قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إنها لم تحسم بعد شكل مشاركتها في الانتخابات الفلسطينية، لافتة إلى أهمية لقاء القاهرة الذي سيعقد خلال الشهر الجاري كونه أحد الضمانات المهمة لنجاح العملية الانتخابية.
جاء ذلك في لقاء أجرته "عربي21"، مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق.
أبو مرزوق: لم نحسم بعد شكل المشاركة في الانتخابات التشريعية
وأوضح أبو مرزوق لـ"عربي21"، أن حماس لم تحسم بعد شكل مشاركتها في الانتخابات التشريعية، لافتا إلى أن الخيارات ما زالت قيد الدراسة في الأطر القيادية للحركة بما فيها القائمة المشتركة، وأن توجه الحركة نحو أي خيار، مرهون بالمصلحة الوطنية، وأن يكون للقائمة برنامج سياسي وطني.
وأكد أن للحركة خيارات كثيرة مطروحة وقد تحسم بعد لقاء القاهرة، وهذه الخيارات إما قائمة وطنية أو مع حركة فتح أو فصائل المقاومة الفلسطينية أو مع المستقلين.
وتابع بأن "الأمر مرهون بمدى تحقيق الغرض من هذه الانتخابات، وهي المصالحة والوحدة الوطنية وإشراك كافة المكونات في بناء النظام السياسي الفلسطيني، بالإضافة إلى إفشال من يراهن على إخراج حماس بالانتخابات من مكونات النظام السياسي بعد فشلهم في سلوك كل السبل لاحتواء الحركة وإخراجها من النظام السياسي الفلسطيني".
اقرأ أيضا: "عربي21" تقرأ شكل مشاركة فصائل المقاومة بالانتخابات المقبلة
أبو مرزوق: لا نبحث عن محاصصة.. وفتح عرضت علينا قائمة مشتركة
وأكد أبو مرزوق في حديثه لـ"عربي21"، أن حركته لا تبحث عن المحاصصة، وإنما وضع حد للتدهور الحاصل في الحالة الوطنية الفلسطينية بمسؤولية وعدالة.
وكشف أن حركة فتح عرضت على حماس سابقا الدخول في قائمة مشتركة على أن تتساوى فيها مقاعد الحركتين في الانتخابات التشريعية وكذلك انتخابات المجلس الوطني.
وتابع: "لكننا في الحركة لم نحسم رأينا بعد تجاه طبيعة المشاركة في الانتخابات، وبكل الأحوال فإن الشراكة ليست محصورة مع حركة فتح، ونحن أيضًا منفتحون على المشاركة في قائمة وطنية مع الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية وكذلك مع فصائل المقاومة وغيرها من الخيارات".
أبو مرزوق: وجود الجهاد الإسلامي في البرلمان مكسب للقضية
وحول إمكانية المشاركة مع حركة الجهاد الإسلامي في الانتخابات، أوضح أبو مرزوق، أن الجهاد الإسلامي لم يحسم موقفه من الدخول في الانتخابات التشريعية بعد.
وأضاف: "وإن كانت نصيحتنا لهم بالمشاركة الفاعلة، فللحركة مكانتها في الحالة الفلسطينية، ويجب ألا تغيب عن تمثيل الشعب الفلسطيني في المجلس التشريعي".
وشدد على أن حركته وفصائل المقاومة بما فيها حركة الجهاد الإسلامي على درجة عالية من التوافق، وقال: "وننسق مواقفنا السياسية معهم، ووجودهم في البرلمان الفلسطيني هو مكسب للقضية الفلسطينية ولحركة حماس على حد سواء".
اقرأ أيضا: ما واقعية مشاركة حماس وفتح بقائمة واحدة بالانتخابات المقبلة؟
وتابع بأن "مبرر عدم المشاركة لدى عدد من الفصائل، هو أن سقف الانتخابات بحاجة إلى مراجعة، فالانتخابات الفلسطينية هي أفضل وسيلة لإشراك كافة الفصائل والمكونات عوضا عن استئثار فصيل واحد في المشهد السياسي الفلسطيني، وكذلك أفضل وسيلة لاختيار الشعب لقيادته ورموزه، وكذلك وسيلة فعالة لوحدة الشعب وإنهاء الانقسام".
وحول الاعتقاد بأن الانتخابات قد تكون أحد عوامل زيادة الانقسام، أوضح أبو مرزوق، أنه تم تجاوزها في الفترة السابقة، "حيث جربنا كل شيء سواها".
وشدد عضو المكتب السياسي لحماس، على أن حركته تولي للقاء القاهرة أهمية، وهذا أحد الضمانات المهمة لنجاح العملية الانتخابية.
ولفت إلى أنه ستجرى في اللقاء مناقشة جميع القضايا ذات الصلة في إنجاح التجربة الانتخابية، بمراحلها الثلاث وفق المواعيد المحددة في المرسوم الرئاسي، وضمان إجرائها في جو شفّاف ونزيه، مع إلزام جميع الأطراف الفلسطينية باحترام نتائجها بأجزائها الثلاثة.
وأضاف: "نحن لا نتحدّث بلسان فتح أو الرئيس محمود عبّاس، وإن كنا نتمنى أن يكون لديهم إرادة حقيقية للقيام بالانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وضمان احترام نتائجها، ونحن في حركة حماس لدينا إرادة حقيقية لإنجاح هذه الانتخابات، بل نحن من دعا إليها في أكثر من محطة كأحد الخيارات للخروج من المأزق الوطني".
ولفت إلى أن جدول لقاء القاهرة مليء بالقضايا القانونية والاجرائية والسياسية، ولا يخلو الأمر من دراسة ما بعد الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى ترتيبات المجلس الوطني الفلسطيني.
اقرأ أيضا: حماس تدعو السلطة لرفع الحصار وضمان الحريات قبل الانتخابات
هل تفكر حماس بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية؟
وفي رده على تساؤل بشأن مشاركة حماس في سباق الرئاسة، أجاب أبو مرزوق: "سيكون لحركة حماس بكل تأكيد كلمتها في الانتخابات الرئاسية، لكننا لم نحسم حتى هذه اللحظة شكل مشاركتنا أو انخراطنا في هذه الانتخابات، سواء ترشيح مرشّح عن الحركة أو دعم مرشّح مستقل، أو مرشح إحدى الفصائل الفلسطينية، أو مرشح فتح للرئاسة كذلك".
وبحسب المرسوم الذي صدر عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة 15 كانون الثاني/ يناير 2021، فإنها ستجرى انتخابات المجلس التشريعي في 22 أيار/ مايو 2021، والرئاسية في 31 تموز/ يوليو 2021، على أن تستكمل المرحلة الثالثة الخاصة بالمجلس الوطني الفلسطيني، التي تعد نتائج انتخابات التشريعي هي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس يوم 31 آب/ أغسطس 2021.
الفصائل الفلسطينية تعلن الأحد المقبل موعدا لاجتماعها بالقاهرة
باحث فلسطيني يقرأ أبرز سيناريوهات الانتخابات المرتقبة
اجتماع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة لمناقشة ملف الانتخابات