عن الطعام
بعد أسبوعين، لأن الحارس حرمها من النوم ليلاً عن طريق إيقاظها كل ساعتين بحجة
الفحص الروتيني، وإرهاقها عقلياً".
وقالت لين
معلوف مديرة الأبحاث في الشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية، إن قرار إحالة قضية
الهذلول إلى محكمة الإرهاب أمر مقلق للغاية، ووصفت محكمة الإرهاب بأنها
"مؤسسة تستخدم لإسكات المعارضة وهي سيئة السمعة في إصدار أحكام طويلة بالسجن
بعد محاكمات معيبة".
وقالت معلوف: "كان بإمكان السلطات السعودية أن تنهي الكابوس الذي دام عامين.. بدلاً من
ذلك، وفي خطوة تثير القلق، أحالوا قضيتها إلى محكمة متخصصة".
ويقول الموقع
إن ابن سلمان، حاول تحويل كفاح الناشطات منذ عقود مثل الهذلول وغيرها إلى إنجاز
شخصي له من خلال رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة في 2018، في محاولة لتصوير
نفسه على أنه أمير "إصلاحي"، وأنه حليف جدير بالديموقراطيات الغربية
الحديثة.
ونجح أفراد
العائلة المالكة في السعودية في الحفاظ على علاقاتهم مع الغرب، خاصة ابن سلمان
الذي حصل على الدعم الكامل من إدارة ترامب على الرغم من ارتباطه بمقتل الصحفي في
واشنطن بوست جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول.
وفي ظل
الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، من غير المرجح أن
يتمتع ولي العهد السعودي الشاب بنفس الحماية والدعم حيث أن "الولايات المتحدة ستعيد تقييم علاقتها مع السعودية، وسجلها الحافل في انتهاكات حقوق الإنسان في
الداخل والخارج".
وحتى الآن، ما
تزال لينا تأمل في إطلاق سراح أختها وتقول: "آمل أن تسرع هذه المحكمة
الإجراءات، وتسقط التهم الموجهة إليها، لكن لم يتم تحديد موعد الجلسة بعد".
شقيقة "الهذلول" تسخر من تصريح لعادل الجبير (شاهد)
نداء لقمة الـ20 بشأن "الهذلول" على غلاف "فايننشال تايمز"
قلق أوروبي بشأن حقوق الإنسان بالسعودية يسبق قمة العشرين