قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين إن واشنطن تراقب بقلق علاقات الإمارات المتطورة مع الصين.
وفي تقرير أعده وارن ستروبل ونانسي يوسف، ترجمته "عربي21"، قالا فيه إن الولايات المتحدة تريد تأكيدات بشأن صفقة 23 مليار دولار إلى الإمارات في وقت توسع فيه أبو ظبي من تعاونها العسكري والأمني مع الصين.
وأضافت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الأمريكية راقبت بقلق طائرتين تابعتين لجيش التحرير الشعبي الصيني وهي تهبط في الإمارات العربية المتحدة وتنزل مواد غير محددة حسب المسؤولين الأمريكيين الذين اطلعوا على التقارير الأمنية.
وكانت الشحنات الجوية بالإضافة إلى إشارات أولية عن تعاون أمني بين بيجين والإمارات التي تعد من أهم حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة، مصدر قلق للمسؤولين الأمريكيين وأثارت شكوكا حول صفقة بمليارات الدولارات من الأسلحة المتقدمة للإمارات، حسب قول المسؤولين.
وقالت إدارة الرئيس جوزيف بايدن في شهر نيسان/إبريل إنها ستقوم بعد مراجعة للصفقة التي أقرتها إدارة سلفه دونالد ترامب بالمضي قدما بالصفقة لبيع 50 مقاتلة أف- 35 و18 طائرة درون "ريبر" وذخيرة متقدمة إلى الإمارات.
لكن الإشارات عن العلاقات المتقدمة بين بيجين وأبو ظبي باتت تؤثر على مستقبل المبيعات كما يقول المسؤولون الأمريكيون الذين يحاولون الحصول على ضمانات بشأن الأسلحة من الإمارات وعدم سماحها للصين أو أي دولة بالوصول إلى التكنولوجيا العسكرية الأمريكية.
وقال ديفيد شينكر الذي تعامل مع الصفقة في عهد ترامب بصفته مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدني إن "نقل أف-35، جوهرة الصناعة العسكرية الأمريكية يتضمن زواجا أحاديا مع الإمارات".
وتعتبر أف-35 من أكثر المقاتلات العسكرية تقدما في طور الإنتاج بناء على الصفقة مع الإمارات ولن تسلم إلا في عام 2027.
وأشار المسؤولون الإماراتيون إلى العلاقات الأمنية الطويلة مع واشنطن في محاولة منهم لتخفيف مظاهر القلق الأمريكي.
ونقلت الصحيفة عن السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة قوله: "لدى الإمارات سجل ثابت في حماية التكنولوجيا الأمريكية، سواء في التحالفات التي عملنا فيها إلى جانب الولايات المتحدة أو داخل الإمارات حيث تم نشر أرصدة عسكرية واسعة فيها ومنذ سنوات".
ولم يرد المسؤولون الصينيون على أسئلة من الصحيفة للتعليق وأشاروا إلى خطط لزيادة الثقة والتعاون في مجال الاتصالات مع الإمارات العربية المتحدة.
اقرأ أيضا : معهد واشنطن : علاقة الإمارات بالصين مقلقة على السلاح الأمريكي
وفي تقرير للبنتاغون عام 2020 بشأن الطموحات العسكرية الصينية في الشرق الأوسط أشار إلى أن الإمارات كواحدة من الدول "المحتملة جدا والتي تفكر فيها وتخطط الصين من أجل إنشاء منشآت لوجيستية في الخارج".
ويعتقد بعض المسؤولين الدفاعيين أن الصين تأمل ببناء قاعدة بحرية في الإمارات، وتشير التقارير الأمنية إلى أن بيجين ناقشت إرسال أعداد من الجنود الصينيين إلى الإمارات.
ورغم تحرك إدارة بايدن في الصفقة إلا أن المسؤولين فيها يتحدثون عن مفاوضات مع الإمارات حول شروط الصفقة.
ووجدت الإدارة الجديدة أن شروط الصفقة التي تفاوضت عليها إدارة ترامب لم تكن كافية. وقال مسؤول أمريكي يتابع الموضوع عن كثب "الموقف العام هو أن الإمارات لو اشترت معدات عسكرية من حكومة أخرى فالأمر يعود إليهم حول كيفية وزمن استخدامها".
ولكن الإماراتيين تحدثوا بالقول إن المسؤولين الأمريكيين أشاروا في مفاوضاتهم لثلاثة مجالات: الحفاظ على التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي وتأكيد الإمارات عدم وصول الطائرة لدولة ثالثة -الصين- والحد من استخدام الأسلحة في محاور الحرب باليمن وليبيا التي تشارك فيهما الإمارات.
وقال مسؤول أمريكي آخر، إن الولايات المتحدة كانت واضحة من أن أي موافقة إماراتية على إنشاء قاعدة عسكرية صينية على أراضيها سيقتل الصفقة.
والمشكلة هي أن واشنطن وأبو ظبي على غير اتفاق فيما يمكن اعتباره "قاعدة". وعبر المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم من النشاطات الصينية في الخليج، وتعاون بيجين مع السعودية في مشروع نووي مدني مما يفتح طموحات طويلة الأمد بالمنطقة.
وكجزء من خطوات أمريكا لسحب بعض القدرات من المنطقة والتركيز على الصين ووقف صفقات أسلحة للسعودية مثل الذخيرة الموجهة بدقة لمنع استخدامها في اليمن، إلا أن بقاء مصغرا للولايات المتحدة في الخليج سيكون مدعاة لنظر الآخرين على أنه فراغ عليهم ملؤه.
وقالت قائدة البحرية جيسكا مكنالي والمتحدثة باسم البنتاغون: "نقوم بحوار أمني شامل مع الإمارات حيث نطرح مظاهر قلقنا حول أي موضوع. وبهذه الطريقة نحمي مصالح الأمن القومي بشكل شامل".
وتعتبر الولايات المتحدة الإمارات حليفا مهما فقد تعاونت معها في الحرب بأفغانستان وتنظيم الدولة ووقعت على اتفاقيات إبراهيم للتطبيع مع إسرائيل العام الماضي.
وتعود علاقات الصين مع شبه الجزيرة العربية إلى طريق الحرير القديم، لكن العلاقات الرسمية مع الإمارات تعود إلى 35 عاما سابقة.
وفي 2018 زار الرئيس الصيني ونائبه أبو ظبي. ووسعت شركة الاتصالات الصينية "واوي" من نشاطاتها في المنطقة في محاولة لتوسيع مجال الجيل الجديد "فايف جي" وتشاركت الإمارات مع الشركة الصينية ساينوفارم لتصنيع لقاح مضاد ضد كوفيد-19.
وفي مقال نشره السفير الصيني في الإمارات في آذار/ مارس مروجا للعلاقات الصينية – الإماراتية قال نيان جان إنه و"على مدى العقد الماضي أرسلت الصين الأسطول 31 و100 قارب و26.000 ضابط وجندي إلى خليج عدن والمياه القريبة من الساحل الصومالي للقيام بمهام حماية.
بلومبيرغ: مكتسبات اتفاقات التطبيع أصبحت موضع شك في "إسرائيل"
NYT: الصين تجبر نساء الإيغور على تحديد النسل
NYT: بكين تنفق مئات الملايين لنشر رسائلها حول العالم