كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن حصول الولايات المتحدة على منظومة صواريخ روسية، كانت الإمارات قد منحتها لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن واشنطن نفذت عملية خاصة لنقل منظومة صواريخ روسية مركبة على شاحنة، من طراز "بانتسير-إس1"، تم الاستيلاء عليها أثناء معارك بين الجيش الليبي وقوات حفتر.
وأضافت الصحيفة أن منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "بانتسير-إس1" (Pantsir-S1) نقلت سالمة إلى قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا، بمهمة سرية.
وأشار التقرير البريطاني أن الأوامر بتنفيذ العملية صدرت وسط مخاوف أمريكية من أن بطارية صاروخ بانتسير، التي يمكن أن تسقط بسهولة الطائرات المدنية، يمكن أن تقع في أيدي المليشيات أو مهربي الأسلحة.
وقال مسؤول روسي إن موسكو كانت على علم بأن الولايات المتحدة استولت على المنظومة، لكنه أشار إلى محدودية القيمة الاستخباراتية لعملية الاستيلاء من قبل واشنطن.
وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة أمكنها الاطلاع على المنظومة في الإمارات، التي اشترت 50 بطارية منها، وعملت عن قرب مع "فاغنر"، وساعدت كما قيل آلافا من المرتزقة التابعين لها في ليبيا، ومع ذلك فهي حليف لأمريكا.
وعادة ما يتم تجريد الصادرات كتلك التي غنمت في ليبيا من المعلومات التعريفية والبيانات وشيفرات الإرسال والاستقبال التي تزود بها المقاتلات الجوية الروسية.
والمنظومة المشار إليها قادرة على مواجهة عدة أهداف من علو متدن، حتى 50,000 قدم، إلى مدى 20 ميلا.
وتضمنت العملية إرسال فريق على متن طائرة شحن تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز "C-17 Globemaster" إلى مطار زوارة غربي طرابلس، في حزيران/ يونيو الماضي، لتحميل البطارية ونقلها إلى قاعدة "رامشتاين" في جنوب غرب ألمانيا، بشكل سريّ.
وأضاف أن منظومة الصواريخ اشترتها الإمارات من روسيا ومنحتها لقوات حفتر، ويعتقد أن مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية أشرفوا على تشغيلها.
اقرأ أيضا: FT: كيف يجمع طحنون بن زايد بين دوره الأمني والتجارة؟
ومن اللافت، بحسب مراقبين، أن الإمارات التي تعد مستوردا رئيسيا للأسلحة الأمريكية، بحسب الصحيفة، تسلم منظومة أسلحة متطورة لأمير حرب "يتعامل معها بتهور، وقد يوصلها إلى مليشيات خطيرة".
وتكشف العملية، وفق تقرير التايمز، عن الأعمال السرية
الأمريكية ضد الوجود الروسي في ليبيا، التي تملك أكبر احتياطي للنفط في القارة
الأفريقية.
وفي الوقت الذي لم يعر فيه الرئيس السابق دونالد ترامب اهتماما كبيرا بليبيا، فإن الجيش الأمريكي ووزارة الخارجية حاولا التنبيه إلى الدور الروسي المتزايد في البلد.
وفي 2019 قدمت الولايات المتحدة معلومات للسلطات الليبية حول وجود مستشارين يعملون لصالح مؤسس شركة فاغنر، يفغيني بريغوجين، التي وسعت نشاطها في القارة الأفريقية.
والعام الماضي اتخذت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا خطوة غير عادية وكشفت معلومات استخباراتية حول وصول مقاتلات روسية لدعم حفتر.
وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة لديها نقاط لتسجيلها مع روسيا، لاعتقاد منها أن منظومة
بانتسير كانت وراء اسقاط
واحدة من طائرات الاستطلاع المسيرة "ريبر"، التي يكلف تصنيعها 23 مليون
دولار أمريكي.
وطالبت الولايات المتحدة بعودة حطام الطائرة إلا أن حفتر تظاهر بعدم معرفته مكان سقوطها.
وبعد سقوط قاعدة الوطية في 18 أيار/ مايو 2020 بيد القوات التابعة للحكومة، نقل نظام بانتسير إلى بلدة الزاوية، غرب ليييا حيث سيطرت عليه مليشيات تابعة لمحمد برهون، ويعتقد أن له علاقات مع جماعات متطرفة، بحسب الصحيفة.
لكن وزارة الداخلية الليبية أجبرته على تسليم المنظومة، ونقلت إلى قاعدة عسكرية تشرف عليها تركيا ومنها إلى المطار لاستلامه.
ويقول المراقبون إن الحادثة لم تنعكس جيدا على روسيا أو الإمارات.
وتم استخدام
النظام الصاروخي المضاد للطائرات في إسقاط الطائرة الماليزية "أم أتش17" التي كانت
تحلق فوق أوكرانيا في 2014 وقتل كل من كان عليها وعددهم 298 راكبا.
وأسقط نظام
صاروخي روسي مختلف اشترته إيران طائرة أوكرانية في كانون الثاني/ يناير 2020 وقتل
175 راكبا كانوا على متنها.
بلومبيرغ: واشنطن تعلق بشكل مؤقت صفقة أف35 للإمارات
FT: كيف يجمع طحنون بن زايد بين دوره الأمني والتجارة؟
WP: عاملات فلبينيات يخدعن للعمل بدبي ويبعن في سوريا