مع الحديث عن بدء رئيس
الوزراء الليبي الجديد مشاوراته من أجل تشكيل حكومته خلال المدة الممنوحة له،
تُطرح بعض الأسئلة حول قدرته على إنجاز الأمر خلال المدة القانونية، وما إذا كان
سيبقي على وزراء من حكومة الوفاق أو يأتي بوجوه جديدة.
وبعد عقد رئيس
الحكومة، عبدالحميد
ادبيبة، اجتماعا موسعا في مدينة مصراتة (مسقط رأسه)، وتأكيده أن
المدينة سيكون لها دور في إدارة المرحلة، مطالبا الساسة والعسكريين والناشطين بدعم حكومته،
تساءل مراقبون عن الخطوة، وما إذا كانت تحمل بُعدا مناطقيا أو جهويا مع تخوفات أن تخضع
الحكومة الجديدة للابتزاز أو المساومات.
فهل ينجح
"ادبيبة" في تقديم تشكيلته الوزارية خلال مدة 21 يوما الممنوحة له من
ملتقى الحوار؟ وهل زيارته لمصراتة تشير إلى أنه يسير على خطى المناطقية؟
"شراكة وليست جهوية"
من جهته، أكد عضو
ملتقى الحوار الليبي، محمد العجيلي الحسناوي، لـ"عربي21"، أن "ذهاب
رئيس الحكومة الجديد إلى مسقط أسه وطلبه دعم أهلها لحكومته هو من باب الشراكة
السياسية للمدينة، ولا يحمل طابعا جهويا، وهي محاولة لكسب ثقل مصراتة المعروف سياسيا
وعسكريا".
وتوقع خلال تصريحات
خاصة أن "ينجز الرئيس الجديد تشكيل حكومته في المدة المحددة له من قبل ملتقى
الحوار وخارطة الطريق، أما بخصوص اختيار وزراء من الحكومة السابقة فأستبعد ذلك،
وإن حدث فلن يتجاوز شخص أو اثنين على أقصى
تقدير؛ كون أكثر من ذلك يثير جدلا غير ضروري الآن"، وفق تقديره.
"حكومة كفاءات أهم"
وزير التخطيط الليبي
السابق، عيسى التويجر، قال إنه "رغم الإقبال الكبير من كثير من الجهات
والمجموعات والمناطق على تقديم مرشحين للوزارات والوكلاء والضغوط الكبيرة على رئيس
الوزراء الجديد، إلا أنه بإمكانه تشكيل حكومة كفاءات ذات تمثيل جغرافي، لكن دون ربط
الوزارات جهويا".
وأكد في تصريحات
لـ"عربي21" أنه "حسب تسريبات فلن يبقي الرئيس الجديد على وزراء
سابقين، ولن يخدمه أن يفعل ذلك، أما زيارته لمصراتة وتنسيقه مع أهلها، فهو يهدف إلى
توحيد وجهة نظرهم بعد التنافس الذي حصل مع باشاغا، وكذلك ضمان وقوفهم وراءه في ما
يقدم عليه من مصالحة وطنية قد تتطلب تنازلات واعترافات عبر عنها بعودة المدينة إلى
حضن الوطن"، كما رأى.
في حين أشار عضو مجلس
الدولة الليبي، عبدالقادر احويلي، إلى أن "الحكومة الجديدة ستكون حكومة ترضية
موسعة من أجل التهدئة، وستكون أغلبها بوجوه جديدة"، مضيفا: "أنا شخصيا
اقترحت على رئيس الحكومة الجديد أن تكون حكومته ممثلة لكل الدوائر الانتخابية لكي
تحصل على ثقة مجلس النواب أو ملتقى الحوار السياسي"، كما صرح
لـ"عربي21".
"إنجاز ودور للشباب"
الخبير الليبي في
القانون العام ومكافحة الفساد، مجدي الشبعاني، رأى بدوره أن "ادبيبة قادر على
تشكيل حكومته قبيل المدة المحددة له، لأن هذا من أهم التحديات التي تواجهه وتبين
مدى استعداده وجديته، وتبعث الاطمئنان داخل الشارع الليبي.، وأعتقد أن بعض الوزراء
في حكومة الوفاق سيكونون من ضمن التشكيلة".
وأضاف في تصريحاته
لـ"عربي21": "أعتقد أن أغلب الوزراء ستكون وجوها جديدة، وأتمنى
مشاركة الشباب في عدد أكبر من الحقائب واستثمار الطاقات الشابة لتسريع المسار
وتغيير السياق السابق، واجتماع مصراتة انعكاس للترابط الاجتماعي في
ليبيا ومؤشر
إيجابي، ولن نحكم عليه من مجرد لقاء"، كما قال.