أعلنت الرئاسة اللبنانية يوم 26 تموز/ يوليو الجاري موعدا لبدء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس وزراء جديد بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.
وحدد مرسوم رئاسي مواعيد الاستشارات، حيث ستضم رؤساء الوزارات السابقين؛ نجيب ميقاتي وسعد الحريري وتمام سلام، كما ستضم الكتل النيابية؛ "المستقبل"، و"الوفاء للمقاومة"، و"التكتل الوطني"، و"كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي"، و"الوسط المستقل"، و"الكتلة القومية الاجتماعية"، و"كتلة اللقاء التشاوري"، و"كتلة الجمهورية القوية"، و"كتلة التنمية والتحرير"، و"تكتل لبنان القوي"، و"كتلة نواب الأرمن"، و"كتلة ضمانة الجبل"، وعشرة من النواب المستقلين.
والخميس، أعلن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، بعدما تقدم الأربعاء بتشكيلة وزارية ثانية إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن الأخير طلب تعديلا بالوزارات وتوزيعها الطائفي، وهو ما رفضه الحريري.
ولا يوجد بديل واضح لرئيس الوزراء، وهو منصب يجب أن يشغله سني بحسب النظام الطائفي لتوزيع السلطة في لبنان.
ويتعين على عون اختيار المرشح الذي يتمتع بأكبر دعم من أعضاء مجلس النواب، الذي يشكل حزب الله وحلفاؤه السياسيون أغلبية فيه.
وتضغط الحكومات الغربية على السياسيين اللبنانيين لتشكيل حكومة يمكنها الشروع في الإصلاح.
وهددت دول غربية بفرض عقوبات وقالت إن الدعم المادي لن يتدفق قبل بدء الإصلاحات.
اقرأ أيضا: FP: ما تداعيات اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية؟
رسالة أمل
من جهة أخرى دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، الاثنين، مواطنيه إلى التمسك بالأمل للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة، فيما اتهم سعد الحريري "البعض" بالتعنت والأنانية، محملا إياهم مسؤولية استمرار الانهيار.
وفي رسالة تهنئة بحلول عيد الأضحى المبارك قال عون: "مستمرون في بذل كل جهد ممكن للسعي إلى الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية).
وتمنى "أن تحمل معاني هذه المناسبة الروحية الأمل إلى قلوبهم والطمأنينة وروح المسامحة والتضامن في هذه الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي يجتازها لبنان".
ودعا إلى "التمسك بالأمل وروح النضال لفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان تطوي الصفحة السوداء التي نعيشها اليوم وتعطي أبناءه الفرصة في العيش في وطن يستحقونه".
من جهته قال الحريري، الذي اعتذر عن تشكيل الحكومة، في تغريدة على تويتر: "يهل علينا عيد الأضحى المبارك، ولبنان الحبيب مع شعبه الطيب تعصف به هذه الأزمات، والتي كان بوسعنا أن نضع حدا لهذا الانهيار المريع، لولا تعنت البعض وأنانيته".
ومنذ نحو عامين، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، مع تدهور مالي ومعيشي، وانهيار للعملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في السلع الغذائية والأدوية والوقود.
ووصف البنك الدولي، مطلع يونيو/ حزيران الماضي، الأزمة في لبنان بأنها "الأكثر حدة وقساوة في العالم"، وصنفها ضمن أصعب 3 أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.