ساعات عصيبة تمر بها بيروت منذ صباح الخميس، مع وقوع اشتباكات عنيفة في شوارع العاصمة، وسقوط قتلى وجرحى، إثر إطلاق نار استهدف مظاهرة مناهضة للمحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت طارق بيطار.
وتخلل المظاهرة، التي دعا لها
أنصار حزب الله وحركة أمل، بمنطقة الطيونة، سماع دوي انفجار وإطلاق نار كثيف، قبل أن
يتحول المشهد إلى اشتباكات مسلحة، وسط تحذيرات من الجيش بأن وحداته ستطلق النار على
أي مسلح يتواجد على الطرقات.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي
نشر العديد من نشطاء بيروت مقاطع فيديو لأشخاص مسلحين يطلقون النيران، كما نشر آخرون
مقاطع صوتية لإطلاق نار قالوا إنها تحدث في مناطق متاخمة لهم ببيروت.
نشطاء لبنانيون أكدوا أن أولئك
المسلحين ينتمون إلى حزب الله فيما توجهت أصابع اتهام أخرى إلى الدور الإيراني وتدخلاته
في لبنان، وأكد النشطاء أيضًا أن الوضع في بيروت تحول إلى ساحة حرب وأصبح أشبه ما يكون
بمشاهد "الحرب الأهلية السوداء"، محملين حزب الله وميليشياته مسؤولية دماء
القتلى والجرحى.
كذلك عبر مواقع التواصل في أنحاء
المنطقة العربية، أعرب النشطاء عن تضامنهم وقلقهم من الأوضاع الأمنية المتردية في لبنان،
كما تداولوا صورًا لأطفال المدارس وهم مجتمعون في ساحاتها وعلى وجوههم تعابير الخوف
والفزع، مؤكدين أن تلك الاشتباكات لا بد أن تتوقف من أجل أمن وسلامة أولئك الأطفال.
نشطاء آخرون خلال تداولهم لمقاطع
المسلحين الملثمين في شوارع بيروت، وصفوهم بأنهم "الطرف الثالث" الذي يعبث
في بيروت، مذكرين بمسمى الطرف الثالث في مصر والذي استخدمه المجلس العسكري عقب ثورة
كانون الثاني/ يناير 2011 لإلقاء اللائمة عليه في كل خرق أمني تسبب في عرقلة الثورة
وصعود الثورة المضادة.
جدير بالذكر أن الحرب الأهلية
في لبنان استمرت من عام 1975 إلى عام 1990، وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ 120 ألف شخص.
كيف وصل "سويسرا الشرق" إلى العتمة.. أزمات ممتدة منذ 1975
باندورا: لبنان الأول عالميا بالتهرب الضريبي.. "الجميع متهمون"
هل يحل وقود إيران مشكلة المحروقات أم يعمق أزمة لبنان؟