ملفات وتقارير

انتقادات لرئيس حكومة الاحتلال بعد كشفه عن عمليات للموساد

"يديعوت": التسريبات المغرضة تجرنا لأخرى كاذبة تستهدف خدمة رواية معينة- جيتي

حذرت صحيفة عبرية، من الأخطار المترتبة على التسريبات ومعارك نشر المعلومات حول العمليات التي يقوم بها جهاز "الموساد" الإسرائيلي، والتي من شأنها أن تمس بأمن "إسرائيل" على حد تعبيرها.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها المعلق العسكري، يوسي يهوشع، بعنوان "إطلاق نار داخل المجنزرة"، أن "الثرثرة والحروب السياسية بين مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت ومكتب وزير الأمن بيني غانتس، تلحق ضررا زائدا بأمن إسرائيل"، معتبرة أن ما يجري "أكثر مما ينبغي".

ونبهت إلى أن "التسريبات المغرضة تجرنا لأخرى كاذبة تستهدف خدمة رواية معينة"، منوهة إلى أن التسبب في ضرر لمسؤولين كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي "لم تعد حقا تقلق أحدا".

وأضافت: "إلى جانب هذه المعركة السياسية الزائدة، وقبل الخلاف حول قيمة نشر العملية، يوجد جوهر أيضا، فمصدر أمني رفيع المستوى، أوضح أن هذه العملية كانت استثنائية، و"بفضلها تسجل إسرائيل تقدما في محاولة لحل لغز رون أراد".

وتنبع "الأهمية الكبرى" للعملية بحسب المصدر في أنها "ساعدت أخيرا في تركيز الجهود لسنين طويلة".

وقالت "يديعوت": "رغم كل شيء، فإنه مشكوك أن تكون حاجة في أن يكشف بينيت النقاب عن عملية الموساد من على منصة الكنيست، ومن الأهمية بمكان في هذا السياق، القول، إن الازدواجية الأخلاقية تحتفل عندما كشف بنيامين نتنياهو النقاب عن عمليات ناجحة للموساد مع غاية سياسية قامت عليها المعارضة في حينه -الائتلاف اليوم - بنقد فتاك، مع مزاعم الاستخدام السياسي لمادة سرية ولأمن إسرائيل، وحل محلها صمت مطبق".

ولفتت إلى أن "رجال رئيس الوزراء يعرضون رواية مختلفة، وعلى حد قولهم، فإن كشف العملية يستهدف الامتناع عن عملية ثأر، وهي رسالة بينيت الإنسانية، في محاولة لحل قضية بشعة ترافق إسرائيل لسنوات طويلة جدا، وليست جزءا من المعركة ما بين الحروب".

وبحسب هذه الرواية، فإن "العلنية التي منحها بينيت للعملية استهدفت الإيضاح للإيرانيين، بأن هذه ليست أيضا عملية رد إسرائيلية على محاولات عمليات الثأر الإيرانية ضد إسرائيليين كما رأينا مؤخرا في قبرص وكولمبيا".

ورأت الصحيفة أن "هذه رواية غريبة جدا، لأنها لا تعني حقا رجال الحرس الثوري، وما هي الاعتبارات لتنفيذ هذه العملية أو تلك من جانب الموساد ولماذا اختطف جنرال إيراني (إذا ما كانت المنشورات الأجنبية دقيقة وإذا ما كان بالفعل اختطاف كهذا)؟".

ووصل رئيس "الموساد" الجديد دادي برنياع أمس، إلى احتفال تبديل قيادة شعبة الاستخبارات في قاعة "جليلوت"، وقال لأحد محادثيه، إنه "لم يسبق له أن وصف العملية كفشل، بل العكس".

وفي الاحتفال الذي تسلم فيه اللواء أهرون حليوة منصب رئيس شعبة الاستخبارات "أمان" محل اللواء تمير هايمن، فقد تحدث رئيس الأركان أفيف كوخافي عن "إعادة تحريك" خطط الهجوم حيال إيران، والتي جمدت في العقد الأخير".

وقال كوخافي: "الخطط العملياتية ضد النووي الإيراني ستواصل نموها وتطورها، ومهما كانت التطورات، فإن من واجبنا أن نقدم جوابا عسكريا فاعلا"، مؤكدا أن "العمليات لتدمير القدرات الإيرانية ستتواصل، في كل ساحة وفي كل وقت"، بحسب "يديعوت" التي قالت: "رغم أقوال رئيس الأركان، فإنه ينبغي لنا أن نتذكر أن تطوير خطط كهذه يستغرق زمنا طويلا، وإيران قريبة اليوم من القنبلة أكثر من أي وقت مضى".

ونوهت إلى أن "إيران حسنت في السنوات الأخيرة جدا البرنامج النووي ووزعته على منشآت مختلفة، وأن هجوما إسرائيليا مستقلا دون الأمريكان هو تحد مركب وباهظ جدا كلفته مليارات الشواكل، ومدى نجاحه موضع شك".

وكان مصدر أمني إسرائيلي، قال إن عملية جهاز المخابرات (الخارجية) "الموساد" بحثا عن الطيار المفقود رون أراد، شملت عدة دول، لم يتم ذكرها.

ونقلت القناة الإسرائيلية "12" عن المصدر، الذي لم يكشف هويته، قوله: "هذه عملية كبيرة وغير عادية لم يسبق لها مثيل، نُفذت في عدة دول، كما كان جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي شريكين فيها إلى جانب الموساد".

وأضاف المصدر، الثلاثاء: "بفضل العملية، تم الحصول على معلومات استخبارية عالية الجودة في أماكن لم تكن لدينا، ما سيسمح بتنفيذ عمليات مستقبلية، تقربنا من معرفة ما حدث لرون أراد".

 

إلا أن القناة الإسرائيلية قالت، إن "قلة قليلة من الناس يعرفون أن رئيس الوزراء سيكشف عن العملية في خطابه بالكنيست، وحتى إن وزير الدفاع بيني غانتس، لم يتم إبلاغه عن نية بينيت، إلا قبل ثوان من صعوده إلى المنصة في الكنيست".


وأضافت: "ثار جدل حول النشر والتساؤل عن سبب قرار رئيس الوزراء الكشف عن العملية السرية".

 

وتابعت القناة بأن "حاشية بينيت، مقتنعون بأن الخطوة كانت صحيحة بينما زعمت مصادر أخرى أنها كانت خطوة سياسية".

وفُقدت أثار أراد، بعد سقوط طائرته التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أثناء تنفيذه غارات على لبنان عام 1986.

وتجري إسرائيل عمليات بحث واسعة منذ ذلك الحين عن أراد، ولكنها لم تعرف مصيره، ويفترض على نطاق واسع في إسرائيل أنه لم يعد على قيد الحياة.