أثار إعلان "الإدارة الذاتية" التابعة لما يعرف بقوات
سوريا
الديمقراطية (
قسد)، عن افتتاح "
ممثلية" تابعة لها في
سويسرا، تساؤلات
حول ما إن كانت الخطوة تؤشر إلى حصولهم على اعتراف سياسي دولي، في وقت تباينت فيه
الآراء حول أهمية الخطوة، ومدلولاتها.
فبعد إعلان "الإدارة الذاتية" عن افتتاح "الممثلية"،
أكدت وزارة الخارجية السويسرية أن "المكتب لا يعد تمثيلا رسميا، ولكنه جمعية
بالمعنى المنصوص عليه في القانون المدني السويسري"، وأضاف أنه "يمكن
تأسيس الجمعيات بحرية في سويسرا بدون ترخيص".
وكانت الإدارة الذاتية قد أطلقت الشهر الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي
حملة تدعو للاعتراف بها، ويبدو أن "الممثلية" تخدم التوجه ذاته، الساعي
إلى الحصول على اعتراف دولي بـ"الإدارة".
وتحدثت "عربي21" إلى ممثل "الإدارة" في سويسرا، حكمت
إبراهيم، فقال إن افتتاح ممثلية للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا في سويسرا خاصة
في هذا الوقت الحساس يأتي بهدف بناء جسر من العلاقات ما بين الإدارة والأطراف
السويسرية خاصةً لما لها من أهمية بالغة وحضور أساسي في الملف السوري، حيث احتضنت
العديد من المؤتمرات المفصلية لوضع خارطة طريق لحل الأزمة السورية.
وأضاف إبراهيم، أن "الهـدف الأساسي من الممثلية هو التعريف بمشروع الإدارة
الذاتية ورؤيتها لحل الأزمة السـورية وآلية الحكم المستقبلي، وكذلك سعياً لترسيخ
علاقاتنا الدبلوماسية مع الدول الأوربية خاصة فيما يخص القضايا المشتركة".
وحسب إبراهيم، ستكون الممثلية صلة الوصل الأساسية ما بين "الإدارة
الذاتية لشمال وشرق سوريا والأطراف السويسرية الرسمية منها وغير الرسمية، وكذلك
ستعمل على تقديم التسهيلات اللازمة لمواطني شمال وشرق سوريا في سويسرا".
هل حصلت "الإدارة" على اعتراف دولي؟
وجواباً على ذلك، قال إبراهيم، بالنسبة للاعتراف الدولي بـ"الإدارة"،
كل الحقائق والوقائع تدل على وجود قبول دولي، مستدركاً: "لكن لا يمكن الحديث
عن اعتراف رسمي في الوقت الذي تشهد فيه سوريا حالة من الفوضى، وبالتالي هناك حالة
عدم توافق من جانب المجتمع الدولي على شكل سوريا المستقبلية، وعند الحديث عن أي حل
يجب علينا التطرق إلى وضع البلاد عامة، ففي النهاية هذه المناطق جزء لا يتجزأ من
سـوريا".
بدوره، أكد الخبير بالشأن الكردي، الدكتور فريد سعدون، أن افتتاح ما وصف بالممثلية
هو "خارج الإطار الدبلوماسي الرسمي"، لأن افتتاح الممثلية بالشكل
المتعارف عليه، يحتاج إلى حصول "الإدارة" على اعتراف دولي، وهذا غير
متوفر حاليا.
مجاملات سياسية
وبذلك، يضع سعدون خلال حديثه لـ"عربي21" ما جرى، ضمن إطار
"المجاملات السياسية"، ويقول: "لا يمكننا القول بأن سويسرا تعترف
بـ"الإدارة"".
ووفق سعدون فإنه لو كان المجتمع الدولي بصدد الاعتراف
بـ"الإدارة"، فإن من الأولى على الولايات المتحدة الداعمة الأبرز
لـ"الإدارة" افتتاح ممثلية للأخيرة في واشنطن.
وأضاف: "إلى الآن لا تعترف الدول بـ"الإدارة الذاتية"، وإنما
تتعامل معها على أنها طرف سوري محلي، رغم تقديم الدعم العسكري لها"، مشدداً على أنه
"من غير الممكن الاعتراف بـ"الإدارة" قبل تحقيق الحل السياسي، لأن
ذلك يشكل بداية تقسيم سوريا".
دعاية وتضليل
ويتفق مع سعدون، رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، عبد العزيز تمو،
ويقول لـ"عربي21": "كل ما يجري من حديث عن افتتاح قنصليات هو دعاية
وتضليل، والحقيقة أن لدى حزب "العمال الكردستاني" منظومة جمعيات خيرية
ومكاتب في أوروبا، وهذه المنظومة تقوم بافتتاح مكاتب جمعيات وتدعي أنها
ممثليات".
ويضيف تمو، أن المكاتب تنشط في مجال الثقافة وغيرها من الجوانب المتعلقة
بالثقافة الكردية، والحديث عن ممثليات هو بروباغندا لا أكثر.
وعن هدف "الإدارة" من ذلك، قال تمو: "يحاول حزب
"العمال الكردستاني" ومنظومته السورية (قسد، الإدارة الذاتية، وحدات
الحماية)، الترويج بين أنصاره أن العالم متجه للاعتراف رسمياً بتجربته، علماً أن
الحقيقة عكس ذلك".
من جانبه قلل ممثل الائتلاف السوري لدى الاتحاد الأوروبي، بشار الحاج، من أهمية
ما جرى الإعلان عنه، وقال لـ"عربي21"، إن نجاح "الإدارة
الذاتية" في افتتاح جمعية بسويسرا لا يرقى إلى أن يكون افتتاح "ممثلية".
واستدرك: "لكن يجب توجيه الاستفسار للسلطات السويسرية حول مدلولات ذلك، قبل
اتخاذ أي موقف رسمي".
من جانب آخر، انتقد الحاج ما وصفه بـ"التقصير" من جانب الائتلاف،
في موضوع افتتاح الممثليات في أوروبا وغيرها، قائلا: "يعتمد الائتلاف على
الجهود التطوعية، وربما استغلت الإدارة هذا الفراغ، لتدعي أنها تقوم بافتتاح
ممثليات لها".