تساءلت
صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن أوجه الشبه بين اقتحام الكونغرس واحتلال السفارة
الأمريكية في طهران في عام 1979.
التساؤل
جاء على لسان جون ليمبرت الذي كان واحدا من آخر المسؤولين الأمريكيين الذين عملوا في
إيران ومن ضمن الرهائن الذين احتجزوا في السفارة الأمريكية بطهران.
يقول
ليمبرت إن المشهد المخجل يوم الأربعاء في مقر الكونغرس أعاد له ذكريات مثيرة للرعشة،
قبل 41 عاما وبالذات في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1979.
يضيف ليمبرت في مقاله في الصحيفة الذي ترجمته "عربي21": "واجهت أنا وزملائي
في السفارة الأمريكية الغوغاء مثل يوم الأربعاء، غزوا مجمعا مقدسا وتغلبوا على قوات
الأمن غير المؤهلة وبتشجيع من القائد الأعلى للبلاد".
ويقول
إن التشابه بين الحادثين مثير للخوف، ففي صيف عام 1979 قام زعيم إيران، آية الله الخميني
بتحريض أتباعه ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحمل الأمريكيين مسؤولية المشاكل التي
تعاني منها إيران. وزاد نقده اللاذع بعد قرار الرئيس جيمي كارتر، وخلافا لتقديره الحكيم،
بالسماح للشاه الإيراني المعزول بدخول الولايات المتحدة لتلقي العلاج.
ورغم
المخاطر الواضحة لم يكن لدى السفارة الأمريكية الدفاعات اللازمة لمواجهة هجوم الغوغاء
كعملاء "للثورة الثانية وليست الأولى" في إشارة للثورة الإسلامية التي أطاحت
بشاه إيران قبل تسعة أشهر من احتلال السفارة الأمريكية.
وقال:
"في ذلك الوقت لعبت العقول الحكيمة للمارينر حراس الأمن على السفارة وبتدريبهم
العالي وانضباطهم في حماية أرواحنا". و"في يوم الأربعاء شاهدت مرة ثانية
الغوغاء وهم يقتحمون بوابات بناية لا تنتهك حرمتها، ومرة ثانية شاهدت الفشل في توفير
الدعم المباشر"، مضيفا: "عندما سمعت بيانات مثل "الحرس الجمهوري في
طريقه وشرطة ميريلاند وفرجينيا قادمة" لم أستطع إلا تذكر الوعود من السلطات الإيرانية
بأن "الدعم قادم وسريعا"".
ووصل
الدعم إلى مبنى الكابيتول ولكن بعد سقوط ضحايا وكان متأخرا لمنع الغوغاء من أن يعيثوا
الفساد في "بيت الشعب" المحبوب، في وقت التُقط فيه واحد منهم وهو جالس
على كرسي نائب الرئيس في مجلس الشيوخ. ولكن وعد طهران بالمساعدة لم يصل، وبعد أربعة
أشهر من انتهاء عذابنا كنا ننتظر العون.
وقال
الكاتب إنه سمع نفس النقد عندما كان رهينة في السفارة الأمريكية: "كان علينا أن
نعرف"، و"كنا ننتظر حدوث هذا"، و"لماذا لم يتعرف أحد على هذا التهديد
الواضح؟"، و"لماذا لم يستعد أحد له؟".
ويعلق
ليمبرت أن في كلتا الحالتين لعب عاملان في الفشل وهما: فظاعة الهجوم، وكون استهداف
المكانين يعد نادرا. فقد تعرضت السفارة في طهران لهجوم مجموعة مسلحة في شباط/ فبراير
1979، أي قبل احتلالها بتسعة أشهر، لكن السلطات الإيرانية بادرت سريعا ونظفت المكان
من المسلحين. ولكن لم يحدث مثل هذا في طهران منذ عام 1829 عندما قام الغوغاء باقتحام
السفارة الروسية وقتلوا معظم طاقمها بمن فيهم السفير.
وكان
آخر هجوم على مبنى الكونغرس في 1814 عندما احتلت القوات البريطانية واشنطن وأحرقتها
أثناء الحرب في 1812.
وفي
طهران تعود طاقم السفارة على التظاهرات الصاخبة المعادية لأمريكا. وفي واشنطن كانت
الشرطة تتوقع مظاهرة صاخبة مؤيدة لترامب قرب الكابيتول. ولم تحدث حادثة مشابهة ليوم
الأربعاء في واشنطن منذ 207 أعوام. وفي طهران لم يتوقع أحد مصادقة زعيم البلاد على
احتلال سفارة أجنبية.
ولم تحدث أمور شنيعة كهذه، حتى الهجوم في عام 1829 على السفارة الروسية، شجبته السلطات الإيرانية.
وفي كل من طهران وواشنطن فقد كانت السلطة التي توقعت حدوث الهجوم لم تكن هي التي منعته.
وكان ترامب والمتواطئون معه يشعلون بشكل واضح أتباعهم ويغذونهم بأكاذيب مستمرة حول نتائج الانتخابات المزورة. ورغم هذه الإشارة المثيرة للقلق إلا أن الغوغاء سيطروا وبسهولة على قوات الأمن غير المستعدة في المبنى. ولم تمنعهم حتى صرخة ترامب الفارغة "عودوا لبيوتكم، نحن نحبكم" عن مواصلة شغبهم. وفي طهران وقبل 40 عاما توقع كارتر النتائج للسماح بدخول الشاه المريض. وبحسب مذكرات مدير طاقمه هاميلتون جوردان سأل الرئيس مستشاريه: "ماذا ستقولون لي عندما يتم اقتحام سفارتنا ويؤخذ أبناؤنا كرهائن؟" لم يسجل التاريخ أي رد على السؤال.
رئيس شرطة الكونغرس: قادة الأمن عرقلوا وصول الحرس الوطني
أوبزيرفر: العنصرية والاستقطاب وغيرهما قادا لأحداث الكونغرس
WP تكشف تفاصيل "حصار" الكونغرس وإنقاذ المشرّعين