نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للأكاديمي الفلسطيني في جامعة كولومبيا، رشيد خالدي، حول الأحداث الأخيرة في القدس وغزة، ترجمته "عربي21"، قال فيه إن ما نشاهده اليوم هو الفصل الأخير في تشريد الفلسطينيين.
وأضاف أنه لم تكن مصادفة أن تندلع الحادثة الأخيرة في حرب المئة عام أو يزيد على فلسطين على موضوع القدس واللاجئين.
فكلاهما متداخلان في إسرائيل في تشريد وطرد الشعب الفلسطيني. ففي الأسابيع الماضية كانت التحركات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وحوله وعملية الطرد القسرية للفلسطينيين في حي الشيخ جراح مدعاة لإشعال مواجهة جديدة غير متساوقة من العنف، يمكن تخليصها في التباين بين 1 و10 من الضحايا.
ويقول الخالدي، إنه طالما ظلت الولايات المتحدة تتجاهل المبدأ الأساسي في المساواة المطلقة في فلسطين/ إسرائيل –وهي مساواة لم تدع إليها أبدا- فستظل جزءا من المشكلة لا الحل.
ويعلق الخالدي بأن ممثلي إسرائيل يتحدثون عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولكن ماذا عن حق الفلسطينيين بمقاومة 70 من تشريدهم؟
ويرى أن حلا دائما ومستديما قائما على دولتين أو دولة واحدة يجب أن يجسد المساواة المطلقة للشعبين بما في ذلك الحقوق الجمعية، الوطنية والسياسية وكذا الدينية والملكية والحقوق المدنية.
وحتى تقبل الولايات المتحدة بهذا المبدأ وتنفذ قرارات الأمم المتحدة التي صوتت عليها في الأمم المتحدة، سواء بشأن القدس أو الاستعمار الإسرائيلي، وحتى تطبق بشدة القوانين بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية وتعتبر مبدأ "الجماعات الخيرية" في قانون الضريبة "الجماعات الأمريكية 501 (س) (3)" والذي يتم من خلاله تمويل النشاطات الإستيطانية في خرق واضح للقانون الدولي، فلن تكون لاعبا محايدا، بل هي لاعب ناشط في عملية تشريد الشعب الفلسطيني إلى جانب إسرائيل.
وعلق خالدي بأن ما يحدث ليس أحداث "شغب" ولا "نزاعا عقاريا" كما يتم تكراره في التصريحات الإسرائيلية التي لا تنتهي.
وأضاف أن سياق الأحداث في القدس وغزة والمناطق الأخرى في فلسطين وإسرائيل توضحه وتلخصه كلمات نائب رئيس بلدية القدس المحتلة أرييه كينغ، الذي قال إن عمليات الطرد في الشيخ جراح هي بالطبع جزء من خطة وضع "طبقات من اليهود" في كل أنحاء الجزء الشرقي من المدينة و "تأمين مستقبل القدس المحتلة كعاصمة يهودية لكل الشعب اليهودي".
ويرى الكاتب أن عملية التهويد قائمة على منطق المستوطن الاستعماري، وكان هذا المنطق وراء المسيرات التي يقوم بها القوميون الدينيون اليهود المسلحون في الأحياء العربية بالقدس وتحت حراسة قوات الأمن الإسرائيلية، والهجوم واستفزاز السكان فيها.
اقرأ أيضا: ساندرز: ينبغي أن تتوقف واشنطن عن الدفاع عن حكومة نتنياهو
وكان المنطق وراء محاولة إسرائيل منع الفلسطينيين من الاستمتاع بليالي رمضان في بوابة باب العامود دمشق، التي تعتبر واحدة من بوابات قليلة لا تزال مفتوحة، وهو المنطق وراء هجوم الجنود على المصلين في المسجد الأقصى ليلة بعد أخرى في الليالي العشر الأخيرة من رمضان، وبما في ذلك إطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيلة للدموع في داخل المسجد الذي يعتبر ثالث المساجد المقدسة للمسلمين في العالم.
وتساءل عن ردة فعل العالم لو حدث هجوم مماثل على كنيسة كبيرة أو معبد يهودي أثناء عطلة دينية؟ وما يجري تطبيقه هنا هو منطق قانون 2018 الذي رفع مبادئ الصهيونية السياسية الأساسية إلى مستوى المبدأ الدستوري وأن الشعب اليهودي له الحق في تقرير مصيره في أرض إسرائيل.
ويضيف خالدي إن إسرائيل تقوم ومنذ 1967 بتوسيع سياستها على فلسطين الإنتدابية ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط وفي عملية زاحفة لا ترحم من الضم. واعتبر قانون 2018 "المستوطنات اليهودية قيمة وطنية" ما يعني أن الشعب الفلسطيني لا حقوق وطنية له في أرض أجداده وأن تشريده وطرده هو جهد إسرائيلي ضروري.
ويقول إن المنطق التمييزي يوضح السبب الذي وضعت فيه إسرائيل جهاز القمع تحت تصرف المتطرفين الدينيين وهم يقومون بطرد الفلسطينيين من بيوتهم بزعم أن الأملاك التي يعيشون فيها في الشيخ جراح هي ملكية يهودية.
ويحرم القانون الذين هجروا من بيوتهم في حيفا ويافا والقدس من المطالبة بحقوقهم التي أخذت منهم في 1948.
وقال إن الأزمة أثبتت بطلان أسطورة مهمة وهي أن الفلسطينيين منقسمون ويائسون ومحبطون وعليهم والحالة هذه الرضوخ لأي شيء تفرضه إسرائيل عليهم.
وربما كان الفلسطينيون منقسمين من الناحية السياسة، ولكنهم سواء عاشوا في القدس، أو في الضفة الغربية، أو في غزة أو في الشتات فهم يواجهون نفس عملية التشريد الحديدية والتمييز المقنن المتأصل في مشروع إنشاء الدولة التي كانت غالبيتها من اليهود وستصبح قريبا ذات غالبية عربية.
ومن هنا فوحدتهم في مقاومة التشريد بزرت من الاحتجاجات سواء في القدس، أو في اللد والرملة وعكا وحيفا، أو في قطاع غزة.
FP: أحداث غزة والداخل المحتل فاجأت بايدن.. وهذا ما لديه
هكذا تناول الإعلام البريطاني أحداث الأراضي الفلسطينية
نتنياهو : ما يجري بالداخل أشد خطرا علينا.. معركة على جبهتين