قال خبير عسكري
إسرائيلي إنه بينما ترد
إسرائيل على البالونات المتفجرة من
غزة بضربات جوية على القطاع، فإنها تتلقى
الصواريخ التي يتم إطلاقها من لبنان باستقبال هادئ، والاختلاف في السلوك سببه
الخوف من رد فعل الطرف الآخر.
وأضاف ناعوم أمير في مقاله بصحيفة مكور
ريشون، ترجمته "عربي21"، أن "حماس في غزة بنت نفسها من العدم، وأثبتت
مكانتها بفضل المقاومة، وحولتها لعملية ناجحة وقاعدة سيادية، بثمن باهظ، وهي
تتشابه مع تجربة
حزب الله، الذي مر بهذه السيرة قبل عقدين، فقد اشتهرت المنظمتان
بخطف جنود، وإطلاق سراح أسرى من السجون بصفقات تبادل، وفي كلتا الحالتين تحولتا
إلى ظاهرة مقلقة، ثم منظمات ذات سيادة وسيطرة".
وأشار إلى أنه "ليس من قبيل الصدفة أن
تكون عملية "حارس الأسوار" في غزة مؤخرا متشابهة إلى حد ما مع ما شهده
لبنان في حروب سابقة مع إسرائيل، فقد اصطدم الطرفان ببعضهما، لكنهما لم يخرجا بنتيجة واضحة، وتعلم الحزب كثيرا من الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع حماس،
ولذلك فإننا نشهد هذه الأيام إشارات اختبار الأعصاب على الحدود الشمالية، لكن
اختلاف الاستراتيجية الإسرائيلية على الحدود مثير للدهشة".
وأكد أن "الهدوء الأمني في الجبهة
الشمالية ساري المفعول منذ 15 سنة، لكن السؤال يطرح عن السبب في عدم عجلة إسرائيل
من أمرها للإضرار بتكثيف سلاح حزب الله في لبنان، في حين أن الهدوء الأمني في
الجنوب مع غزة منذ الجرف الصامد في 2014 قد يدل على الردع، وحاول الجيش إقناع
الإسرائيليين بأن الوضع في القطاع قد تغير، حتى جاءت الحرب الأخيرة، لتظهر أن
إسرائيل وقعت في شرك "معادلة الصمت".
وأوضح أن "الهدوء الأمني في غزة
"كاذب من الناحية العملية، فقد عززت حماس قدراتها، وكذلك حزب الله الذي يظهر
في 2021 مختلفا عما كان عليه في 2006، ومع مرور الوقت، فإن الجيش الذي بناه سوف
يزداد قوة، وبالتالي سيكون الوضع في الجنوب مع حماس نسخة مكررة منه أيضًا، ولذلك
فإن إطلاق الصواريخ من لبنان على الجليل الغربي لا يكاد يحظى برد من الجيش
الإسرائيلي، بعكس رده على صواريخ الجنوب".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يخشى أنه
حين يتم إطلاق الصواريخ من لبنان، ويرد عليها أن يتوتر الوضع مع الحزب، رغم أنه
حين يرد على صواريخ الجنوب، لا تمر الأمور هناك بسلاسة، بدليل وقوع هجمات مكثفة
بسبب البالونات الحارقة التي قد تتصاعد، باعتبارها نيرانا بعيدة المدى، أما في
الشمال فتسقط بعض القذائف، ثم تعود إلى طبيعتها، وهذا يعني أن إسرائيل أمام وضع
معقد فعلاً".
وختم بالقول إن "هذه التطورات مربكة
للغاية بنظر المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي تختار يومًا ما تجاهل البالونات
الحارقة، ويوماً آخر تقلل الإغاثة الإنسانية لغزة، ويوما ثالثا ترد على الهجمات
بقوة، وفي يوم آخر تخفف الرد، لكن الجواب الحقيقي أنه لا توجد استراتيجية واحدة ضد
حماس وحزب الله، ويبدو أن على إسرائيل أن تقرر لأي مدى هي مستعدة للذهاب بعيدا
معهما، لأن معادلة الردع ليست ناجحة في الوقت الحالي".