لا تزال الوجهة النهائية للرحلة رقم 93، يوم
11 أيلول/ سبتمبر 2001، لغزا لم تتمكن فرق التحقيق الأمريكية من حله لغاية اليوم.
وفي ذلك اليوم تمكن
أربعة خاطفين من تنظيم
القاعدة من السيطرة على
طائرة من طراز بوينغ 757 للرحلة رقم
93 لشركة "يونايتد إيرلاينز"، كانت متجهة من نيوارك بولاية نيوجيرسي إلى
سان فرانسيسكو في كاليفورنيا وعلى متنها 33 راكبا.
وبمجرد أن نجح
الخاطفون، ويقودهم اللبناني زياد جراح، في السيطرة على قمرة القيادة، حولوا مسارها
إلى العاصمة واشنطن، لكن الهدف النهائي ظل غير معلوم وتأرجح بين عدة رموز للولايات
المتحدة في العاصمة.
ولم يكن التقرير
الرسمي الصادر عن اللجنة الوطنية المكونة من الحزبين بشأن الهجمات الإرهابية على
الولايات المتحدة، والذي نُشر في عام 2004، حاسما فقد رجح أن هدف جراح كان البيت
الأبيض أو مبنى الكابيتول حيث مقر الكونغرس الأمريكي.
يبين التقرير الرسمي
أن الخاطفين كانوا يخططون بالأساس لاستهداف البيت الأبيض، على أن يكون مبنى
الكابيتول البديل في حال فشلوا في الوصول إلى هدفهم الرئيسي.
وتقول الصحيفة في
تقريرها إنه على الرغم من أن الاعتقاد السائد كان يشير إلى أن مبنى الكابيتول هو
الهدف، إلا أن حاشية غير ملحوظة في الصفحة 531 من تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر
تلقي بعض الشكوك حول هذا الافتراض.
وأشارت إلى أن اللغط
السائد حول وجهة الطائرة المختطفة شجعه على البحث أكثر، وقراءة التقارير المتعلقة
بالهجوم، والتحدث مع خبراء، وإجراء محاكاة مفترضة للرحلة المنكوبة، التي تحطمت في
حقل بولاية بنسلفانيا، على بعد أقل من 20 دقيقة طيران من عاصمة البلاد.
19 شخصا على متن أربع طائرات هاجموا الولايات
المتحدة في 11 سبتمبر 2001. ثلاث طائرات منها ضربت أهدافها في نيويورك وواشنطن،
فماذا حدث للطائرة الرابعة؟
ووفقا لتقرير لجنة 11
سبتمبر وملفات قضائية أخرى فقد استقر الخاطفون على ضرب المواقع الاقتصادية (برجي
مركز التجارة العالمي) وعسكرية (البنتاغون) وسياسية (الكابيتول أو البيت الأبيض).
في إفادتهم بشأن
الهجمات، قال عدد من المتورطين إن مبنى الكابيتول كان الهدف الرئيسي.
وقال العميل السابق في
مكتب التحقيقات الفيدرالي والخبير في مجال الإرهاب، علي صوفان، إنه متأكد من أن
الهدف الرئيس كان مبنى الكونغرس، الذي أطلق عليه الخاطفون اسم "كلية القانون".
وتنقل الصحيفة عن توم
كين، الحاكم الجمهوري السابق لنيوجيرسي الذي ترأس لجنة 11 سبتمبر، القول: "لو
تعرض مبنى الكابيتول أو البيت الأبيض للهجوم، لكان ذلك مدمرا بالنسبة للولايات
المتحدة، ليس فقط جسديا، ولكن نفسيا أيضا".
وفي سؤال عن ترجيح احتمال أن يكون الخاطفون قد خططوا لاستهداف البيت الأبيض، يقول خبير الطيران
جوناثان ستيرن خلال محاكاة للرحلة 93: "الأمر سيكون صعبا".
ويضيف: "خلال
الطيران بسرعة عالية من الصعب جدا العثور على البيت الأبيض الذي تحيط به المباني
من جميع الجهات.. من الأعلى لا يوجد ما يميزه، وهو محاط بمبان بذات الحجم".
الخلاصة التي توصل لها
ستيرن، وفقا لكاتب التقرير هو أن "ضرب البيت الأبيض بطائرة 757 سريعة الحركة
سيكون مناورة صعبة لأي طيار، ناهيك عن شخص مبتدئ عصبي المزاج مثل جراح" الذي
يعتقد أنه كان يقود الطائرة.
ويضيف: "سيكون من
الصعب جدا استهداف البيت الأبيض ومن السهل جدا استهداف مبنى الكابيتول، لأنه مرتفع
وواضح للعيان على اعتبار أن هناك مساحات فارغة حوله".