قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الحرب الأخيرة على غزة تثير تساؤلات حول فعالية سياسة العصا والجزرة، لأن الإجراءات التكتيكية للجيش الإسرائيلي تجاه غزة، حتى لو نجحت، فلن تكون قادرة على إحلال هدوء أمني طويل الأمد في الجنوب، ما يتطلب انتهاج استراتيجية شاملة".
وأضاف روني دانيئيل، وثيق الصلة بقيادة جيش الاحتلال والمؤسسة العسكرية، بمقال على القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "التوصل مع حماس لوقف إطلاق النار، ترك في النفس الإسرائيلية نوعا من الحموضة، صحيح أن الجو هادئ في الخارج الآن، لكنني بدأت أتساءل عما إذا كنا لم نخض الحرب الصحيحة، لأنه لسنوات طويلة، كنت جالسًا في الاستوديوهات أتحدث عن الحاجة لإدارة العصا والجزرة أمام غزة".
وشرح قائلا إن "المقصود بسياسة العصا تنفيذ عمليات عسكرية مطلوبة بيد ثقيلة، أما الجزرة فهي تحركات اقتصادية مدنية ستمنح غزة المزيد من الكهرباء والمياه والوظائف وسبل العيش".
وتابع: "ثم جاءت المواجهة الأخيرة، وبدأت أعتقد أن هذا ليس هو الهدف، لأن هذه السياسة لن تجلب الهدوء الأمني بالضرورة، لأننا نواجه منظمة إسلامية قاسية وعنيفة أقل تأثراً بالقضايا الاقتصادية والمعيشية".
وأضاف: "بدأت أفكر أكثر فأكثر بأن المشكلة ليست في عملية تكتيكية مثل تلك التي نفذها الجيش الإسرائيلي، لأنها وحدها لن تكون قادرة على تغيير الواقع حول قطاع غزة، لأننا خلال سنتين إلى ثلاث أو خمس سنوات، سنخوض من جديد عملية عسكرية أخرى للضغط على قوة حماس في قطاع غزة، لكن هذه العمليات العسكرية التكتيكية تفقد فعاليتها إذا لم تكن جزءًا من مفهوم استراتيجي شامل".
وأوضح أن "العملية العسكرية التكتيكية التي يخوضها الجيش الإسرائيلي في غزة يجب أن تخدم الاستراتيجية الشاملة، ولكن في ظل غياب الاستراتيجية والعمل التكتيكي معاً، فمن المنطقي ألا ينتظر الإسرائيليون نتائج بعيدة المدى، ما يتطلب من إسرائيل صياغة استراتيجية شاملة لقطاع غزة، وعدم الاعتماد مرارًا وتكرارًا على الإجراءات التكتيكية التي يتم تنفيذها هناك".
وأشار إلى أنه "في ظل غياب مثل هذه السياسة، تزداد حماس قوة، وليس لدي حل واضح يمكنني أن أوصي به، لكن لدي شعور بأننا نحن الإسرائيليين مستمرون في خوض حروب لا تؤدي إلى النتيجة التي نأملها، ولذلك فقد حان وقت التغيير، وفهم الحساسية الكبيرة للأماكن المقدسة في القدس حول المسجد الأقصى، الغريب أننا ندرك جيدًا حساسياتنا الدينية كيهود، ولا نفسح المجال للتفكير في حساسياتهم هم كمسلمين".
وأضاف أنه "مرارًا وتكرارًا، اندلعت موجات من الاشتباكات والعنف حول القدس وبسببها، ما يتطلب الآن ضرورة التفكير بشكل مختلف، والنظر في سياسة أكثر عقلانية، وبالتالي فإن وضع الحواجز على باب العامود كان خطأ، لأننا في كل هذه الأحداث اكتشفنا أنها أشعلت حريقًا كبيرًا بين الفلسطينيين واليهود في الضفة الغربية، ما يطرح السؤال: هل كانت هذه الخطوة ضرورية حقًا؟".
وختم بالقول إنه "سيكون من الصواب أن نفكر في نهاية كل جولة قتال مع غزة، ليس فقط في عدد الأميال التي دمرناها تحت الأرض، أو عدد الفلسطينيين الذين تم القضاء عليهم، لأنه عندما يتم ذلك بمعزل عن استراتيجية شاملة، فإن الإنجاز العسكري سوف يتلاشى".
جيش الاحتلال يوصي بعدم تسليم أموال الإعمار لحماس
ليبرمان يتهم نتنياهو بتعريض وجود إسرائيل للخطر
تقدير إسرائيلي: استمرار إطلاق الصواريخ من غزة يمثل تحديا كبيرا