اعتبر كاتب إسرائيلي أن بنيامين نتنياهو "رغم ما قام به من إنجازات، لكنه للمرة الرابعة في سنتين لم يحصل على ثقة أغلبية الجمهور في الاحتلال الإسرائيلي، وسط إصراره على محاولة الاحتفاظ بكرسيه، رغم ما يتسبب ذلك بانقسامات حادة.
وفي مقال على موقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21"، قال ديفيد هورويتس، إن "انتخابات 23 آذار/ مارس الرابعة خلال عامين، كادت أن تكون نتائجها في متناول نتنياهو، بعد أن فشل في ثلاث جولات انتخابية متتالية بالحصول على أغلبية قوية تؤهله لتشكيل الحكومة، رغم أنه حشد كل مهاراته السياسية الكبيرة للتغلب على منافسه الرئيسي بيني غانتس، وبالكاد بقي ممسكا بالسلطة، عقب إغرائه لغانتس بالانضمام إلى ائتلافه".
ولكن "نتنياهو أخفق في الظفر بموقع رئاسة الحكومة رغم جهوده في توفير لقاحات كورونا، وتوقيع اتفاقيات تطبيع مع أربع دول عربية، أشاد بها الجمهور على نطاق واسع في أشهر ما قبل الانتخابات، وما سجله الموساد من نجاحات غير عادية في الصراع ضد برنامج إيران النووي، وأثبت الاقتصاد الإسرائيلي تحت إدارته أنه قوي جدا ومبتكر، وإمكانية تعافيه بسرعة نسبيا من أزمة كورونا".
وأكد هورويتس أنه "في الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة، تعزز حضور نتنياهو على التلفزة، للدفع بأهدافه السياسية في الخفاء والعلن، وساعده أن خصومه السياسيين منقسمون للغاية، ومعادون بعضهم لبعض، رغم اتساع معسكر نتنياهو المعارض، بما في ذلك منافسته المباشرة منه من السياسيين الصقور مثل نفتالي بينيت وغدعون ساعر، بجانب منافسه اليميني منذ فترة طويلة أفيغدور ليبرمان، وخاض كل منهم حربه ضده على حدة".
ولفت الكاتب إلى أن "شاشات التلفزة منحت نتنياهو مساحات إعلامية وساعات بث أكثر بكثير من خصومه، رغم أنه كان من الواضح أن فرص نتنياهو في الفوز ستزداد بشكل كبير في حال فشل أحد معارضيه على الأقل بدخول الكنيست، ومع كل ذلك، فقد خسر حزب الليكود وتراجع من 36 مقعدا في الانتخابات السابقة 2020 إلى 30 مقعدا في الانتخابات الحالية 2021، بخسارة 285 ألف صوت".
رفض رغم "النجاح"
وأكد أن "التوزيع البرلماني الجديد يعكس نتائج استطلاعات الرأي في عدة مرات قبل الانتخابات، بحيث إن أكثر من نصف الناخبين لا يريدون ببساطة أن يستمر نتنياهو رئيسا للوزراء، أو بعبارة أخرى، وبشكل أكثر دقة: لماذا لم يقدر الكثير من الإسرائيليين الكثير من الأشياء التي قام بها نتنياهو لحماية إسرائيل؟ ربما لوجود عدد غير قليل من المخاوف على إسرائيل".
اقرأ أيضا: "هآرتس" تستبعد تشكيل حكومة إسرائيلية وترجح الذهاب للانتخابات
وأشار إلى أن "هناك مجموعة من العوامل التي اعتبرها الناخبون الإسرائيليون مبررا للقضاء على نتنياهو، رغم أنه السياسي الأكثر نجاحا في تاريخ إسرائيل بنظر أنصاره، لكنه بالنسبة لخصومه فإن الادعاء المشترك لجميعهم، أنه ببساطة لم يعد يفصل مصلحته عن مصلحة الدولة، ومن ثَم فهو على استعداد لاستخدام أي وسيلة تقريبا، بما في ذلك التحالف مع أتباع كاهانا، الذين يشوه وجودهم في الكنيست صورة إسرائيل، للبقاء في الحكم".
وأكد أن "نتنياهو أثار بسلوكه هذا قلقا متزايدا بشأن الديمقراطية الإسرائيلية في ظل حكمه، خاصة الخوف إذا أعيد انتخابه بقاعدة دعم كافية؛ لأنه سيعيد تشكيل فصل السلطات وفقا لاحتياجاته، ولذلك فقد قضى سنواته الثلاث الماضية في هجوم متزايد على وكالات إنفاذ القانون، بسبب التحقيقات ضده بشأن مزاعم الفساد، ودفعه والموالون له لاتهام المدعي العام أفيحاي ماندلبليت، بقيادة محاولة معقدة لانقلاب سياسي ضده".
وأوضح الكاتب أن "هجمات نتنياهو على أجهزة إنفاذ القانون، زادت من حدة خوف الإسرائيليين بأنه يسعى لوضع نفسه فوق القانون، كجزء من محاولاته لتخليص نفسه من مشاكله القانونية، رغم ضغوطه المتواصلة لإحداث إصلاحات قانونية تتعلق بإنقاذه من المحاكمة".
وأضاف أنه "بعد كل شيء، فقد أقسم رئيس الوزراء مرارا وتكرارا، بأنه سيدخل مع غانتس ضمن اتفاقية التناوب التي قد تجعله رئيسا للوزراء في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، لكن ذلك لم يحصل، لذلك يُنظر لنتنياهو بكل صفاته على أنه تهديد للديمقراطية، وقائد غير موثوق به، ومهما حاول دعوة غدعون ساعر ونفتالي بينيت للعودة إلى معسكر، والسماح بتشكيل ائتلاف مستقر، ومنع إجراء انتخابات خامسة، فقد يكون من المستحيل إقناعهما بذلك".
وأشار إلى أن "كليهما يعرف، كباقي الإسرائيليين، أنه بمجرد جلوس نتنياهو بشكل آمن على كرسي رئيس الوزراء، فسيستغل أي ثغرة تمكنه من الدخول باتفاقيات معهم، وبعد أن شهد الجميع خداعه لغانتس، فلن يوافق أي من خصومه على اتفاق تناوب يخدمه أولا، فإرثه مليء بخرق الوعود، بجانب حملته الساخرة ضد ساعر وبينيت، مما عجل من تراجع تأييده، وحرمانه من فوز مطلق، وقلص فرصه لفترة أخرى بعد فرز كل الأصوات".
وأكد أن "سجل نتنياهو السياسي كلفه أن يفقد الدعم من قطاعات أوسع من الجمهور الإسرائيلي عبر تأجيج الانقسام والاحتكاك الداخلي، وكل من يصعب على نتنياهو الاستيلاء على السلطة يوصف بأنه يساري، وهو أسوأ نعت يصدر عنه، ويطلقه على ساعر، وبينيت، وليبرمان، ومكتب المدعي العام، والشرطة، ووسائل الإعلام، بحجة أنهم يهاجمونه ويعارضونه".
جهود إسرائيلية كبيرة لمنع نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة
موقع إسرائيلي: لا نتائج حاسمة في انتخابات الكنيست الـ24
تحذير إسرائيلي من ولاية جديدة لنتنياهو: يقودنا للهاوية