في أول زيارة
لي للبرازيل عام 2009 ضمن مهام عملي مع لجنة الزكاة التابعة لشركة "مكاسب
للخدمات المالية الإسلامية" في دبي (أغلقت لاحقاً عقب الأزمة المالية في دبي
عام 2010)، من أجل تنظيم أول مؤتمر عن الاقتصاد الإسلامي في جنوب
البرازيل
والاطلاع على واقع الجالية المسلمة في البرازيل خاصة المسلمين الجدد، وأبرز
التحديات التي تواجه العمل الدعوي في البرازيل، وتقديم رؤية مستقبلية لتطوير
منظومة العمل الدعوي في البرازيل.. رصدت أهم التحديات التي تواجه المسلمين الجدد في
البرازيل على النحو التالي:
1- قلة الكتب الإسلامية المتوفرة باللغة البرتغالية بالنسبة للمسلمين الجدد أو
الراغبين في اعتناق الإسلام.
2- قلة الموارد المالية للمساجد
في البرازيل، حيث يبلغ عدد المساجد حوالي 120 مسجدا، ثلثها مغلق لقلة الموارد
المالية.
3- أكثر من يعتنق الإسلام في
البرازيل هم من النساء.
4- قلة البرامج الموجهة لمتابعة
المسلمين الجدد والعناية بهم بعد اعتناق الإسلام.
كانت الشكوى
من قلة الدعم المقدم للمسلمات الجديدات في البرازيل في مسألة تعليمهن أمور دينهن
واللغة العربية وكيفية تجويد القرآن الكريم، مع نقص شديد في الكتاب الإسلامي
باللغة البرتغالية.
فكان التفكير في
إطلاق مشروع الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية، ووضعت اللبنة الأولى لمشروع "اعرف
الإسلام" في البرازيل، الذي وصل إلى ذروة نجاحه خلال كأس العالم في البرازيل
عام 2014.
وعام
2010 تم إطلاق منح المسلمات اللاتينيات لدراسة اللغة العربية في مصر، ثم تنظيم دورة لحوالي خمس
مسلمات جديدات في كولومبيا وفنزويلا لمدة عام في مصر، ثم توقف المشروع لقلة الدعم
وانشغال كاتب هذه السطور بعمله مع قناة اقرأ. ثم عاد المشروع مجدداً في عام 2013
مع دعم قليل من شيخ في السعودية، فتم تقديم منح لمسلمات جديدات من إسبانيا
وكولومبيا والإكوادور وبولندا وأستونيا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وكوستاريكا
وبوليفيا.
ووصل المشروع
إلى ذروة نجاحه عام 2015، في الدورة الثالثة لمسلمي أمريكا اللاتينية في الأزهر، فتم
استضافة حوالي 40 مسلما جديدا قمت بترشيح حوالي 25 منهم لتلك الدورة، بينهم 14 امرأة
برازيلية مسلمة، كلهن من المهتديات إلى الإسلام، ومن بينهن أسماء بارزة، مثل:
- الأخت نيدي، أول برازيلية
مسلمة محجبة تخوض الانتخابات في ولاية ساوباولو عن حزب العمال البرازيلي، حزب
الرئيس السابق لولا دي سيلفا.
- الأخت فريدة
رحمها الله، أول برازيلية تطلق مشروعا لتوفير الحجاب والزي الشرعي للمسلمات الجديدات
في البرازيل.
- الأخت آيات،
أول فنانة برازيلية تقيم معارض لفن الخط العربي في البرازيل.
ووجهت
انتقادات حادة لي عقب انعقاد الدورة من جهات سلفية في السعودية ومصر (أبرزها من الهيئة
العالمية للتعريف بالإسلام في السعودية، التي تم حلها لاحقاً بقرار من محمد بن
سلمان ولي العهد السعودي). وكانت الانتقادات تتمحور حول كيفية دعوة حوالي 25 مسلمة
جديدة إلى مصر بدون محرم. وكان ردي عليهم بتقارير إعلامية؛ أهمها تقرير نشرته
الجزيرة نت عام 2009 حول إقبال النساء في البرازيل على اعتناق الإسلام، وتقرير
نشره مركز الجزيرة للدراسات السياسية والاستراتيجية عام 2010 حول أسباب تزايد تحول
النساء إلى الإسلام في البرازيل، والغالبية العظمى من المهتديات إلى الإسلام
والراغبات في اعتناق الإسلام يكن من عائلات كاثوليكية، ومن الصعب إيجاد محرم لهن خاصة أنهن يعانين من صعوبة العثور على زوج مسلم.
تأكد لي بعد
تلك الواقعة أن الخطاب السلفي المعاصر غير قادر على التعاطي مع قضايا المسلمين
الجدد في الغرب، ودائماً يتغافل عن التحديات الأربعة التي تواجه أي مسلم جديد سواء
في أوروبا أو الولايات المتحدة أو أمريكا الجنوبية أو أستراليا.
1- صعوبة الحصول على عمل حلال.
2- صعوبة الحصول على فرصة عمل
بالحجاب بالنسبة للمسلمات الجديدات.
3- عدم وجود مؤسسات تعمل على
التمكين الاقتصادي للمسلمين الجدد في الغرب، في ظل فتاوى سلفية تطالب المسلمين
الجدد بحتمية الهجرة من "بلاد الكفر" إلى "بلاد الإسلام"،
وندرة وجود مؤسسات إسلامية ترعى المسلمين الجدد في الدول الإسلامية، حتى السعودية
مصدر تلك الفتاوى إلى ما قبل صعود الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد.
4- التوغل الشيعي والأحمدي
القادياني في الغرب.
* باحث في
شؤون المسلمين الجدد