أعلنت مصر، السبت، رفض مقترح إثيوبي بشأن سد النهضة، يتمثل بـ"إطلاع" القاهرة والخرطوم على على خطة الملء الثاني؛ محل الخلاف المحتدم بين الجانبين، فيما أعلن السودان عن خطوة "احترازية"، استباقا لتدني منسوب النهر.
وأعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية رفض المقترح الإثيوبي، موضحة أنه يدعو لتشكيل آلية لتبادل البيانات حول إجراءات تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة التى أعلنت إثيوبيا عن أنها تنوى تنفيذها خلال موسم الأمطار المقبل فى صيف العام الجاري.
وفي الخرطوم، أعلنت السلطات البدء في حجز المياه بخزان "جبل أولياء"، جنوبي العاصمة، تحسبا للملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي، في يوليو/تموز المقبل.
لماذا رفضت القاهرة مقترح أديس أبابا؟
واعتبرت وزارة الموارد المائية والري المصري أن المقترح الإثيوبي "تضمن العديد من المغالطات والادعاءات التى لا تعكس حقيقة مسار المفاوضات على مدار السنوات الماضية"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام مصرية عن متحدث رسمي باسم الوزارة.
وأوضحت الوزارة "أن هذا المقترح الإثيوبي يخالف مقررات القمم الأفريقية التى عقدت حول ملف سد النهضة والتى أكدت على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة".
اقرأ أيضا: إثيوبيا تعرض على مصر والسودان إطلاعهما على خطة ملء السد
واعتبر المتحدث أن المبادرة "لا تعدو كونها محاولة مكشوفة لاستخلاص إقرار مصري على المرحلة الثانية من الملء التى تنوى إثيوبيا تنفيذها خلال صيف العام الجارى حتى لو لم تصل الدول الثلاث لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة".
وشدد على أن "مصر ترفض أى إجراءات أحادية تتخذها إثيوبيا ولن تقبل بالتوصل لتفاهمات أو صيغ توفر غطاء سياسيا وفنيا للمساعى الإثيوبية لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب".
وختم بالتأكيد على أن "مصر متمسكة بضرورة التوصل لاتفاق متكامل حول ملء وتشغيل سد النهضة تنفيذا لأحكام اتفاق إعلان المبادئ المبرم فى عام 2015، مضيفا أن مصر تحلت على مدار عقد كامل من المفاوضات بالمسؤولية وأبدت قدرا كبيرا من المرونة من أجل التوصل إلى اتفاق على سد النهضة يراعى مصالح وحقوق الدول الثلاث وأنه أصبح الآن على إثيوبيا أن تتخلى عن تعنتها وتبدى الارادة السياسية اللازمة للتوصل إلى الاتفاق المنشود".
السودان يستعد للأسوأ
وفي الأثناء، أعلن مدير إدارة الخزانات بوزارة الري والموارد المائية السودانية، معتصم العوض، في بيان، البدء بـ"حجز حوالي 600 مليون متر مكعب بخزان جبل أولياء، عقب انتهاء فترة تفريغ الخزان، لضمان استمرار العمل بمحطات الطلمبات (ضخ المياه) على النيل الأبيض والنيل الرئيسي لتلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة".
وأضاف العوض أن ذلك "ضمن تحسبات الدولة لأي إجراء أحادي من قبل إثيوبيا بالبدء في الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل".
اقرأ أيضا: السودان يحذر من حرب مياه "فظيعة" مع إثيوبيا
وأوضح أن "وزارة الري عملت وفق دراسات فنية على تغيير سياسة تشغيل الخزانات، هذا العام لمقابلة تأثيرات سد النهضة المتوقعة".
وخزان جبل أولياء، هو سد حجري على نهر النيل الأبيض بالسودان، يقع على بعد 44 كيلو مترا جنوب الخرطوم، وأنشئ عام 1937.
وفي وقت سابق السبت، حذر مسؤول سوداني من أن حرب المياه مع إثيوبيا قادمة، و"ستكون أفظع مما يتم تصوره".
وفي تصريح صحفي، شدد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، على ضرورة أن يتدخل المجتمع الدولي لحل الأزمة، قبل تحولها إلى حرب مروّعة.
وتتفاقم أزمة "سد النهضة" الإثيوبي بين السودان ومصر وإثيوبيا، مع تعثر المفاوضات الفنية بينهم والتي بدأت منذ نحو 10 سنوات، ويديرها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.
وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في تموز/ يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب، على التوالي.
السودان يحذر من حرب مياه "فظيعة" مع إثيوبيا
مقارنة بين الجيشين المصري والإثيوبي لعام 2021 (إنفوغراف)
إثيوبيا تؤكد المضي قدما بعملية الملء الثاني لسد النهضة