قال جنرال
إسرائيلي إن
تل أبيب وطهران تحرصان على عدم الوصول لمواجهة كاملة، وعدم الانزلاق إلى الحرب، والحوادث الأخيرة تثبت أنه لا توجد نية
لإغراق
السفن، أو التسبب بوقوع إصابات، وكأن اسم اللعبة الجديد هو نشاط ما دون
عتبة الحرب، و"ضبط التصعيد".
وأضاف عاموس يادلين،
الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، في مقاله على
القناة 12، ترجمته
"عربي21"، أن "مواجهة إسرائيل للتهديدات الاستراتيجية
الإيرانية باتت
حملة متعددة الأبعاد في السنوات الأخيرة، وعلى محور التهديدات تواجه إسرائيل
التهديد النووي، والتواجد الإيراني في سوريا، ومشروع الصواريخ الدقيقة، وتهديد
التنظيمات المسلحة التي تدعمها إيران، وعلى رأسها حزب الله".
وأشار يادلين، الرئيس
السابق لمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وأحد كبار قادة سلاح الجو، إلى أن
"ساحات التهديد على إسرائيل متنوعة، بين نشاط إيراني مباشر أو غير مباشر من
لبنان وسوريا على حدود إسرائيل، فيما العراق وإيران في الدائرتين الثانية
والثالثة، ونشاط في جميع أبعاد القتال: الجوية والبحرية والبرية
والسيبرانية".
وأوضح أن
"إسرائيل عملت في الساحة البحرية ضد ثلاثة نشاطات إيرانية: إمداد سوريا
بالنفط لتمويل حزب الله، ونقل أسلحة متقدمة في الطرق البحرية، ومؤخرا أيضا ضد
أنشطة استخباراتية وقوات كوماندوز إيرانية، لكن الهجوم على السفينة الإيرانية من
المهم رؤيته من منظور إقليمي أوسع أيضا، فقد لعبت سفينة المخابرات الإيرانية
دورا نشطا في المساعدة الاستخباراتية للحوثيين في اليمن، الذين يهاجمون السعودية
بشكل مكثف بالصواريخ الباليستية، ومفجرين انتحاريين، ويوفر هذا الهجوم المساعدة
لدول الخليج العربي من حلفاء إسرائيل".
وأضاف أنه "في
نفس اليوم الذي نُشر فيه الهجوم الإسرائيلي في وسائل إعلام سعودية، وصل أول سفير
إماراتي إلى إسرائيل، والأهم من ذلك وصل روبرت مالي، المبعوث الأمريكي، إلى فيينا
بشأن القضية الإيرانية بشأن العودة للاتفاق النووي 2015، ما يكشف عن أهمية أن
نتذكر أن القضية النووية هي الأهم والأكثر تحديا وأولوية قصوى في مكافحة التهديد
الإيراني".
وأشار إلى أنه
"من بين جميع التهديدات في جميع المجالات، فإن النووي الإيراني هو الوحيد
الذي لديه القدرة بأن يصبح تهديدا وجوديا لإسرائيل، لكن النتيجة أن السياسة التي
تروج لها إسرائيل تجاه هذا التهديد أثبتت فشلها، رغم أنها تتابع بقلق مخطط العودة
للاتفاق النووي دون تغيير فيه، أو الإشارة لموضوع الصواريخ الباليستية، ودون تغيير
في أنشطة التحدي والإشكالية لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وأكد أنه "عندما
ضغط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الرئيس دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق في
2018، توقع ثلاثة سيناريوهات إيجابية من وجهة نظر إسرائيل، أولها انهيار النظام في
طهران تحت الضغط الأقصى، وثانيها استجابة النظام للمطالب الـ12 التي قدمها وزير
الخارجية مايك بومبيو، وثالثها تعديل الاتفاقية العسكرية الأمريكية لصد أي هجوم
إيراني، لكن لم يتحقق أي من هذه السيناريوهات الإسرائيلية".
وأوضح أن "اختبار
الواقع الذي يواجه إسرائيل اليوم يتمثل بوجود إدارة أمريكية تخلت عن سياسة ترامب،
ونظام إيراني فقد الخوف من الولايات المتحدة، والدولتان، الولايات المتحدة وإيران،
في عجلة من أمرهما للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، ما يتطلب من إسرائيل عمل
الكثير، وفي هذا الواقع الجديد، من الصواب تبني سياسة الحوار والاتفاقات مع الأمريكيين
حول كيفية التوصل لاتفاق "أطول وأقوى" مع إيران".
ودعا إلى "ضرورة
بناء ثقة متجددة بين تل أبيب وواشنطن، على أساس التعاون الاستخباراتي والسياسي
والأمني، وتقييم مشترك للوضع على فترات قصيرة نسبيا، لذلك أشار وزير الحرب بيني
غانتس ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي مؤخرا إلى الخيار العسكري الذي تعده
إسرائيل، وهو خيار يعد وجوده ومصداقيته شرطا لنجاح الجهود الدبلوماسية، وهو الخيار
الأخير، إذا كانت جميع البدائل الأخرى تمنع الإيرانيين من القيام بذلك".
وأوضح أنه "يمكن
لإسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية "المعتدلة" أن تعمل معا
بشكل متماسك ومنسق، من خلال اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية، وإمكانية توسيعها
للسعودية والدول الأخرى القلقة من سعي إيران لترسيخ نفسها في جميع أنحاء الشرق
الأوسط، وتشكيل بنية تحتية واسعة النطاق على الصعيدين الإقليمي والدولي".