أثار ڤيديو الموسيقار هاني مهنا في حديثه عن السجن (الجنة) الذي حُبِس فيه، الكثير من الجدل والسخط والغضب بين
المصريين، حيث تصادف وجود هاني في السجن نفسه مع كبار رجال الدولة من عصر نظام
مبارك السابق. وضحت بعد ظهور هذا الڤيديو ثقافة الكيل بمكيالين، بينما يعاني السجناء من مختلف التوجهات، الويلات في
السجون، من تضييق وعدم اهتمام وإهمال صحي متعمد، وفرض نوع من العزلة القاسية، تتمثل في حرمانهم من الكثير من حقوقهم الأساسية، منها منع الزيارات، ومنع التريض بوقت كاف، وعدم وجود تهوية كافيه بالسجون.. إلخ.
السجن الجنة؛ الذي حكى عنه هاني مهنا بأريحية كبيرة يتسع لثلاثة آلاف سجين، لكنه يحوي فقط على ستة عشر سجينا. السجن الجنة؛ مزود بملاعب كرة قدم وتنس، أيضا فيه جامع فخم بناه المهندس هشام طلعت مصطفى، وطلعت هو أحد المساجين. السجن أيضا مزود بكثير من الأجهزة المختلفة للترفيه والمتعة.
ذكر هاني أن جمال وعلاء مبارك قد أهديا إليه تلفزيونا وثلاجة؛ بل وأكثر من هذا، فقد شملاه برعاية خاصة؛ لأنه ثروة قومية على حد قولهما.
حكى هاني مهنا بعفوية شديدة، لكن سرده كان نوعا من الفضح المستتر لمجريات الأمور في السجون الأخرى، بل ألمح إلى أن قضيته شيكات مستحقة عليه لأحد البنوك، كانت مجرد "قرصة ودن" على حد تعبير وزير الداخلية السابق حبيب العدلي الذي نصح هاني بمراجعة أموره جيدا.
يقول هاني: عندما راجعت بعض أموري السابقة، وجدت أن السبب الحقيقي في دخولي السجن كان قصدا وتلفيقا بما لا يدع مجالا للشك، حيث استغلوا خطأ ما كنت قد ارتكبته من غير قصد، فلفقوا لي التهمة كعقاب لوضعي في السجن.
إن ڤيديو هاني يطرح الكثير من الأسئلة المكررة التي تبحث عن أجوبة. مثلا: هل حقا كان هاني حسن النية، أم إنه أراد الانتقام مع سابق الإصرار، للكشف عن عالم داخل أسوار سجن عليّة القوم؟
أيضا السؤال الآخر الذي يطرح نفسه وبإلحاح: ترى، لماذا هذا التوقيت بالذات كان إعداد الڤيديو ونشره بشكل منظم وملح على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل استُخدم هاني للانتقام من الآخرين بشكل غير مباشر؟
هناك الكثير والكثير من الأسئلة التي حتمًا تتنوع إجابتها بين المعقول واللا معقول.
لعل الحقيقة تتضح يوما.