أكدت صحيفة "التلغراف" البريطانية، أن فشل محاولة خطف
السفينة "أسفلت برنسيس" قبالة شواطئ الإمارات العربية المتحدة، لا تعني إغلاق الملف، وإنما القضية ستظل مفتوحة دبلوماسيا، حيث من المرتقب أن تطرحها المملكة المتحدة على مجلس الأمن غدا الجمعة.
وأوضح تقرير نشرته "التلغراف"، لرولاند أوليفانت، كبير محرري الشؤون الخارجية في الصحيفة، ودومينيك نيكولز، محرر شؤون الدفاع والأمن، ومراسلها في القدس جايمس روثويل، تفاصيل عملية خطف السفينة "أسفلت برنسيس" قبالة شواطئ الإمارات العربية المتحدة والتي يتهم المحللون قوات ايرانية بتنفيذها.
وأشار التقرير إلى أن الوقت كان متأخرا من بعد الظهر في خليج عمان، عندما جاء قارب سريع إلى جانب السفينة "أسفلت برنسيس" وصعد سبعة أفراد مدججين بالسلاح على متنها وأمروا الطاقم بالإبحار نحو المياه
الإيرانية.
ويضيف أن أحد أفراد طاقم السفينة المرتبك، قال في مكالمة مع خفر السواحل الإماراتية: "لدينا أشخاص إيرانيون على متن السفينة ومعهم ذخيرة ونحن نغير اتجاهنا". وأضاف أن المجموعة تتكون من "حوالي خمسة إلى ستة أشخاص".
وعندما سئل عما يفعله الإيرانيون على متن السفينة، قال إنه "لم يفهمهم" واقترح على خفر السواحل التحدث إلى المجموعة الإيرانية بشكل مباشر.
وبحسب ما نشرته الصحيفة، فقد كان هناك سبب وجيه للارتباك، إذ لم تكن "أسفلت برنسيس" من نوع الأهداف المعتادة في حرب الظل الإسرائيلية-الإيرانية التي أفسدت عمليات الشحن عبر هذه المياه على مدار الأشهر الستة الماضية.
فالسفينة قديمة وحجمها صغير مقارنة بالناقلات العملاقة التي تعبر مضيق هرمز يوميا.
وعلى عكس "ميرسر ستريت"، الناقلة المرتبطة بإسرائيل التي هاجمتها طائرات بدون طيار الأسبوع الماضي، لم يكن لـ"أسفلت برنسيس" أي صلة واضحة بأي من الخصوم.
وأثار ذلك تكهنات بأن
الاختطاف الواضح مرتبط بنزاع مالي أو اشتباه في تهريب وقود، بحسب التحقيق.
لكن مع تصاعد التوترات وإلقاء الغرب باللوم على إيران في وفاة اثنين من أفراد طاقم سفينة "ميرسر ستريت" الأسبوع الماضي، أحدهما بريطاني والآخر روماني، أطلق الحادث أجراس الإنذار في جميع أنحاء العالم.
وسارعت البحرية العمانية بإرسال سفن وطائرات هليكوبتر، وأرسل الأسطول الخامس الأمريكي المدمرة "يو إس إس ميتشر"، للتحقيق.
وأشار التقرير إلى أن خاطفي "أسفلت برنسيس" واجهوا مشكلة، إذ فكر أفراد طاقم السفينة بخطة سريعة وقاموا بتعطيل محركها بطريقة تجعلها تبدو متضررة بشكل لا يمكن إصلاحه. ولم يتمكن الخاطفون من اكتشاف طريقة لتشغيلها مجدداً.
وفي الساعات الأولى من الصباح، تسلل المسلحون عائدين إلى القارب الذي أتوا على متنه وانطلقوا بسرعة في الليل قبل وصول المدمرة الأمريكية، بحسب الصحيفة.
وبعد ذلك، أصدرت منظمة بريطانية تعنى بمراقبة الشحن التجاري بالسفن وتدعى "عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة" بيانا قالت فيه: "لقد غادر الأشخاص السفينة. السفينة آمنة. الحادث انتهى".
لكن من الناحية الدبلوماسية، فلا يزال الحادث بعيدا عن الانتهاء، بحسب التلغراف.
وتشير الصحيفة إلى أن سفير إيران لدى المملكة المتحدة تحدث إلى وزارة الخارجية البريطانية في الساعات الأولى من الصباح في محاولة لتهدئة التوترات.
لكن السفارة الإيرانية قالت في تغريدة يوم الجمعة إنه لا يوجد دليل على وقوع أي حادث.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قوله يوم الأربعاء إنه كتب إلى مجلس الأمن الدولي لحثه على اتخاذ إجراءات ضد إيران بشأن الهجوم على "ميرسر ستريت".
وأضاف راب: "يجب على المجلس أن يرد على أعمال إيران المزعزعة للاستقرار وعدم احترام القانون الدولي".
وتتولى المملكة المتحدة زمام المبادرة في الرد الدولي على إيران، ومن المقرر أن تثير القضية في اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، بحسب تليغراف.
وكانت الحكومة الإسرائيلية اتهمت يوم الأربعاء، الضابط العسكري الإيراني، سعيد آرا جاني، بالمسؤولية الشخصية عن هجوم الطائرات المسيرة على سفينة "ميرسر ستريت" كونه "رئيس قيادة الطائرات بدون طيار في الحرس الثوري الإيراني".