من الجبهات الأكثر توترا لدى الاحتلال
تبرز الحدود الشمالية مع لبنان، حيث تتنامى قدرات حزب الله العسكرية والقتالية،
بالتزامن مع مزاعم إسرائيلية عن بناء حماس لفرع لجناحها العسكري في لبنان، وتجنيد
عدة مئات من اللبنانيين وتدريبهم على إنتاج الصواريخ، وسط مخاوف إسرائيلية عن تدخل
هذا الفرع العسكري خلال المواجهة القادمة مع غزة.
في الوقت ذاته، فقد كثف جيش الاحتلال
مؤخرا من عملياته المتمثلة بظهور فصيل الحوامات التابع لفرقة الجليل، الذي يقوم
بمطاردات من الجو لتتبع عناصر حزب الله عن كثب، وليس فقط التصوير الفوتوغرافي وجمع
المعلومات.
أليئور ليفي خبير الشؤون الفلسطينية
زعم في تقريره بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "السنوات
الأخيرة شهدت إنشاء حماس بصورة سرية لفرع جديد لذراعها العسكري في لبنان، مصمم
لإنشاء جبهة أخرى ضد إسرائيل، في حالة حدوث مواجهة عسكرية مع غزة، وقد بدأت بواكير
عملها بإطلاق الصواريخ خلال حرب غزة الأخيرة، حيث أطلقوا صواريخ باتجاه
الشمال".
وأضاف أنه "تم اتخاذ قرار إنشاء
الفرع الشمالي للجناح العسكري لحماس في 2014، عقب حرب الخمسين يوما، حين وجدت
قيادة حماس نفسها وحيدة في غزة خلال المعركة ضد إسرائيل، دون مساعدة عسكرية
خارجية، مما مهد الطريق لتأسيس قوة عسكرية على الأراضي اللبنانية، تكون جزءا لا
يتجزأ من الحركة، وخاضعا لها، وفي المرحلة الأولى، تقرر بناء قوة عسكرية تهدف
لمضايقة إسرائيل من خلال إطلاق الصواريخ من لبنان، ومن ثم خلق ساحة أخرى
لها".
ما زلنا في المزاعم الإسرائيلية التي
لا يتوفر إثبات لها، لكنها تقدر أن حماس تعتقد أن هذا الفرع العسكري الجديد من
شأنه أن يسمح بتشتيت انتباه إسرائيل في أثناء الصراع في غزة، ولذلك قررت إنشاء القوة
العسكرية الجديدة، وتجنيد نشطاء فلسطينيين مرتبطين بها، ويعيشون في لبنان، ويقدر
عددهم بالمئات، يعملون سرا، تحت غطاء مدني، صحيح أن الفرع الجديد يتمركز في مدينة
صور الآن، لكن يبدو أن لديه قواعد نشاط في أماكن أخرى من لبنان أيضا.
اقرأ أيضا: "هآرتس": سياستنا الفاشلة مع حماس لن تجدي نفعا ضد إيران
تتحدث المحافل الاستخبارية الإسرائيلية
أن الهيكل التنظيمي للفرع العسكري الجديد لحماس في لبنان، هرمي ومنظم، ورغم اتصاله
بحماس في غزة، لكنه يتلقى الأوامر من قيادة حماس في الخارج فقط، وهي تسعى لأن
يمتلك الفرع الجديد في المستقبل وسائل أكثر تقدما مثل الطائرات بدون طيار، ولذلك
يتمركز قلق إسرائيل الرئيسي اليوم بإطلاق عدد كبير من الصواريخ من الفرع الشمالي
خلال تصعيد عسكري في غزة، مما قد يتطلب ردا إسرائيليا قويا في لبنان، وقد يجر حزب
الله للمواجهة، رغم أنهما ليسا مهتمين بها على الإطلاق.
في الجبهة ذاتها، تزعم الأوساط
العسكرية الإسرائيلية أن حزب الله بات يتعرض لهجمات إسرائيلية بالطائرات المسيرة،
وهي أول وحدة قتالية على الحدود اللبنانية، ولما يقرب من أربعة أشهر، بدت الحدود
اللبنانية، وكأنها قطاع أشباح بلا جيش، حيث لم تُشاهد أي مركبة عسكرية على تلك
الحدود، خشية من هجوم انتقامي من قبل الحزب؛ ردا على مقتل أحد كوادره في استهداف
لإحدى شحنات السلاح قرب دمشق، حيث انتشرت عشرات الخلايا المسلحة في القطاعات كافة.
يوآف زيتون المحلل العسكري، في صحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكر في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "الجيش
الإسرائيلي دفع بقواته من مختلف المحاور الخفية والنقاط المموهة، وقام الجنود
بتشغيل طائرات مسيرة لمسح المنطقة دون تعريضهم للخطر، ولذلك فشلت محاولات الحزب
العديدة لضربهم".
وأضاف أن "الاستعدادات العملية
لأيام القتال والحرب القادمة يقوم بها عشرات المقاتلين في وحدة الطائرات المسيرة،
التي تعمل على تركيز بنك الاستهداف، ويتم تحديثه باستمرار، ونقل عن قائد الوحدة
ميتار كادوش أن مهامهم العملياتية تستغرق فترة طويلة، أكثر من مجرد التوثيق
والتصوير، حيث يمكن القيام بمجموعة متنوعة من العمليات باستخدام المسيرات، عبر
فريق مخصص من المقاتلين للقيام بأنشطة عملياتية حساسة مع وحدات النخبة".
تتحدث المحافل العسكرية الإسرائيلية أن
وحدة المسيرات متصلة بأنظمة يمكنها اكتشاف الحالات المريبة على الأرض، والأهداف
التي تتم مراقبتها باستمرار، خاصة على الحدود، كي تكون قريبة من بؤرة الحادث
لتغطيتها بشكل أفضل، والسماح للطائرة الشراعية بالمسح والمطاردة في بعض الأحيان
حتى أعماق الأراضي اللبنانية، وأحيانا أخرى تفصل بضع مئات من الأمتار فقط بين
الأراضي اللبنانية والمنازل الإسرائيلية في المستوطنات المجاورة للجدار، وأحيانا
أقل من ذلك.
أكثر من ذلك، ولعل ما يزيد من خطورة
وحدة المسيرات، أن جيش الاحتلال يلجأ إليها لأنه يعمل أحيانا في أماكن لا يمكن
إرسال الجنود إليها، خشية تكرار عملية اختطاف الجنديين في 2006، لكن الواضح أن
الجيش يخوض معركة مزدوجة، في ظل أن الحزب يستخدم هو الآخر طائرات بدون طيار لجمع
المعلومات عن إسرائيل، رغم أنه يتم إسقاطها أحيانا داخل الحدود، مقابل إسقاط
الطائرات الشراعية التابعة للجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية.
هآرتس: اقتراح جديد بشأن صفقة تبادل مع حماس قد يؤدي لانفراجة
هآرتس: سيف القذافي قاد علاقات والده السرية مع إسرائيل
تقييم إسرائيلي متشائم بعد مضي 6 أشهر على حرب غزة الأخيرة