نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا للصحفيين ديفيد كون وهاري ديفيس قالا فيه إن المستثمر في عملية الاستحواذ المخطط لها على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، والتي تلقت دعما عالي المستوى من رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون العام الماضي هو مانح رئيسي لحزب المحافظين قام شخصيا بتمويل مكتب دائرة رئيس الوزراء الانتخابية وحملة زعامة الحزب.
جيمي روبين، 34 عاما، ووالده ديفيد وعمه سيمون، يمتلكون إمبراطورية العقارات "الإخوة روبين" كانوا مستثمرين مشاركين مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي وسيدة الأعمال أماندا ستافيلي، في عرض بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني لشراء نادي الدوري الممتاز من رجل الأعمال مايك آشلي.
وتعثرت الصفقة في أيار/ مايو الماضي، حيث ورد أن الدوري الممتاز ضغط على صندوق الاستثمارات العامة، الذي يرأسه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من أجل توضيح هيكليته، وما إذا كان كيانا حكوميا.
ووفقا للرسائل المسربة التي أوردتها صحيفة ديلي ميل هذا الشهر، اتصل الأمير محمد بشكل خاص بجونسون في حزيران/ يونيو، حيث اشتكى من التأخير وحذره من أنه إذا منع الدوري الإنجليزي الممتاز عملية الاستحواذ، فسيكون لذلك "تأثير سلبي على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا".
وانسحب تحالف صندوق الاستثمارات السعودي - الإخوة روبين - ستافيلي في نهاية المطاف من الصفقة في 30 تموز/ يوليو، وألقى باللوم على "العملية المطولة بشكل غير متوقع".
اقرأ أيضا: الغارديان: ابن سلمان حذّر جونسون وضغط عليه من أجل نيوكاسل
في أيلول/ سبتمبر، وفقا للرسائل المسربة، طلب جونسون من مستشاره إدوارد ليستر التحقيق في فرص إحياء الصفقة. عندما أخبر ليستر رئيس الوزراء أنه يأمل أن تعود، رد جونسون: "رائع".
تبرع جيمي روبين سابقا بمبلغ 700000 جنيه إسترليني لحزب المحافظين. ويثير دعم جونسون لصفقة كان يسعى خلفها مثل هذا المانح الكبير، والذي أعقب رسائل شخصية من الأمير محمد، المزيد من الأسئلة حول مزاعم المحسوبية، وما إذا كانت الشخصيات التجارية والمانحون يتمتعون بامتياز الوصول إلى رئيس الوزراء وحكومته.
في ظل "اختبار المالكين والمديرين" في الدوري، كانت هناك مخاوف محتملة بشأن خرق الصفقات إذا امتلكت مؤسسة تابعة للدولة السعودية النادي، بعد اكتشاف أن هناك قرصنة مستمرة لحقوق البث التلفزيوني لكرة القدم الدولية في السعودية.
كما كان استيلاء السعودية على نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز أمرا شديد الحساسية في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، والذي أشارت تقارير الأمم المتحدة وتقارير رسمية أخرى إلى تورط الأمير محمد فيه.
وقال مصدر مطلع على الصفقة إنهم صُدموا لاكتشاف تدخل الأمير محمد لدى جونسون، لأنه كان من المفترض أن يبتعد عن الصفقة، بالنظر إلى أن صندوق الاستثمارات العامة كان يؤكد أنه مؤسسة منفصلة عن الحكومة السعودية.
وقال متحدث باسم الإخوة روبين لصحيفة الغارديان إن جيمي روبين لم يتصل برئيس الوزراء بشأن صفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل.
قال المتحدث: "نحن لا ننكر أن جيمي على علاقة ببوريس جونسون ويتحدثان، لكن جيمي يؤكد بشكل خاص أنه لم يتصل به أو يتحدث معه أو مع اللورد ليستر بشأن صفقة نيوكاسل".
لم يرد مكتب الحكومة في داونينغ ستريت بشكل مباشر على أسئلة حول ما إذا كان رئيس الوزراء قد أجرى اتصالات أو مناقشات مع جيمي روبين بشأن صفقة نيوكاسل، لكنه نفى السعي للتأثير عليها. وقال متحدث باسم الحكومة: "كانت هذه مسألة تجارية للأطراف المعنية ولم تشارك الحكومة في أي وقت في التأثير على محادثات الاستحواذ على نيوكاسل يونايتد".
تبرع جيمي روبين لأول مرة بـ 35 ألف جنيه إسترليني لحزب المحافظين في عام 2012، وتبرع بأكثر من 700 ألف جنيه إسترليني للحزب بالكامل، بما في ذلك 50 ألف جنيه إسترليني لجونسون شخصيا في الفترة التي سبقت انتخابات قيادة حزب المحافظين عام 2019. وفي تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر 2019، قبل الانتخابات العامة التي انتُخب فيها جونسون رئيسا للوزراء، قدم روبين تبرعين بقيمة 200 ألف جنيه إسترليني وآخر بقيمة 48 ألف جنيه إسترليني.
كان هناك تبرع آخر من روبين تم تقديمه في كانون الأول/ ديسمبر 2019، بقيمة 123750 جنيها إسترلينيا، وهو توفير المكاتب التي يملكها روبنز لاستخدامها من قبل الحزب. تبرعت شركة المستثمرون في برايفت كابيتال المحدودة (IIPC)، التي يديرها جيمي روبين، بما مجموعه 1.98 مليون جنيه إسترليني إضافي إلى المحافظين، بما في ذلك 25000 جنيه إسترليني لمكتب جونسون الخاص بدائرته الانتخابية في أوكسبريدج وساوث رايسليب في آذار/ مارس 2015.
صرحت شركة ميلبرى كابيتال، وهي شركة أخرى يملكها روبين، على موقعها الإلكتروني أنه شغل منصب رئيس اللجنة لحملة إعادة انتخاب جونسون لمنصب عمدة لندن في عامي 2012 و2019 [وربما يقصد الموقع الإشارة إلى حملة قيادة حزب المحافظين لجونسون عام 2019]، وأن روبين يشغل حاليا منصب أمين صندوق حزب المحافظين.
قدم والد جيمي، ديفيد، تبرعا مسجلا لجونسون بمبلغ 4000 جنيه إسترليني في عام 2008، يتكون من جوائز مقدمة للمزاد. كانت عائلة روبين أيضا متبرعا كبيرا لدائرة زاك جولدسميث في ريتشموند بارك عندما كان نائبا. وفي عام 2016، قال متحدث لصحيفة الغارديان إن عائلتي روبين وجولدسميث تعرفان بعضهما البعض جيدا لسنوات عديدة وأن جيمي ودانا، ابنة سيمون روبين التي تبرعت بمبلغ 26000 جنيه إسترليني، أصبحا "صديقين حميمين مع زاك".
رصد يخت ابن سلمان ببريطانيا بعد لقائه كاميرون بالرياض (شاهد)
WSJ: "المسيح المخلّص" كانت معروضة على يخت ابن سلمان
فوربس: ابن سلمان ضغط على اللوفر ليكذب بشأن لوحته المزيفة