نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقرايرا للصحافيين رونين بيرغمان وباتريك كنغزلي، قالا فيه إن الأضواء سُلطت على شركة "NSO Group" الإسرائيلية للمراقبة الإلكترونية، الأحد، بعد أن نشر تحالف دولي لمنافذ الأخبار، أن الحكومات استخدمت برمجياتها لاستهداف الصحفيين والناشطين والمعارضين السياسيين.
كما واجهت الحكومة الإسرائيلية أيضا ضغوطا دولية متجددة لسماحها للشركة بالتعامل مع الأنظمة الاستبدادية التي تستخدم برامج التجسس لأغراض تتجاوز هدف الشركة المعلن وهو "استهداف الإرهابيين والمجرمين"، بحسب زعمها.
من جانبها نفت شركة NSO أنها تزود الأزمة الاستبدادية ببرامجها التجسسية.
اقرأ أيضا: خبير بالأمن السيبراني لـ"عربي21": لا يوجد هاتف آمن
وكانت شركة NSO خضعت للتدقيق منذ عام 2016، عندما قيل إن برمجيات الشركة تُستخدم ضد ناشط حقوقي في الإمارات وصحفي في المكسيك. منذ ذلك الحين، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن البرنامج قد تم استخدامه ضد الصحفيين والناشطين الحقوقيين وواضعي السياسات في المكسيك والسعودية.
وتشير التقارير الجديدة التي ظهرت يوم الأحد إلى أن برامج الشركة قد تم استخدامها ضد عدد أكبر من الأشخاص في بلدان أكثر مما نُشر عنه سابقا.
من بين الإجراءات الأخرى، يُقال إن الشركة باعت تطبيق مراقبة متطور يُعرف باسم "Pegasus" قال اتحاد الصحافة إنه يبدو أنه تم استخدامه لمحاولة اختراق 37 هاتفا ذكيا على الأقل يملكها صحفيون من دول تشمل أذربيجان وفرنسا والمجر والهند والمغرب.
كما قال شخص مطلع على عقود NSO لصحيفة نيويورك تايمز، إن أنظمة NSO بيعت إلى حكومات أذربيجان والبحرين والهند والمكسيك والمغرب والسعودية والإمارات.
وقد تؤدي المزاعم إلى تصعيد المخاوف من أن الحكومة الإسرائيلية ساعدت على انتهاكات الحكومات من خلال منح NSO رخصة تصدير لبيع البرمجيات إلى الدول التي تستخدمها لقمع المعارضة.
وقالت NSO في بيان لها: "ننفي بشدة الادعاءات الكاذبة الواردة. وقد زودتهم مصادرهم بمعلومات ليس لها أساس واقعي، كما يتضح من عدم وجود وثائق داعمة للعديد من ادعاءاتهم. في الواقع، هذه الادعاءات شائنة وبعيدة عن الواقع، لدرجة أن NSO تدرس رفع دعوى تشهير".
وامتنع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق، وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها لم تمنح الوقت الكافي للرد على طلب للتعليق.
وقالت الوزارة في وقت سابق إنها ستلغي تراخيص التصدير الممنوحة لأي شركة إسرائيلية تبيع برمجيات تخالف شروط الترخيص "خاصة بعد أي انتهاك لحقوق الإنسان".
اقرأ أيضا: نتائج خطيرة لتحقيق حول برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي للتجسس
زادت الاتهامات الجديدة من مخاوف ناشطي الخصوصية من أنه لا يوجد مستخدم للهواتف الذكية - حتى أولئك الذين يستخدمون برامج مثل WhatsApp أو Signal - في مأمن من الحكومات وأي شخص آخر لديه تقنية المراقبة الإلكترونية المناسبة.
ويقول الناشطون إنه بدون الوصول إلى اتصالات خالية من المراقبة، لن يتمكن الصحفيون بعد الآن من الاتصال بالمصادر دون خوف من تعريضهم لانتقام الحكومات. ولن يتمكن الناشطون الحقوقيون من التواصل بحرية مع ضحايا الانتهاكات التي تقودها الدولة.
وربط اتحاد الصحفيين NSO بقائمة مسربة تضم أكثر من 50000 رقم هاتف محمول من أكثر من 50 دولة قال إنه يبدو أنها أهداف مراقبة مقترحة لعملاء الشركة. وقال التحالف إن القائمة تضم مئات الصحفيين وأصحاب وسائل الإعلام وقادة الحكومات والمعارضين والأكاديميين والناشطين الحقوقيين.
وحصل على القائمة ابتداءً كل من منظمة العفو الدولية، وهي منظمة مراقبة حقوق الإنسان، ومجموعة القصص المحرمة، وهي مجموعة تركز على حرية التعبير. ثم شاركوا القائمة مع الصحفيين.
وفي بيان نُشر على موقعها على الإنترنت، قالت NSO إن قائمة الأرقام لم تأت من قاعدة بياناتها. وقال البيان: "مثل هذه البيانات لم تكن موجودة على الإطلاق على أي من خوادمنا".
وتابع البيان: "كما ذكرت NSO سابقا، لم تكن تقنيتنا مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالقتل الشنيع لجمال خاشقجي.. يمكننا أن نؤكد أن تقنيتنا لم تُستخدم للاستماع أو المراقبة أو التتبع أو جمع المعلومات المتعلقة به أو بأفراد أسرته".
وفي مقابلة، قال الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة، شاليف هوليو، إنه تم إطلاعه على القائمة لأول مرة في حزيران/ يونيو، عندما أخبره أربعة أشخاص منفصلين أن المتسللين كانوا يحاولون بيع قائمة يُفترض أنها مسروقة من خوادم الشركة.
وقال هوليو إن NSO ليس لديها أي خوادم نشطة يمكن من خلالها سرقة مثل هذه البيانات، وأنه منذ اللحظة التي شاهد فيها القائمة، أدرك أنها "ليست قائمة بالأهداف التي هاجمها Pegasus، أو شيئا ولد من نظام Pegasus أو أي منتج آخر من شركة NSO". وقال إن القائمة يبدو أنها تم إنتاجها من قبل مستخدمي تطبيق منفصل يسمى HLR LookUp.
بعد أن وصف قصة تحالف منافذ الأخبار بأنها "واهية منذ البداية"، شكك هوليو بالادعاءات المقدمة بشأن قائمة أرقام الهواتف.
وقال: "هذا يشبه فتح دليل الهاتف واختيار 50 ألف رقم واستخلاص بعض النتائج منها".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أيضا أنه تم نشر Pegasus في المكسيك في عام 2017 ضد صناع القرار وناشطي التغذية الذين يضغطون من أجل ضريبة الصودا في بلد يعاني من مشاكل صحية خطيرة تتعلق باستهلاك الصودا، وكذلك الخصوم السياسيين لكبار المسؤولين الإماراتيين.
نظر محللون من منظمة العفو الدولية إلى 67 هاتفا ذكيا مرتبطا بأرقام في قائمتها المسربة، وخلصوا إلى أن 24 هاتفا أصيب بفيروس Pegasus، وأن 13 هاتفا آخر قد تم استهدافها. وقال التحالف إن الاختبارات التي أجريت على الثلاثين المتبقية لم تكن حاسمة.
كان اثنان من الهواتف المستهدفة مملوكين لأندرا زابو وزابلوكس بانيي، المراسلان الاستقصائيان في المجر اللذان يغطيان بانتظام الفساد الحكومي. وكان هاتف آخر يخص خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، التي تم اختراق هاتفها في أيام مقتله.
يمكن أن يسمح برنامج Pegasus للجواسيس بالوصول إلى ذاكرة الهاتف المصاب وعرض الصور ومقاطع الفيديو ورسائل البريد الإلكتروني والنصوص، حتى على التطبيقات التي توفر اتصالا مشفرا. يمكن للبرنامج أيضا السماح للجواسيس بتسجيل المحادثات التي تتم على الهاتف أو بالقرب منه، واستخدام كاميراته وتحديد أماكن تواجد مستخدميه.
وقالت NSO يوم الأحد إن Pegasus لم يستخدم لاستهداف كل من خلف، محررة صحيفة فاينانشيال تايمز، وجنكيز، خطيبة خاشقجي.
MEE: الإمارات استهدفت صحفية في "FT" ببرنامج "بيغاسوس"
NYT توثّق العدوان على غزة بشهادات لمن عاشوه (فيديو)
FT: قرصنة إيرانية لحسابات خبراء في الشرق الأوسط ببريطانيا