صدر حديثا عن دار خطوط وظلال ديوان (دكان التبغ) للشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا، ترجمة إسكندر حبش.
جاء في كلمة الناشر: لقد اخترع بيسوا عالما متكاملا (في الكتابة طبعا)، كما اخترع قيمة ومجموعة أدبية لا تقتصران على اسم معين أو عمل ما، لكنهما موسومان بالتعدد، كما لو أن خلف هذه الاختراعات كان يختفي عند بيسوا، ذلك الشعور المكبوت بنقص أدب عصره، ما جعله في النتيجة، يسعى إلى إغنائه، وربما تحويله.
من هنا نجد أن بيسوا و"بدلاءه"، هم المحاولة الجذرية التي تنطلق من شخص واحد لتأسيس كوكبة أدبية، تعبر عن وجهات نظر وكتابات مختلفة (شعر، نثر، نقد، صحافة، أدب، كلمات متقاطعة، قراءة أفلاك ...) ولغات عدة (كتب بيسوا بالبرتغالية والإنكليزية والفرنسية).
إزاء ذلك، نستطيع القول إن العمل لم يكن الإنسان نفسه، أي لم يكن منحدرا جينيا ليشكل جزءا من السيرة الذاتية، بل كان (أي العمل) كما البديل، يأتي "من الكاتب خارج شخصه" مثلما أكد بيسوا مرارا، أو مثلما يقول الشاعر المكسيكي أوكتافيو باث، وبشكل مقتضب: "ليس للشعراء من سير، أشعارهم هي سيرتهم الذاتية".
عن الشاعر
أنطونيو فرناندو نوغيرا دي سيابرا بيسوا (بالبرتغالية: Fernando Pessoa) (13 يونيو 1888–30 نوفمبر 1935) شاعر وكاتب وناقد أدبي، ومترجم وفيلسوف برتغالي، يوصف بأنه واحد من أهم الشخصيات الأدبية في القرن العشرين، وواحد من أعظم شعراء اللغة البرتغالية، كما أنه كتب وترجم من اللغة الإنجليزية والفرنسية.
واشتهر بأبداله الأدبية، والتي يصل عددها إلى 80 شخصا تقريباً، وهؤلاء الأبدال شخصيات قام بيسوا باختراعها ومنحها أسماء وميز آراء كل منها السياسية والفلسفية والدينية، وقد قام كل من هؤلاء الأبدال بالكتابة أو الترجمة أو النقد الأدبي، ومن أشهر أبداله: ألبرتو كاييرو، ريكاردو رييس، ألفاردو دي كامبوس.
بعد وفاته عُثر على حقيبة تحوي على أكثر من 25000 مخطوطة عن موضوعات مختلفة منها الشعر، الفلسفة، النقد وبعض الترجمات والمسرحيات، كما أنها تحتوي على خرائط لأبداله، وهي اليوم محفوظة في مكتبة لشبونة الوطنية ضمن ما يعرف بـ"أرشيف (بيسوا)".