جدد رئيس النظام المصري، عبد الفتاح
السيسي تعيين الدكتور محمد الضويني بمنصب وكيل الأزهر الشريف للمرة الثانية ولمدة
عام آخر اعتبارا من الجمعة 15 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ما دفع مراقبين للحديث
عن إعداد الضويني المؤيد بشدة للنظام، كبديل لشيخ الأزهر أحمد الطيب.
الضويني، عضو هيئة كبار العلماء، ولاه
السيسي منصب وكيل الأزهر، 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، لمدة عام، ويعامله معاملة
الوزير، فيما عمل الرجل كأستاذ مشارك للشريعة الإسلامية والفقه المقارن
بـ"معهد دبي القضائي" 2014 – 2016، ومنذ ذلك الحين شهد صعودا كبيرا.
ويأتي قرار مد تعيين الضويني بوكالة
الأزهر في وقت انتشرت فيه أنباء مرض شيخ الأزهر الطيب وابتعاده عن الأضواء، وغيابه
الدائم عن لقاءات السيسي ومناسبات احتفالات الدولة، بعد خلاف بدا أمام المصريين
بين الشيخ والسيسي، بشأن تجديد الخطاب الديني، وقضايا أخرى.
درجاته العلمية والوظيفية
ووفق مواقع صحفية محلية، فإن الضويني
(56 عاما) ولد بقرية "مجول" بمركز سمنود بمحافظة الغربية، 29 آذار/ مارس
1965، ونال ليسانس "الشريعة والقانون" من جامعة الأزهر 1990.
"الفقه المقارن"، كان موضوع
الماجستير عام 1995، وموضوع الدكتوراة 1998 عبر دراسة عنيت ببيان أحكام المذاهب
الثمانية ومقارنتها والترجيح بينها ثم المقارنة مع القانون الوضعي وترجيح الاتجاه
المناسب وفق مقتضيات الدليل والمصلحة.
عمل الضويني، معيدا بقسم "الفقه
المقارن" بكلية الشريعة والقانون 1991، كأولى خطواته في السلم الوظيفي
والأكاديمي، فمدرسا مساعدا بالكلية عام 1995، فمدرسا عام 1998.
غادر الضويني القاهرة إلى مسقط، للعمل
كأستاذ مساعد بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة 2002، ثم أستاذا مشاركا
بالأكاديمية (2004 – 2007)، ثم عين أستاذا مشاركا للشريعة الإسلامية والفقه
المقارن بمعهد دبي القضائي (2014- 2016).
اقرأ أيضا: لأول مرة.. شيخ الأزهر يجري حوارا إعلاميا مع إذاعة الفاتيكان
ومنذ عودة الضويني من دبي، نال 7
ترقيات علمية وأكاديمية في 4 سنوات، إذ عُين أستاذا للفقه المقارن بكلية الشريعة
والقانون بجامعة الأزهر 2017، ثم رئيسا للقسم 2018، ووكيلا للكلية 2019، ثم رئيسا
لأكاديمية الأزهر لتأهيل وتدريب الأئمة كانون الثاني/ يناير ٢٠٢٠.
الانتقالة الأهم كانت بتعيين السيسي له
وكيلا للأزهر في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وفي الشهر التالي ضمه شيخ الأزهر للجنة العُليا للإفتاء بالأزهر، والهيئة الاستشارية لوضع السياسات العامة للفتوى،
ثم في تموز/ يوليو ٢٠٢٠، عين السيسي
الضويني أمينا عاما لهيئة كبار العلماء.
الطاعة العمياء
وفي تعليقه يقول السياسي والبرلماني
المصري السابق ممدوح إسماعيل: "رغم مشاركة شيخ الأزهر انقلاب 2013، وموافقته
السيسي بمواقف كثيرة؛ إلا أن علاقتهما ليست كالمفتي شوقي علام ووزير الأوقاف في
الطاعة المطلقة للسيسي"، لافتا لخلاف السيسي والطيب حول الطلاق الشفوي.
ويشير في حديثه لـ"عربي21"،
إلى أن "مرض شيخ الأزهر وعلاجه بألمانيا، يؤكد أن السيسي يمهد لخلافة الطيب
بشخصية تتميز بالطاعة العمياء للسيسي الذي أعلن أنه مسؤول عن دين الشعب، ويخرج
على الناس بمصطلحات دينية شاذة، كادعائه الحديث مع الله تعالى".
ويؤكد أن "الضويني جرى تصعيده
بصورة لافتة في السنوات الماضية رغم وجود كفاءات علمية أزهرية أسبق وأفضل إلا أن الضويني يبدو أنه سبقهم بالولاء
المطلق للسيسي، ويبدو أنه يتم إعداده لمرحلة خطيرة لعسكرة التدين بمصر".
ويشير إلى مشاركة الضويني
بـ"المؤتمر العالمي من أجل السلام"، الذي تنظمه جمعية "سانت
إيجيديو الإيطالية" تحت شعار "الناس أشقاء"، وهي جمعية تبشيرية
كاثوليكية تستغل حاجة اللاجئين السوريين وغيرهم.
ويختم السياسي المصري بالقول:
"الشاهد أن العسكر لا يرفعون شخصا خاصة من الأزهر إلا لمخطط يخدم أهدافهم في
الحكم وضمان تبعيتهم للغرب وتسويق ظلمهم وفسادهم دينيا".
مؤشرات لافتة
وحول مؤشرات إعداد السيسي للضويني
كبديل للشيخ الطيب مستقبلا، يقول الباحث والكاتب الصحفي محمد فخري: "هناك
مؤشرات كثيرة، بينها أنه لم يمر بهذا القرار الجديد 3 أشهر على قرار السيسي بتعيين
الضويني أمينا لهيئة كبار العلماء، أعلى مرجعية علمية بمصر ولها مكانتها
العالمية".
ويضيف لـ"عربي21": "هذا الرجل
منذ تعيينه كوكيل للأزهر يجري تفويضه وتصديره وحضوره كل لقاءات شيخ الأزهر داخليا
وربما خارجيا، وينوب عن الشيخ بكثير من اللقاءات والمناسبات، كما يوضع من كافة
وزراء حكومة مصطفى مدبولي بأنشطة مختلفة ممثلا عن الأزهر ويحضر الفعاليات ومعروف
قدره بينهم".
"الضويني معروف عنه وحريص على تصدير صورة
تؤكد انتماءه للنظام وحربه على أي تيارات مناوئة له، وهذا متفق مع سياق تاريخه
العلمي كونه أحد تلاميذ أستاذ الفقه المقارن سعد الهلالي المثير للجدل، وعمل في
دبي لمدة عامين، والنظام راض عنه بشكل كامل"، يؤكد فخري.
ويوضح أن "المؤشرات تشير إلى أن
الرجل بديل معتمد لشيخ الأزهر في ما يخص المستوى الرسمي والقرارات المتتالية ودعمه
وتصديره، وما يخص وجوده وتحركاته على الأرض لأنه أصبح بصلاحيات الشيخ متحركا بزيارات للوزارات والقطاعات والمعاهد، والطيب لا يجد بدا ويدرك أنه بديل
سيخلفه".
ويلمح إلى أن "الضويني معروف عنه
أنه دائما يعلن كراهيته الشديدة لأي تيارات مخالفة للأزهر، وتحت هذا العنوان
يبدو تأييده للسلطة بشكل دائم، ولا يجد حرجا في الإعلان عن ذلك بالمحاضرات
واللقاءات التي يُدعى لها بمختلف الوزارات".
ويرى الباحث المصري أنه إذا "قُدر للضويني
خلافة الطيب سنصبح أمام مختار جمعة (وزير الأوقاف) جديد، على رأس الأزهر؛ ولكن
بشكل أكثر تحفظا ورزانة"، لافتا إلى أن "النظام أمم الأوقاف والإفتاء،
ومع الأزهر حاول معالجة الأمور بحرص".
ويتابع: "صحيح أن شيخ الأزهر لم يكن معارضا
ولكنه لم يكن مؤيدا، خاصة بقضايا المسائل الشرعية والأحوال الشخصية وتجديد الخطاب
الديني، ولأن الطيب تحصن حينها بهيئة كبار العلماء، فإذا بالسيسي يُدخل الضويني
بالهيئة ويجهزه كشيخ للأزهر".
ويختم بالقول: "نحن أمام شيخ معد يسير على
هوى النظام لأنه لن يعد من يعارضه".
ظهور إماراتي
وبالبحث عن أخبار الضويني عبر شبكة
الإنترنت، يبدو له حضور واسع في مؤتمرات وزارة الشباب والرياضة، ومؤتمرات نظمها
المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ووزارة الأوقاف والأزهر الشريف ومعاهده وكلياته.
إلا أن المثير هو حجم التعاون الكبير
بين الضويني والسفارة الإماراتية في القاهرة، التي نشرت في 11 تشرين الأول/ أكتوبر
الجاري خبر لقاء الضويني، رئيس الشؤون الإعلامية والدبلوماسية صالح جمعة السعدي،
لتجهيز مكتبة الأزهر الممولة إماراتيا قبل افتتاحها الرسمي.
وفي ٩ حزيران/ يونيو الماضي، أعلنت
السفارة الإماراتية بالقاهرة عن لقاء سفير أبوظبي والمندوب الدائم بالجامعة
العربية وكيل الأزهر الضويني ورئيس جامعة الأزهر لبحث التعاون في مجال التعليم
الجامعي والدراسات العليا.
ماذا وراء دعوة السيسي الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال؟
وفد مصر بواشنطن.. دعم لملف الحقوق أم تبييض لوجه النظام؟
السيسي يأمر بهدم مخالفات نهر النيل.. ماذا عن نوادي الجيش؟