حظيت التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، عن موقف بلاده من النظام السوري، باهتمام واسع بين الأوساط السورية، وكذلك أثارت الجدل بسبب ما يبدو تغيّرا في السياسة السعودية حيال الملف السوري.
وكان واضحا، أن ابن فرحان حرص على تجنب ذكر مصطلح "النظام السوري"، واستبدله بـ"حكومة بشار الأسد"، وكذلك تحدث عن ضرورة التوصل إلى حل وسطي بين المعارضة والنظام.
اقرأ أيضا: وزير خارجية السعودية يوضح موقف بلاده من نظام الأسد (شاهد)
الأولوية احتواء إيران
وقرأت الكاتبة والمحللة السياسية، روان الرجولة، في تصريحات وزير الخارجية السعودي، تغيرا سعوديا في الملف السوري.
وقالت: "أصبحت أولوية الرياض الآن هي احتواء نفوذ إيران، والتعامل مع أذرعها في المنطقة".
وأضافت لـ"عربي21"، أن "سوريا إحدى الدول التي تقع تحت تأثير إيران إلى حد كبير مباشر وغير مباشر، وما تحاول فعله الرياض الآن هو إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وفتح قنوات مباشرة مع دمشق كخطوة حقيقية لمحاربة تأثير إيران في سوريا، من خلال حزمات دعم اقتصادي وسياسي ورعاية التوصل إلى حل سياسي".
وحول قانون "قيصر"، قالت الرجولة: "يمكن رفع العقوبات أو تعليقها في حال قبلت دمشق الانخراط في عملية التفاوض السياسي وقبول شراكة حقيقية مع العديد من الأحزاب السياسية الأخرى، وهذا ما ينص عليه القرار 2254، لذلك أكد وزير الخارجية السعودي على التزام الرياض بتطبيق هذا القرار للوصول إلى حل سياسي".
وختمت بالقول: "مما لا شك فيه أن روسيا، بعد جولة وزير خارجيتها في المنطقة، هي على النهج ذاته".
تخفيف درجة التصعيد
من جانبه، رأى الباحث في "مركز الحوار السوري" الدكتور محمد سالم، في تصريحات فرحان تخفيفا لدرجة التصعيد مع النظام السوري، الأمر الذي بدأ بالفعل مع بداية 2017.
وقال لـ"عربي21"، إنه منذ ذلك التاريخ، لم نعد نسمع تصريحات نارية على شاكلة ما صدر عن وزير الخارجية السابق عادل الجبير، حول ضرورة رحيل النظام السوري سياسيا أو عسكريا.
وبحسب سالم، فإن السعودية تركز على ضرورة إخراج إيران من سوريا، وليس على شخص بشار الأسد أو نظامه، وهو الموقف الذي يتمايز بدرجة ما عن الموقف الإماراتي الأقرب لدعم النظام، وتعويمه وفق الرؤية الروسية.
اقرأ أيضا: تعليق سعودي في الذكرى العاشرة للثورة السورية
وقال: "هذا ما يمكن ملاحظته من ابتعاد إجابة وزير الخارجية السعودي عن دعم الرؤية الإماراتية حيال قانون قيصر، وتركيزه على دعم العملية السياسية وضرورة تقديم نظام الأسد لتنازلات مع المعارضة فيها".
وقال الباحث: "من المهم أن نُذكر دائما أن المواقف السياسية للدول تتأثر بموازين القوى على الأرض إضافة إلى عوامل عديدة أخرى، بالتالي هذا الموقف قابل للتغير مع الوقت بتغير التوازنات والأحداث، ما يعني أن موقف الإدارة الأمريكية الحالية الذي لم يتبلور بعد يمكن أن يؤثر على مواقف الدول الأخرى التي قد تقف موقفا غير واضح منفتحا على كافة الاحتمالات بانتظار الموقف الأمريكي المرجح".
العداء للثورات
من جانبه، قال الكاتب الصحفي المعارض للنظام، الدكتور أحمد الهواس، إن موقف السعودية لم يتغير، فهي لم تكن يوما داعمة لثورات الربيع العربي، مضيفا لـ"عربي21": "بالتالي لا يمكن أن تكون داعمة للثورة السورية".
وكان ابن فرحان، قد أكد أن المملكة "تأمل أن تتخذ حكومة بشار الأسد الخطوات المناسبة لإيجاد حل سياسي، لأن هذا هو السبيل الوحيد للتقدم في سوريا".
وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية: "ندعم العملية التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث تنخرط المعارضة مع حكومة بشار الأسد فيها".
وقال: "نأمل أن تتخذ حكومة الأسد الخطوات المناسبة لإيجاد حل سياسي، لأن هذه هي السبيل الوحيدة، ونحن بحاجة إلى استقرار سوريا، وهذا يتطلب تضافر الجهود بين المعارضة والحكومة، ويتطلب حلا وسطا حتى نتمكن من المضي قدما في عملية سياسية".
وحول خصوص قانون "قيصر" وموقف السعودية منه، اعتبر ابن فرحان أن "قانون قيصر أمر اتخذته الولايات المتحدة في ما يتعلق بموقفها من سوريا، وأعتقد أن الشيء المهم هو أن نعالج القضية الأساسية، وهو إيجاد حل سياسي".
5 اتفاقيات كبيرة بين السعودية والعراق.. ما إمكانية تطبيقها؟
النظام السوري يمنع المؤتمر التأسيسي لـ"جود" بدمشق
في ذكرى الحرب الـ 6.. لماذا رفض الحوثيون مبادرة السعودية؟