دعت منظمة سام للحقوق والحريات، إلى فتح تحقيق دولي يسلط الضوء على ما يعانيه المعتقلون والمخفيّون قسراً في السجون اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعد الإعلان عن وفاة أحد المعتقلين في سجن الأمن الرئاسي بالعاصمة صنعاء كان معتقلا منذ خمسة أعوام.
وذكرت المنظمة في بيان لها اليوم الخميس، أرسلت نسخة منه إلى "عربي21"، أن المعتقل "عبد المجيد علوس" توفّي أول أمس الثلاثاء في سجن الأمن السياسي الخاضع لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء بعد خمس سنوات من الاعتقال الانفرادي في أحد الزنازين، بسبب الإهمال الطبي الذي أدّى إلى إصابته بنوبة قلبية ما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات.
وقال توفيق الحميدي رئيس "سام": "إنّ المعلومات التي جمعتها المنظمة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنّ الأفراد المسؤولين عن إدارة السجون التابعة لمليشيا الحوثي استخدمت القوة المفرطة والتعذيب والإهمال الطبي المتعمد دون الأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية للمعتقلين والموقوفين، الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً ومقلقاً لقواعد القانون الدولي التي جرّمت التعذيب وغيره من الممارسات غير القانونية".
ودعت "سام" الحوثي إلى وقف هذه الممارسات والإفراج عن المعتقلين دون قيد أو شرط، مشيرة إلى مجموعة من الشهادات التي قامت بجمعها؛ أظهرت استخدام الحوثي للقوة المفرطة تجاه المعتقلين.
وذكر بيان المنظمة أن عبد المجيد علوس، اعتقل في 17 آذار (مارس) 2016 وهو خارج من صلاة الظهر من "مسجد القاسمي" في صنعاء القديمة، تحت تهديد السلاح من قبل أفراد في جهاز الأمن السياسي، بلباسٍ مدني، بتهمة التخابر مع العدوان، وأخفي قسراً لمدة شهرين قبل أن تعرف أسرته مكان إخفائه، وكان يُسمح لأفراد أسرته بزيارته مرتين ولكن مُنعت الزيارة عنه نهائيا من شهر رمضان الماضي.
وبحسب شهادات فإن علوس، الذي قارب السبعين من العمر، تعرض لتعذيب شديد في سجن الأمن السياسي، كالحرق والضرب المبرح في كل جسمه.
ونقل بيان "سام" إفادة صحفي ومعتقل سابق مع علوس في سجون الحوثي أكد فيها، أن عناصر الحوثي كانوا يضعون علوس في السجن الانفرادي وكان يعامل معاملة غير إنسانية، كما أنه تم حرمانه مرات عديدة من علاجه؛ حيث كان يعاني من الضغط والسكر".
وأضاف: "لقد وضعه الحوثيون في زنزانة مع شخصيات متشددة يتهمونه بأنّه مرتد وكافر وملحد فيضربونه لذلك. ولا يزال المشهد أمامي عندما قام أحد عناصر الحوثي بضربه أمام السجناء وعمي عبد المجيد علوس يقول له: (أنا بمنزلة والدك) لكنّه لم يهتم ولم يتوقف، بل حرمه من الزيارات لمرات عديدة".
يشار هنا إلى أن عبد المجيد علوس، مخترع يمني وقد تم الحكم عليه بالإعدام من قبل ما تسمى المحكمة الابتدائية المتخصصة بصنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتمّ تأييد حكم الإعدام من قبل الشعبة الاستئنافية الجزائية المتخصصة بصنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية يوم الاثنين 10 تموز (يوليو) 2017، بسبب رفضه تطوير الدرون (الطائرة بدون طيار) لأغراض عسكرية لصالح الحوثيين، حيث حاولت المليشيا الضغط عليه وتعذيبه لكنّه رفض التعاون معهم.
ولفت بيان "سام" الانتباه إلى تقرير سابق للمنظمة بعنوان "الموت البطيء" استعرضت من خلاله وعبر عشرات الشهادات والقصص التي جمعتها ممارسات عناصر الحوثي تجاه المعتقلين لديها في سجونها والتي تضمنت: التعذيب والتهديد والإهمال الطبي والعزل الانفرادي وغيرها، ما أدّى إلى وفاة عشرات الأشخاص داخل تلك السجون دون عرضهم على الجهات القضائية.
وذكرت "سام" أن أكثر من 150 معتقلاً في سجون الحوثيين يعانون من أمراض مختلفة، وأكدت أنّ عناصر الحوثي تتعمد استخدام المرض كنوع من التعذيب الجسدي.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي للتحرك الجدّي والحقيقي ووقف ما يحدث من انتهاكات مروعة وفظيعة داخل سجون الحوثي، مشددة على أن الدور السلبي للجهات الدولية أعطى الحوثيين الضوء الأخضر للاستمرار بانتهاكاتها، الأمر الذي يوجب على تلك الجهات التحرك الفعلي لحماية المعتقلين والأفراد هناك والعمل على تقديم المخالفين للعدالة الجنائية جزاء ما ارتكبوه من انتهاكات.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من سكانه البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، منذ مارس/ آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
إقرأ أيضا: رئيس شورى اليمن يهاجم "دولا شقيقة" ويتهمها بتقسيم بلاده
منظمة حقوقية تدعو لتحقيق دولي بمقتل متظاهري السودان
إضراب متواصل لـ5 أسرى.. وحياة الأسير "الفسفوس" في خطر
منظمة حقوقية: مذكرة التوقيف ضد المرزوقي مؤشر خطير