أثارت معارضة تركية، غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، بعد نشرها صورة الطفل السوري "أيلان" في حملة ضد الحكومة التركية.
وضمن حملة أطلقتها المعارضة التركية، نشرت مسؤولة حزب الشعب الجمهوري جنان كافتانجي أوغلو، صورة للطفل السوري "أيلان كردي"، كتبت عليها "أين الـ128 مليار دولار؟".
وتعرف المعارضة التركية كافتانجي أوغلو، من الشخصيات التي تطالب برحيل السوريين من تركيا، ولديها مواقف عنصرية ضدهم.
وأثارت تغريدة المسؤولة في حزب الشعب الجمهوري، غضب النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما علق مسؤولون أتراك على ما قامت به.
ووصف المتحدث باسم العدالة والتنمية عمر اتشليك، ما قامت به كافتانجي أوغلو، بأنه "انعدام للضمير، وعار".
وتابع: "يا له من عار كبير أن يتم استخدام جسد الطفل إيلان في مثل هذا (..) يا لها من عقلية مظلمة".
المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، كتب في تغريدة: "إن العقلية المنحطة التي تستخدم جسد الطفل أيلان كأداة لسياساتها المظلمة ليس لها خير وجمال يمكن أن تقدم لبلدنا والعالم"، وتابع: "إنه أمر مؤسف، ومعيب".
بدوره كتب مسؤول حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، عثمان كاباكتيبي، ردا على تغريدة كافاتنجي أوغلو: "إذا كان شخص ما يعارض الحقائق التي هي واضحة، وإذا كانت تستخدم الطفل أيلان البريء كأداة لسياستها الملفقة، وإذا كانت تعلق الآمال على صور افتراضية مصنعة من قبل الوكالات لشرح افتراءاتها، فإنها وقعت في داء تصلب العقل والشعور بالعار".
وزيرة العمل والخدمات الاجتماعية والأسرة زهرة زمرد سلجوق، قالت في تغريدة: "إن ضميرهم أسود بما يكفي لاستخدام جسد طفل بريء أداة لفهمهم القذر والانحطاط السياسي".
وتابعت: "هذه ليست سياسة ولا إنسانية على الإطلاق".
رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، هاكان اتشاووش أوغلو، قال على حسابه في "تويتر": "الطفل أيلان.. أحرج جسده الهامد والذي انجرف إلى شواطئ موغلا، البشرية الجمعاء.. أولئك الذين لم يخجلوا من صورته، ظهروا اليوم واستخدموا الطفل البريء في سياستهم القذرة".
وتابع: "للأسف.. هذه هي نتيجة العقلية اللاإنسانية، ودليل على نقص في الأخلاق والكرامة".
وكتبت النائبة في البرلمان التركي، روميساء كاداك، قائلة: "حتى مآسي الأبرياء الذين يهدد رئيسك (كليتشدرا أوغلو) بإعادتها، هل أصبحت مواد إعلانية لك؟.. إنه لأمر مؤسف، إنه طفل، ومأساة لأم، كيف لا يمكنك أن تري ذلك؟".
وتابعت: "هل من يشارك هذه الصورة امرأة وأم؟ أنت فعلا وقحة، بأيدلوجيتك، وأجندتك الزائفة، وأفعالك المفتعلة، جعلتك بلا خجل تجعلين جسد طفل بريء مادة إعلانية لك.. كله فعل قبيح منك وكثيرا".
الإعلامية التركية المعروفة، هلال كابلان كتبت على "تويتر" معلقة على الصورة: "حاول الطفل إيلان وعائلته الهروب من عدائك للاجئين، والله إنك بلا خجل ولا رحمة، ولا فهم".
و"إيلان الكردي" هو طفل سوري، غرق قرب السواحل التركية في أيلول/ سبتمبر 2015، برفقه والدته وشقيقه، خلال محاولة العائلة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر.
وأثارت الصورة التي التقطتها المصورة التركية “نيلوفر ديمير” للطفل إيلان وهو ممدد على الشواطئ التركية، العالم وصنفت من أقوى صور الحروب لعام 2015.
ما قصة الـ128 مليار دولار؟
وأثيرت قصة الـ128 مليار دولار، من حزب الشعب الجمهوري، والتي تقول المعارضة التركية إنها فقدت من البنك المركزي التركي، عندما كان براءات ألبيرق وزيرا للمالية والخزانة في البلاد.
وشنت المعارضة التركية، حملات عدة طالت ألبيرق في الآونة الأخيرة، والتي اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أروغان، أنها في إطار حملة تستهدف عائلته، لأغراض انتخابية.
أردوغان قال سابقا، إن مشكلة ألبيرق، فقط أنه صهره، مشيرا إلى أنه قدم خدمات ثمينة لتركيا، عندما تولى وزارتي الطاقة والمالية، لافتا إلى أن المعارضة تتعمد تجاهل الخدمات التي قدمها ألبيرق، والذي في عهده أقدمت تركيا على مشاريع تنقيب كبيرة.
وربطت المعارضة التركية، استقالة براءات ألبيرق، بفقدان الـ128 مليار دولار والتي كانت تشكل احتياطيات البنك المركزي التركي قبل تسلمه.
ونفى وزير المالية التركي، لطفي إلفان، في تصريحات له إدعاءات المعارضة، مشيرا إلى أن البنك المركزي يستخدم الاحتياطيات المطلوبة ومعاملات الصرف الأجنبي من وقت لآخر لضمان الاستقرار المالي، وتشغيل آلية التحويل النقدي بشكل أكثر فعالية.
وأضاف، أنه تم الإعلان عن مزادات بيع وشراء العملات الأجنبية الخاصة بالبنك المركزي مسبقا، وتم تنفيذ تدخلات الشراء والبيع المباشر عندما كانت هناك تقلبات غير عادية وتم عرض نتائجها على الجمهور.
ولفت إلى أنه في عام 2017، تم توقيع بروتوكول بين الخزانة التركية، والبنك المركزي، في إطاره يقوم الأخير بمعاملات بيع وشراء العملات الأجنبية من خلال حسابات وزارة الخزانة.
بدوره قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، عمر اتشليك، إن حزب الشعب الجمهوري أثار هذه "الدعاية" للتغطية على موقفه من بيان المتقاعدين الأدميرالات الأخير.
وأشار اتشليك، إلى تعليق النائب عن حزب الشعب الجمهوري والخبير الاقتصادي، إلهان كيسجي، والذي دحض فيه مزاعم حزبه بشأن الـ128 مليار دولار.
ولفت كيسجي، في لقاء على قناة "Halk TV" المعارضة، إلى أنه لا يوجد شيء اسمه فقدان 128 مليار دولار، ومن يعرف قراءة الأرقام الاقتصادية، يستطيع الدخول إلى موقع البنك المركزي، ويفهم أين ومن أين ذهبت.
كيف علقت الأحزاب التركية على بيان "الضباط المتقاعدين"؟