حظيت الرسالة الأخيرة التي وجهها رجل الأعمال رامي مخلوف، إلى قريبه رئيس النظام السوري بشار الأسد، عبر صفحته الشخصية "فيسبوك"، باهتمام واسع، وأثارت كذلك تساؤلات حول هوية الشخصيات التي وصفها بـ"العصابات" التي تتعرض له.
واشتكى مخلوف في رسالته إلى الأسد، من تسلط من وصفهم بـ"أثرياء الحرب"،
وحول الجهة التي اشتكى منها مخلوف، أشار الخبير الاقتصادي سمير الطويل إلى وجود أنباء متقاطعة تُشير إلى أن مخلوف يقصد بالتحديد رجل الأعمال الصاعد خضر علي ضاهر، المعروف باسم "أبي علي خضور".
اقرأ أيضا: رامي مخلوف يستنجد بالأسد من "أثرياء الحرب"
وأكد الطويل في حديثه لـ"عربي21"، أن مجموعات عسكرية تابعة لخضور داهمت مكتب شركة "راماك" للأعمال الخيرية والتنموية في دمشق، وهي الشركة الرئيسة التي يُدير منها مخلوف الشركات المملوكة له.
وتابع الخبير الاقتصادي، بأن المجموعات ذاتها داهمت كذلك الفيلا التي يمتلكها مخلوف في منطقة يعفور القريبة من الحدود السورية-اللبنانية.
من هو خضور؟
وصعد اسم خضور، المنحدر من ريف طرطوس، إلى قائمة رجال الأعمال بعد اندلاع الثورة السورية، وشاع صيته خلال السنوات القليلة الماضية.
ويمتلك خضور العديد من شركات المقاولات والبناء والمعدات والمعادن والشركات الأمنية والاتصالات، وأهمها شركة "إيلا" للسياحة، و"إيماتيل" للاتصالات، التي يُعتقد أنها الشركة التي تتحضر لإطلاق المشغل الخليوي الثالث قريبا في سوريا.
وتُجمع مصادر اقتصادية سورية على أن خضور ليس أكثر من واجهة مالية لرأس النظام السوري بشار الأسد، وزوجته أسماء.
وفي أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية خضور على لائحة العقوبات التي تفرضها تباعا على النظام السوري وداعميه، بموجب قانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا.
صراع خضور-مخلوف إلى أين؟
وبحسب سمير الطويل، فإن ظهور خضور في الوقت الذي بدأت فيه أنباء الخلافات بين الأسد ومخلوف تنتشر على وسائل الإعلام، يؤكد وجود صراع داخل تيارات النظام السوري.
وأضاف أن الدور المكلف به خضور، هو إنهاء سيطرة مخلوف على جزء كبير من الاقتصاد السوري.
إلا أن الباحث الاقتصادي، يونس الكريم، أشار إلى أن الصراع القائم بين مخلوف وخضور ينطوي على صراع طبقي، موضحا أن "خضور القادم من طبقة فقيرة، يحاول تحييد مخلوف برمزية عائلته داخل الطائفة، اقتصاديا واجتماعيا".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "الصراع بهذا المعنى يؤشر إلى تغيير الوجه الاقتصادي السوري، أي توكيل مهمة قيادة الاقتصاد السوري إلى الطبقة الفقيرة، وتحديدا إلى أمراء الحرب، لضبط الاقتصاد من جديد".
اقرأ أيضا: مخلوف يثير جدلا.. تحدث عن معجزات ونيازك والمهدي (شاهد)
وتابع الكريم، بأن "توليفة الخضور والقاطرجي، تخوض صراعا في الوقت الحالي ضد الطبقة الاقتصادية القديمة، لنزع القوة من الأسماء التقليدية"، مستدركا بأن "هناك مستجدات خارجية تعيق تحقيق ذلك، وخصوصا أن القرار ليس بيد الأسد".
ومنذ آبريل/ نيسان الماضي، ومخلوف لا يكف عن نشر تفاصيل خلافه مع نظام الأسد، لكن الأخير يواصل اتخاذ العديد من الإجراءات ضده، منها منعه من السفر والحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة له ولعائلته، ومنع شركاته من التعاقد مع المؤسسات الحكومية، وصولا إلى تعيين حارس قضائي على شركة "سيريتل"، وسحب ملف المناطق الحرة منه.
سياسيون ومعارضون يقرأون انعكاس مصالحة الخليج على سوريا
هل يشهد 2021 تقاربا بين المعارضة السورية و"قسد"؟
أردنيات وسوريات يواجهن كورونا والفقر بإنتاج الكمامات (شاهد)