كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" عن قيام مجموعة من أعضاء البرلمان الليبي بممارسة ضغوط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة من أجل منح مقربين لهم وزارات بعينها مقابل دعمه في الحصول على ثقة مجلس النواب.
وأكد بعض الأعضاء بشكل ضمني صحة هذه الأنباء، ما اضطر هؤلاء إلى جمع توقيعات وصلت إلى أكثر من 80 نائبا، تطالب بالتعهد بدعم الحكومة ورئيسها وعدم الضغط أو حتى الابتزاز من أجل مصالح مناطقية أو شخصية.
"تشاور وهيكلة"
وأكد رئيس الحكومة الجديدة، عبدالحميد الدبيبة في أول مؤتمر صحفي رسمي له الثلاثاء، أنه "أرسل مقترح ومعايير اختيار هيكلية الحكومة إلى هيئة رئاسة مجلس النواب (عقيلة صالح)، وأنه اعتمد على التشاور والحوار واللقاءات والكفاءات لإعداد هذا المقترح، لكنه لم يذكر الضغط أو الابتزاز صراحة".
في سياق متصل، كشف مصدر مقرب من رئيس الحكومة الجديدة لـ"عربي21" أن "حوالي 80% من أعضاء البرلمان مارسوا الابتزاز على رئيس الحكومة وطالبوا وزارات بعينها ووكلاء وزراء".
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص أن "أغلب الابتزاز كان من نواب في الجنوب ومن شرق ليبيا، وأن الأمر جاء في شكل المطالبة صراحة بتعيين أقرباء أو موالين لهم في مناصب وزارية، وبعضهم تحجج بالتهميش، الذي جعل الرئيس (دبيبة) يقول لهم: كلنا مهمشون"، وفق معلوماته.
"لا توجد أدلة واضحة"
من جهتها، قالت عضوة البرلمان عن طرابلس، أسماء خوجة؛ إن "المهم الآن هو أن تحصل هذه الحكومة على الثقة وتبدأ في ممارسة مهامها، أما بخصوص وجود أعضاء في مجلس النواب يبتزون رئيس الحكومة، فلا علم لي به ولا توجد أدلة واضحة على ذلك، كما أنه لا يمكن أن يخبرنا المبتز بأنه قام بهذا الفعل".
اقرأ أيضا: دبيبة يقدم مقترحا لحكومة وحدة ويطلب موافقة النواب عليه
وأضافت في تصريح لـ"عربي21": "بصفتي عضوا في البرلمان، طلبت عقد اجتماع مع رئيس الحكومة ومعي بعض الزميلات من المجلس، وكان شخصية في منتهى التجاوب والرغبة في الإنجاز، وكانت كلماتنا الموجه إليه مقتضبة، وحرصنا على تحقيق مبدأ مشاركة المرأة بنسبة 30٪، وطلب منا أسماء عبر الدوائر، ونحن قدمنا ملفات لشخصيات قيادية، غير ذلك لا أعرف شيئا"، وفق كلامها.
"تعتيم وعدم شفافية"
في حين رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "هناك تعتيما كبيرا وغيابا شبه كامل للشفافية، بالرغم من توزيع بريد إلكتروني لإرسال السير الذاتية للحكومة، لكن لم نر أي موقع رسمي لرئيس الحكومة ولم نسمع عن معايير، ولهذا لا نستغرب وجود ابتزاز ومساومات".
وأشار خلال تصريحاته لـ"عربي21" إلى أن "هناك تسريبات توحي بأن سبب التعتيم هو اعتزام رئيس الوزراء مفاجأة الجميع بخياراته، حتى لا يتعرض لمزيد من الضغوط بتغيير اختياراته، لكن اسم الحكومة وأداءها سيرتبط باسم رئيسها، وأن الخضوع للمحاصصة سيسلبه شيئين مهمين: حرية اختيار الكفاءات وصعوبة السيطرة على وزرائه فيما بعد لارتباطهم بمراكز قوة، ونرجو أن يكون قد انتبه لذلك"، كما صرح.
"ابتزاز عسكري وسياسي"
الصحفي والناشط من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي قال بدوره؛ إن "الابتزاز أصبح الآن من أبرز السمات ووسائل الضغط لدى عديد من الأطراف السياسية في ليبيا على مدى سنوات، ويتنوع الابتزاز بين الترهيب باستخدام القوة العسكرية والابتزاز السياسي من أجل البقاء أطول فترة ممكنة في السلطة".
وأوضح قائلا: "وبالنسبة لمحاولة الابتزاز التي تعرض لها الدبيبة، فأعتقد هي الأكثر من حيث العدد، لكنها لم تصل حتى الآن إلى حد الترهيب المسلح، وهذا الشيء الوحيد الذي يجعلها تختلف عن سابقتها، وتجعل الأخير أكثر قدرة على المناورة وعدم الرضوخ لها"، كما قال لـ"عربي21".
ماذا لو فشل "دبيبة" في الحصول على ثقة البرلمان والملتقى؟
بعد تواجد نائبيه في طرابلس.. ما مصير رئيس مجلس نواب طبرق؟
باشاغا يكشف تفاصيل محاولة اغتياله.. ودعوات لانتظار التحقيق