سلط كاتب إسرائيلي الضوء على أزمة الثقة العميقة بين الحكومة برئاسة المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، وبين الجمهور الإسرائيلي.
وأوضح الكاتب ناحوم برنياع في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "عدد العاطلين عن العمل في إسرائيل المسجلين في مصلحة الاستخدام في نهاية 2020 بلغ 753425 إسرائيليا، وهذا المعطى الاقتصادي ينطوي على حقيقة مقلقة وخدعة في آن واحد".
وأضاف: "الحقيقة المقلقة؛ أدخل الوباء إسرائيل في ركود عميق، وقطع مصدر معيشة مئات آلاف العائلات، شطب مبادرات، مخططات وتسبب بأزمات شخصية وعائلية، وأما الخدعة؛ فهي أن قسما كبيرا من المسجلين كعاطلين عن العمل ليسوا عاطلين عن العمل حقا".
ونوه برنياع، أن "الحكومة أغمضت عيونها وتنفست الصعداء؛ فالخليط بين المنح الحكومية وسوق العمل الأسود، أخرج من العاطلين عن العمل الشهية للتظاهر (ضد نتنياهو) وخفف حدة الضربة الاقتصادية التي وقعت عليهم، فخيام الاحتجاج أمام وزارة المالية طويت، والضائقة الاقتصادية نزلت عن جدول الأعمال السياسي، وهناك من يؤكد من العاطلين عن العمل تحسن مداخيلهم".
وبحسب الكاتب، "هذا الواقع يولد تضاربا؛ أرباب العمل الذين يحتاجون إلى العمال، ممن يعملون بمستويات أجر متدنية، لا ينجحون في إيجاد مرشحين للعمل، وهناك أكثر من ثلاثة أرباع مليون عاطل عن العمل من جهة، ونقص في العمال من جهة أخرى، وهذا لا يعقل".
وانتقد أداء يسرائيل كاتس وزير المالية، لأنه كان بإمكانه أن يحول المنح الحكومية عبر أماكن العمل، وبذلك "تبقى الصلة بين العامل ومكان عمله، وما كان سيلقى بالعمال في الشارع"، مؤكدا أن "ازدهار سوق العمل الأسود، يعيد إسرائيل جيلا أو اثنين إلى الخلف".
وذكر أن "جائحة كورونا وضعت في الاختبار العقد الذي بين الحكومة والإسرائيلي، والذي يمكن صياغته على النحو التالي؛ أنا إسرائيلي أنتخبكم وأعطيكم قوة هائلة وسأخدم في الجيش وأدفع الضرائب، وأنتم تحرصون على ضمان أمني ومستقبلي وعائلتي".
وتساءل: "هل أوفت الحكومة بشروط العقد في فترة كورونا؟ نعم ولا؛ نعم، لأنها تعاطت مع الوباء بجدية واستثمرت في التصدي له، ولا، لأن عملية اتخاذ القرارات تلوثت بمصالح سياسية وشخصية، وفي نهاية المطاف ضاعت ثقة الجمهور"، مؤكدا أن "الإغلاق الثالث، يكشف الاستخفاف بالقرارات المتشددة التي تفرضها الحكومة".
وأشار برنياع، إلى أن "نتنياهو يتهم زملاء له في الحكومة والكنيست، بانهيار الإغلاق، وهذا تلفيق ودعاية انتخابية، فمن جعل الإغلاق ينهار هو الجمهور، الذي فهم أن الحكومة لا تعمل من أجلهم، وردوا بما يتناسب مع ذلك"، موضحا أن "نتنياهو يعنى بالتسويق؛ فإغلاق قصير وكامل سيوفر له أعدادا مبهرة يلوح بها أمام الجمهور، وإغلاق كامل لا يمكنه أن يفعل ذلك، الوسط الأصولي يرفض إغلاق مؤسساته التعليمية، ونتنياهو لا يمكنه أن يسمح لنفسه بالخصام مع الجمهور الأصولي".
ونبه أنه "عندما تصل الإصابة في مستوطنة "بيتار عيليت" الأصولية إلى السماء وتكون في تل أبيب هامشية، لا يوجد سبيل للإغلاق في تل أبيب، وإبقاء "بيتار عيليت" مفتوحة، ففي تل أبيب يوجد ناخبون أيضا"، لافتا إلى أنه "لا سبيل لإقناع الجمهور، أن القرارات نقية عندما يستعبدها رئيس الوزراء لحملته في العلاقات العامة، وتسييس الوباء كان إشكاليا من اليوم الأول، ولكن في فترة الانتخابات يكون ضرره مضاعفا".
ورأى أنه "ليس من السهل إدارة أزمة في ظروف انعدام اليقين، ولكن التأجيل، التذبذب، الهذر، الاتهامات الشخصية، وكل مزايا طريقة تصدي الحكومة في المواضيع خرقت الثقة، وأما القشة التي قصمت الظهر فكانت الفكرة الأخيرة التي طرحها البروفيسور غروتو؛ وهي تأجيل حقنة التطعيم الثانية".
وقدر الكاتب، أنه "في نيسان/أبريل أو أيار/مايو المقبل، سنعود للحياة الطبيعية، بهذا الحد أو ذاك، والاقتصاد سينتعش، فهل بالسرعة ذاتها ستختفي أزمة الثقة بين الحكومة والجمهور؟ هذا ليس مؤكدا".
ولفت إلى أن "الدرس الذي تعلمه الجمهور من التصدي لكورونا مركب؛ فمن جهة، كورونا مثل الحرب؛ لا يمكن الانتصار فيها إلا بتدخل حكومي مكثف، ومن جهة أخرى؛ لا مكان لإطاعة نزوات الساحة السياسية".
اقرأ أيضا: إحباط إسرائيلي من تراجع الهجرة رغم الأرقام المضللة
مخاوف إسرائيلية من "قنبلة كورونا" بسبب المسافرين للإمارات
قناة إسرائيلية: هل تطبّع السعودية قبل رحيل ترامب؟
تقرير إسرائيلي: التوتر بالمنطقة يجري على نار هادئة