جذب مؤتمر استقرار ليبيا المنعقد في العاصمة طرابلس الأنظار إليه لحضور وفود تمثل 27 دولة منها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وكذلك وزراء خارجية دول الجوار و4 منظمات إقليمية ودولية.
وطرح حضور الدول التي كانت حليفة يوما ما للواء الليبي، خليفة حفتر وداعمة لمشروعه مثل مصر والسعودية والإمارات وفرنسا الكثير من الأسئلة حول دلالة حضورها بقوة إلى طرابلس وتأييد حكومة الدبيبة وامتناعها عن ترديد شعارات محاربة الإرهاب ودعم قيادة الجيش وغيرها.
وكان وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والإمارات وفرنسا من أوائل الحضور إلى طرابلس للمشاركة في مؤتمر استقرار ليبيا الذي تنظمه وترعاه الحكومة الليبية، ليبقى السؤال: هل هو تخل واضح عن حفتر ومشروعه حاليا أم حتى حال ترشحه للانتخابات؟
"البحث عن بديل"
من جهته، رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "الدول المناصرة لمشروع حفتر أدركت مؤخرا أنها راهنت على جواد خاسر ولعلها تضطر لتغيير تكتيكاتها والتخلي عن الرجل "العجوز" الذي يحتاج إلى مخرج يحفظ ماء الوجه، وربما سيغير هؤلاء الحلفاء رهانهم إلى شخصية أخرى تحقق لهم الحد الأدنى من مصالحهم كون حفتر لن يفوز في انتخابات حرة ونزيهة".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "حفتر الآن أصبح عبئا ثقيلا مثقلا بالجرائم والمقابر الجماعية وقريبا بالقضايا المحلية والدولية، وبالرغم من أن هذه المؤتمرات لا تضمن التزام الدول الحاضرة بما يتم الاتفاق عليه إلا أن هذا الحدث الدولي له مدلول مباشر عن الاستقرار الذي تنعم به العاصمة وأن الادعاءات والذرائع التي يسوقها حفتر ومناصروه صارت خارج التاريخ"، حسب رأيه.
اقرأ أيضا: هل ينجح مؤتمر "استقرار ليبيا" في حلحلة أزمات البلاد
"رهان على الرئيس القادم"
في حين أشار عضو مجلس الدولة الليبي ومستشار فريق الحوار، علي السويح إلى أنه "تأكد وبكل وضوح لهذه الدول التي كانت حليفة لحفتر يوما ما ولغيرها أيضا أنه لا يمكن المراهنة على شخص بذاته للفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة وبالتالي لا يمكنها المجازفة بالابتعاد عن شخصيات أخرى قد تكون حظوظها أكبر".
وأوضح خلال تصريحه لـ"عربي21" أن "هذه الدول تأكدت أيضا أن أغلب الشخصيات الليبية المرشحة للانتخابات متوافقة على محاربة الإرهاب والتطرف ولم يعد الأمر حكرا على طرف بعينه، وهذا ما يهمها لذا فهي ليست مجبرة على الرهان على حفتر، وبالتالي تأكدوا أن الطريق الصحيح هو دعم العملية السياسية ودعم الاستقرار في ليبيا لكسب أي طرف يصل إلى رئاسة البلاد وهذا الأهم والأضمن لمصالحهم"، كما قال.
"دور مصر أهم"
الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط رأى أن "المؤتمر وحضور هذه الدول سواء الحليفة لأطراف بعينها في ليبيا أو لا، يحمل رسالة هامة وواضحة وهي أهمية المسار السياسي واستئنافه من جديد وإنهاء مرحلة الحلول العسكرية، وأنه على كل الأطراف في ليبيا حسم موقفها من الانتخابات ومن يريد الحرب والمسار العسكري سيكون بمثابة انتحار له".
اقرأ أيضا: انطلاق مؤتمر "استقرار ليبيا".. الانتخابات والمرتزقة أبرز ملفاته
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن "هذا المحفل الدولي لا يستهدف طرفا بعينه مثل "المشير حفتر" لكنه قد يستهدف المعرقلين للتسوية السياسية وسيضع أي معرقل سواء كان سياسيا أو عسكريا أو تشريعيا في مواجهة المجتمع الدولي الذي أجمع خلال حضوره في طرابلس على دعم التسوية السياسية وفقط"، حسب قوله.
وتابع: "حفتر أو عقيلة صالح أو غيرهم عليهم أن يواكبوا المسار السياسي والانتخابات إذا أرادوا الترشح لكن لا عودة للمسار والحلول العسكرية، والمهم من هذه الدول "مصر" وهي اختارت الآن دعم العملية السياسية كون هذا يعود عليها في الحفاظ على أمنها القومي وهذا يختلف عن مصالح الإمارات والسعودية في ليبيا".
تقرير: السعودية والإمارات.. زعامة اقتصادية لا تقبل القسمة
الحكومة اليمنية تهاجم طهران بعد تصريحات لمسؤولين إيرانيين
مظاهرات حاشدة تأييدا للدبيبة وحكومته.. هل يترشح للرئاسة؟