تحت شعار "اللاجئون يستحقون الأفضل"، أطلق الشاب السوري صابر الخطيب مشروعا رياديا يركز على المنتجات الغذائية المنزلية في مخيم الزعتري للاجئين، بمشاركة مجموعة من السيدات في المخيم.
"لا يزال هناك أمل، طموح وشغف لدى اللاجئين في خلق فرص جديدة للحد من التحديات المتعلقة بالبطالة وفرص العمل، في محاولة لإيجاد حلول مستدامة من خلال المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة"، بحسب الخطيب.
يهدف مشروع "أملنا" إلى تمكين النساء الأقل حظا اقتصاديا داخل المخيم -كمرحلة أولى- من خلال تسويق منتجاتهن الغذائية المصنَّعة منزليا إلكترونيا.
ويعيش الخطيب (24 عاما) في مخيم الزعتري للاجئين السوريين -المخيم الأكبر للاجئين في الأردن-منذ عام 2012، بعد أن قدِم من محافظة درعا الحدودية، حيث يعمل كمتطوع مع المنظمات الدولية، وشارك في عدة مؤتمرات ممثلا عن الشباب واللاجئين.
ويقول الخطيب، في حديث لـ"عربي21"، إنه يوظَّف ما تعلمه من آليات التسويق خلال دراسته الجامعية في تخصص إدارة الأعمال في مساعدة لاجئين على إيجاد فرص عمل وتحسين مستوى معيشتهم، إذ إن كل فرد في المخيم قادر على النجاح إذا هُيئت له الظروف المناسبة.
ويضيف أن "مشروع أملنا هو مشروع منزلي ريادي، يركز على إنتاج المنتجات الغذائية ذات جودة وبأسعار تنافسية، بمشاركة مجموعة من السيدات الأكثر ضعفا داخل المخيم، وهو بتمويل ذاتي، الفكرة جاءت لتوفير فرص عمل جديدة، نتيجة ارتفاع نسبة البطالة خلال جائحة كورونا."
ويختار الخطيب السيدات بناء على عدة معايير، أهمها أن تكون من دون عمل وترأس أسرتها.
يدر المشروع دخلا مقبولا يساعد السيدات على مواجهة الأعباء الاقتصادية في ظل جائحة كورونا، يتراوح سعر المنتجات 5 دولارات.
متجر إلكتروني خاص
آلية العمل ضمن مشروع "أملنا" تعتمد على إنتاج السيدات أصنافا مختلفة من المنتجات الغذائية، كالمربيات والمكدوس والزيتون والمخللات والألبان والأجبان، حسب الطلب، إضافة إلى المنتجات المجففة، وتسويقها إلكترونيا خارج المخيم.
وأطلق الخطيب موقعا إلكترونيا ومنصات للمشروع على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالمنتجات، والطلب من خلال تلك الصفحات، ويضيف أن "توصيل المنتجات إلى المستهلكين خارج المخيم إلى كافة المحافظات الأردنية يتم أسبوعيا بعد تجميع الطلبات؛ حتى تكون التكلفة أقل ما يمكن".
لكن طموح الخطيب ليس التسويق المحلي فقط، بل يريد الوصول إلى كافة دول العالم، ويقول إنه "يعمل حاليا على تصميم متجر إلكتروني خاص بالمشروع، ووضع المنتجات عليه؛ لأخذ الطلبات من جميع العالم، وسيتم الاتفاق مع شركات الشحن بعد أخذ التراخيص اللازمة."
وتجد السيدة السورية أم عمر، 43 عاما، وتعيش في مخيم الزعتري للاجئين، عملها ضمن فريق مشروع "أملنا" فرصة جيدة، تساعدها في إعالة أسرتها وعلاج ابنها الأكبر، بعد أن كانت تعمل وحدها وتسوق منتجاتها بنفسها.
وتعيش أم عمر في مخيم الزعتري للاجئين السوريين منذ سنة 2012، بعد أن لجأت من محافظة درعا الحدودية مع الأردن، وهي متزوجة ولديها ثلاثة أطفال؛ الأكبر يعاني من سلس البراز.
وتعمل أم عمر في تصنيع المواد الغذائية بمنزلها منذ أن لجأت إلى الأردن، لكنها تجد صعوبة في بيعها وتسويقها.
وتضيف في حديث لـ "عربي 21" أن "البيع داخل المخيم قليل؛ لأن أغلبية سكان المخيم يعملون على إنتاج ما يحتاجونه من "المونة" مواد غذائية بنفسهم للعام كاملا، ولم أكن قادرة على التسويق خارج المخيم."
ووجدت أم عمر في العمل ضمن فريق "أملنا" مساحة لتبادل المهارات من خلال مشاركة نساء أخريات في العمل، وهو ما أعطى المنتجات نكهة خاصة، إضافة إلى "جو تحفيزي للعمل"، حسب تعبيرها.
وترى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، أنه من الملفت عمل اللاجئين على مشاريع ومبادرات تنعكس بشكل إيجابي على مجتمع اللاجئين داخل المخيم, وتحولهم إلى طاقات منتجة، وفق مسؤول العلاقات الخارجية للمفوضية في المفرق ومخيم الزعتري، محمد الطاهر.
ويضيف الطاهر أن "المفوضية ترحب وتشجع المبادرات والمشاريع التي من شأنها إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي وثقافي بين اللاجئين، بحيث يكون المجتمع قادرا على مساعدة نفسه بنفسه".
ويشير الطاهر، في حديث لـ"عربي 21"، إلى أن الحكومة الأردنية سمحت بترخيص المشاريع المنزلية الصغيرة داخل المخيم، ضمن تعليمات مزاولة الأعمال من المنزل.
ويعيش في مخيم الزعتري للاجئين السوريين 79,493 لاجئا سوريا، من أصل نحو 668 ألف سوري مسجل لدى المفوضية في الأردن، بينما تقول إحصائيات حكومية إن ما يقارب مليون و300 ألف سوري في المملكة.
جدل في الأردن حول "فتح السياحة الدينية للإيرانيين"
ملف سوريا الإنساني حاضر باللقاءات الدولية.. وغياب للحل
قمة أردنية مصرية عراقية ببغداد لاستكمال "التعاون الاستراتيجي"