نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا، قالت فيه إن انقلاب الأول من شباط/ فبراير في ميانمار قد يكون بداية لتغيير المفاهيم من المسلمين، مشيرة إلى أن الجيش الذي كان وراء ارتكاب الجرائم ضدهم أصبح مكشوفا أمام الشعب بكافة أطيافه.
وقالت المجلة، في تقرير لها ترجمته "عربي21"، إن الناشط الروهينغي الذي يعيش في ألمانيا "نسي سان لوين"، تلقى خلال الأسبوع الماضي مئات الرسائل الشعبية المتعاطفة معه، بخلاف ما كان يحصل معه عام 2017 حين كان ينشر أخبار مذابح الجيش بحق الروهينغيا، إذ تعرض حينها للإهانة والشتائم والتهديد.
وأضافت المجلة أن المواطنين باتوا يشعرون بخطورة الجيش على الشعب، وباتوا يرسلون الرسائل المتعاطفة.
وقالت الأمم المتحدة إن الجيش المعروف بـ"تاتماداو" شن على الروهينغيا حربا "بنية الإبادة"، ولم يجد المسلمون دعما من الحكومة المدنية، بل وعلى العكس دافعت "أنغ سان سوتشي" في عام 2019 عن الجيش في جلسة أمام محكمة العدل الدولية، وقبل أسبوعين من الانقلاب، قدمت حكومتها اعتراضات أولية ضد قضية الإبادة التي تواجهها في محكمة العدل الدولية. وبنفس الطريقة لا يتعاطف السكان مع المسلمين الذين يعتبرونهم مهاجرين من بنغلاديش مع أنهم عاشوا في ميانمار لقرون.
ولفتت المجلة إلى أن الانقلاب أظهر ملامح تغير في المواقف الشعبية، حيث إنهم "اكتشفوا الآن أن العدو المشترك هو الجيش".
ونقلت المجلة عن ليلي التي تعيش في يانغون قولها، إن الانقلاب جعلها تكتشف نفاقها أو معاييرها المزدوجة. وهي من عرقية كارين، وعمرها 39، حيث قالت إنها كانت تعرف ما يحصل للروهينغيا، لكنها لم تقف معهم أو تدعمهم رغم نشاطها في أماكن أخرى.
وأضافت أنه "دون دعم دولي وشجب قوي ومساعدة، فإننا سنصبح مثل الروهينغيا". وفي المقابل يشعر الروهينغيا أن تضامنهم مع السكان في ميانمار قد يساعد على إنهاء التمييز ويقوي قتالهم من أجل العدالة.
وظهرت صور الروهينغيا وهم يرفعون الأصابع الثلاث التي أصبحت شعار المتظاهرين في ميانمار على منصات التواصل الاجتماعي. ورد الجيش على التظاهرات الأخيرة بالقمع واليد الحديدية.
ويقلل بعض الخبراء من أثر الانقلاب على المواقف التمييزية التي يحملها الكثيرون في ميانمار من المسلمين. ويقول إيان هوليدي، الباحث في جامعة هونغ كونغ والخبير بميانمار: "الانقسام بين سكان ميانمار والروهينغيا تحديدا عميق جدا".
ولا ينظر للروهينغيا على أنهم جزء من الشعب، لكن لدى الناشطين أمل ويعتقدون أن الانقلاب هو نقطة تحول. ويعترف "ني سان لوين" بأنه لن يكون من السهل بناء حركة تضامن، ولكننه قال إنه لن يتنازل، وسيعلم الناس أن حقوق الإنسان يجب أن تكون للجميع".
NYT: زعيمة ميانمار سقطت بعد احتقارها الروهينغيا ولم تعد بطلة
صحيفة فرنسية: هل يتطلب الأمر كارثة أخرى لتذكر الروهينغيا؟