نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا سلطت فيه الضوء على استمرار استهداف الصحفيين في سوريا بعد مرور 10 سنوات على اندلاع الثورة ضد نظام الأسد.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن وتيرة استهداف الصحفيين الميدانيين قد تصاعدت في الفترة الأخيرة، وآخرهم بهاء الحلبي مراسل قناة "تلفزيون سوريا" المستقلة.
في السادس من كانون الثاني/يناير، كان بهاء في سيارته عائدا إلى منزله في مدينة الباب، على بعد 40 كيلومترا من حلب، عندما سمع فجأة صوت رشاش كلاشينكوف.
تعرض بهاء لثلاث رصاصات على مستوى جسده، وواحدة في يده، وأخرى بالقرب من القلب، وسادسة على مستوى القدم اليسرى. في المستشفى، أكد الأطباء أن الرصاص كان متفجرا، ونتيجة لذلك أصيب بهاء بكسور في العظام.
محاولات اغتيال وتهديدات مستمرة
وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كان الصحفي السوري حسين خطاب مراسل قناة "تي آر تي" التركية، بصدد إعداد تقرير عن النازحين في مدينة الباب وظروفهم المعيشية في خضم تفشي جائحة كورونا، عندما أطلق عليه رجلان مقنعان النار من سيارة. لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها خطاب لمحاولة اغتيال أو تهديدات بالقتل.
وتعرض مراسل قناة حلب اليوم مالك أبو عبيدة بدوره إلى محاولة قتل عندما كان برفقته الصحفي عماد البصيري، حيث وضع مجهولون عبوة ناسفة في سيارته. لحسن الحظ، أبطلت الشرطة مفعول القنبلة ولم يصب الصحفيان بأذى.
وأوضح أبو عبيدة أنه كان حينها يعمل على إعداد فيلم وثائقي بعنوان "صفقات الحدود"، بهدف الكشف عن شبكات تهريب الماشية بين حدود مناطق نفوذ قوات المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام. وأكد أبو عبيدة أن أطرافا من المعارضة حذرته في السابق من مواصلة العمل على إعداد الفيلم، وهددت بمحاكمته.
وأضاف: "تلقيت عدة تهديدات بالقتل عبر حسابات مزيفة على فيسبوك، وأخبروني أنه إذا لم أتراجع عن الفيلم، سيكون مصيري رصاصة". ويرى أبو عبيدة أن محاولات الاغتيال والخطف التي تعرض لها هو وغيره من الصحفيين في سوريا سببها مثل هذه التحقيقات عن الفساد السياسي في البلاد.
وضع خطير في مدينة الباب
وأكدت الصحيفة أن مدينة الباب تعيش حاليا حالة فوضى أمنية، حيث تتصاعد عمليات تفجير السيارات والدراجات النارية والعبوات التي يتم التحكم بها عن بعد، وكثير منها تستهدف الصحفيين الذين لا يستطيع جهاز الأمن في المدينة حمايتهم.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أدى انفجار السيارة المفخخة الأخير في مدينة الباب إلى مقتل 14 مدنيا على الأقل وإصابة العشرات. وبحسب مسؤول أمني في المدينة رفض الكشف عن هويته، فإن من يقف وراء هذه الهجمات هي التنظيمات الكردية التي تتمركز في مدينتي منبج وتل رفعت المجاورتين، بالإضافة إلى خلايا تابعة لتنظيم الدولة.
ويرى هذا المسؤول الموالي للنظام أن هذه الهجمات لا تستهدف الصحفيين فحسب، بل تسببت أيضا في مقتل 20 ضابط شرطة في المدينة.
الهروب ومواصلة نقل الأحداث
بعد الطلقات التي أصابته في محاولة الاغتيال، خضع الحلبي لعملية جراحية طارئة. ووفقا للأطباء، فإنه نجا من الموت بأعجوبة بعد أن بقي 4 أيام في وضع حرج. بعد أن تلقى العلاج، عاد الحلبي إلى منزله بضمادات وحمالة ذراع، واستقبله أسرته وأصدقاؤه وزملاؤه بفرح.
وحسب الصحيفة، فقد احتفل الجميع بنجاته من عملية الاغتيال، لكنهم يدركون أن عمليات استهداف الصحفيين لن تتوقف على المدى القصير.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الوضع أدى إلى فرار 35 صحفيا من سوريا في كانون الأول/ ديسمبر 2018 بمساعدة منظمة مراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحفيين. سافر البعض إلى ألمانيا، وسافر البعض الآخر إلى فرنسا.
يقيم البعض منهم حاليا في إسبانيا، وقد قرروا إطلاق منصاتهم الإعلامية الخاصة من أجل مواصلة تسليط الضوء على ما يحدث في سوريا.
مستشرق إسرائيلي يتحدث عن اتصالات مع الأسد والنظام ينفي
روائية فرنسية تحاكي واقع السوريين بأوروبا وتناصر ثورتهم
WP: عاملات فلبينيات يخدعن للعمل بدبي ويبعن في سوريا