كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن قلق
لدى الحكومة الإسرائيلية من دور إيراني يساهم في تخليص لبنان من الأزمات الداخلية
التي تعصف به.
وأوضحت "هآرتس" في تقرير للخبير
العسكري، عاموس هرئيل، أن مكتب وزير الأمن بيني غانتس، نشر صباح أمس بيانا استثنائيا:
وعلى خلفية الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان،
و"محاولة حزب الله إدخال استثمارات إيرانية إلى لبنان"، اقترح وزير
الأمن بيني غانتس في "بيان استثنائي"، أن "تحول إسرائيل مساعدات
إنسانية للبنان بواسطة قيادة "اليونفيل""، بحسب زعمه.
ورجحت أن يكون الرد من جانب لبنان "سلبيا
على اقترح غانتس، الذي يدرك هذا بالطبع"، كاشفة أن لبنان يرفض أي
"اتصالات مباشرة" مع تل أبيب، "فلا نية لديهم للانحراف عن سياسة
الرفض".
ونوهت "هآرتس" أن "تصريح غانتس،
يعكس تغييرا معينا في موقف إسرائيل مما يحدث في الطرف الثاني من الحدود، ويؤكد
أولا؛ أن إسرائيل قلقة من خطورة الأزمة الداخلية في لبنان، وثانيا؛ هي تقلق من
احتمالية أن تقوم إيران بطرح نفسها كمخلصة للبنانيين".
وأضافت: "ثالثا، رغم أن السيناريو يظهر
الآن بعيد المدى، إلا أنها يقظة لإمكانية أنه في ظرف ما، يمكن أن يتم إغراء حزب
الله ويأخذ الزمام في يديه في بيروت، من خلال استغلال ضعف الحكومة الانتقالية،
وعلى خلفية زيادة نسبة الشيعة داخل السكان".
وفي الخلفية، "ما زال يدور صراع النفوذ
الإقليمي بين إيران وإسرائيل وكتلة الدول السنية، وأمس اتهمت طهران تل أبيب رسميا
بهجوم الطائرة بدون طيار في الشهر الماضي التي أصيب بها مصنع لأجهزة الطرد المركزي
في مدينة كراج".
وبينت الصحيفة، أن "القيادة السياسية
والأمنية الإسرائيلية، تتابع بشكل مكثف تعرج المفاوضات بين الولايات المتحدة
وإيران حول عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي، وهي مستعدة لإعداد قائمة التعويضات
العسكرية التي تريد الحصول عليها في المقابل من الرئيس جو بايدن".
وفي المقابل، تل
أبيب تدرك بأن رفع العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب السابقة على طهران،
ستضخ بالتدريج مليارات الدولارات للاقتصاد الإيراني، وجزء من هذه الأموال يتوقع أن
يجد طريقه لحزب الله، وربما جزء من أرباح النفط الإيراني سيستخدم لزيادة نفوذ
إيران في بيروت مستقبلا".
ونبهت أن "إسرائيل تفضل أن الأموال للجيش
والدولة في لبنان من الغرب ودول الخليج، وليس من قبل إيران وروسيا والصين"، موضحة أنه "تولد انطباع
لدى الجيش الإسرائيلي، أن الوضع الاقتصادي في لبنان أخطر مما كان في صيف العام
الماضي".
وذكرت "هآرتس"، أن "كل
التقديرات، ترجح أن النقص في السلع الضرورية يمكن أن يشتد في الأسابيع
القادمة"، منوهة أن "إسرائيل تعاني في الوقت الحالي فقط من شظايا الوضع
في لبنان؛ على شكل أحداث على طول الحدود".
ولفتت إلى أن "هناك سيناريو محتملا، تم
ذكره في النقاشات، يتعلق بمحاولة مستقبلية لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله،
تعزيز مكانة منظمته السياسية بدعم من طهران، وهذا لا يبدو سيناريو له احتمالية
عالية".
وكشفت الصحيفة، أن "الحاجة لمنح مساعدة
للبنان، من أجل منع سيطرة حزب الله، يتم طرحها في جميع المحادثات السياسية
والأمنية التي تجريها إسرائيل مع أمريكا وفرنسا ودول أوروبية أخرى".
هل ترى القنبلة النووية الإيرانية النور في عهد "رئيسي"؟
لماذا ستفشل مبادرة إسبانيا وإيطاليا للقضية الفلسطينية؟
تقرير: السعودية قد تطبّع العلاقات مع إيران بدل إسرائيل