لفتت الأنظار تلك الحفاوة الكبيرة التي حظي بها الشيخ رائد صلاح لحظة استقباله من أهله وإخوانه ومحبيه وهو يعانق الحرية مجددا، يوم الاثنين الماضي (13 كانون الأول/ ديسمبر 2021)، بعد 17 شهرا من الاعتقال.
ذلك الاستقبال وصداه عبر الفضاء الأزرق، والفرحة التي رسمها على الوجوه داخل فلسطين وخارجها لمجرد رؤية ابتسامة الشيخ رائد، تؤكد الرمزية والمكانة الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ، والتي ساهم اعتقال الشيخ والتضييق عليه بزيادتها بدلا من التقليل منها كما كان يسعى نتنياهو ومن معه في تلك الفترة. وها هو الآن قد خفت صيت نتنياهو وغاب صوته، بينما صدح صوت رائد صلاح من جديد مع عزيمة أكبر وصلابة أشد.
ولو عدنا إلى الوراء قليلا لأمكن لنا تحديد اللحظة الفارقة بمسيرة حارس الأقصى الشيخ رائد صلاح، حين دعا عام 1989 للمجتمع العصامي المستقل عن المؤسسات الإسرائيلية، وتوج ذلك لاحقا برفض دخول الحركة الإسلامية في الداخل بانتخابات الكنيست. وشكل هو وإخوانه (كمال الخطيب وسليمان اغبارية وغيرهما) بوتقة جديدة لعمل الحركة الإسلامية شمال البلاد؛ تعطي أولوية للمسجد الأقصى وترفض سقف الكنيست لعملها وتهتم بالاستقلال العصامي عن أجهزة دولة الاحتلال قدر الإمكان.
الشيخ رائد صلاح كسب بهذا الحضور وتلك الهمة والمبدئية ثقة أهالي بلدته "أم الفحم" التي سماها "أم النور" رئيسا للبلدية لثلاث دورات حتى قرر الاستقالة عام 2001، والتفرغ للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس والاهتمام بتشكيل جمعيات ومؤسسات مجتمع مدني لتلك الغاية.
لا يمكن لأي مهتم بملف القدس والمقدسات أن ينسى الدور الكبير الذي لعبه الشيخ صلاح عام 2017؛ في إسقاط مشروع البوابات الإلكترونية التي كانت حكومة نتنياهو تحاول فرضها على مداخل المسجد الأقصى، كذلك الدور الفاعل للشيخ وإخوانه بإطلاق مشروع "البيارق" لتسيير حافلات من اللد والرملة والناصرة وغيرها من المدن في الداخل؛ إلى الأقصى للصلاة فيه والتواجد الدائم منها لجهود تفريغه لتسهيل اقتحامه من المستوطنين.
الجميل إلى جانب ذلك الجبل الأشم الذي تراه بشخصية وحضور الشيح صلاح، أنك تجد شخصا في قمة التواضع يحب أن يرسم بريشته لوحات فنية جميلة كلما وجد وقتا لذلك، ويفضل أن يصنع بنفسه ما يجيد من طعام لتكريم ضيوفه وأهل بيته، ويجد متعة كبيرة حين يقرر السجان تقييد حريته، حيث الخلوة التي ينتظرها للجلوس مع كتاب الله عز وجل وإكمال مؤلفاته وكتبه، ولسان حاله كما قال ابن تيمية: إن سجني خلوة.
ينبغي على أمتنا أن تعطي الشيخ رائد صلاح وأمثاله التقدير اللازم والاهتمام اللائق وهم أحياء، قبل أن نفقدهم - لا قدر الله - ذات يوم ثم نلوم أنفسنا على ذلك. لقد أحسن كثيرون منا في تقدير شخصيات فلسطينية وعربية وإسلامية ذات مكانة وحضور بعد وفاتها، ولكن الأولى القيام بذلك وهم أحياء لإسنادهم وتشجيع غيرهم على الاقتداء بهم والتعلم منهم لإكمال طريقهم من بعدهم.
حفظ الله الشيخ رائد صلاح وإخوانه، وهم يدافعون عن الأمة بأسرها في هذا الطريق.
ذلك الاستقبال وصداه عبر الفضاء الأزرق، والفرحة التي رسمها على الوجوه داخل فلسطين وخارجها لمجرد رؤية ابتسامة الشيخ رائد، تؤكد الرمزية والمكانة الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ، والتي ساهم اعتقال الشيخ والتضييق عليه بزيادتها بدلا من التقليل منها كما كان يسعى نتنياهو ومن معه في تلك الفترة. وها هو الآن قد خفت صيت نتنياهو وغاب صوته، بينما صدح صوت رائد صلاح من جديد مع عزيمة أكبر وصلابة أشد.
ولو عدنا إلى الوراء قليلا لأمكن لنا تحديد اللحظة الفارقة بمسيرة حارس الأقصى الشيخ رائد صلاح، حين دعا عام 1989 للمجتمع العصامي المستقل عن المؤسسات الإسرائيلية، وتوج ذلك لاحقا برفض دخول الحركة الإسلامية في الداخل بانتخابات الكنيست. وشكل هو وإخوانه (كمال الخطيب وسليمان اغبارية وغيرهما) بوتقة جديدة لعمل الحركة الإسلامية شمال البلاد؛ تعطي أولوية للمسجد الأقصى وترفض سقف الكنيست لعملها وتهتم بالاستقلال العصامي عن أجهزة دولة الاحتلال قدر الإمكان.
الشيخ رائد صلاح كسب بهذا الحضور وتلك الهمة والمبدئية ثقة أهالي بلدته "أم الفحم" التي سماها "أم النور" رئيسا للبلدية لثلاث دورات حتى قرر الاستقالة عام 2001، والتفرغ للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس والاهتمام بتشكيل جمعيات ومؤسسات مجتمع مدني لتلك الغاية.
لا يمكن لأي مهتم بملف القدس والمقدسات أن ينسى الدور الكبير الذي لعبه الشيخ صلاح عام 2017؛ في إسقاط مشروع البوابات الإلكترونية التي كانت حكومة نتنياهو تحاول فرضها على مداخل المسجد الأقصى، كذلك الدور الفاعل للشيخ وإخوانه بإطلاق مشروع "البيارق" لتسيير حافلات من اللد والرملة والناصرة وغيرها من المدن في الداخل؛ إلى الأقصى للصلاة فيه والتواجد الدائم منها لجهود تفريغه لتسهيل اقتحامه من المستوطنين.
الجميل إلى جانب ذلك الجبل الأشم الذي تراه بشخصية وحضور الشيح صلاح، أنك تجد شخصا في قمة التواضع يحب أن يرسم بريشته لوحات فنية جميلة كلما وجد وقتا لذلك، ويفضل أن يصنع بنفسه ما يجيد من طعام لتكريم ضيوفه وأهل بيته، ويجد متعة كبيرة حين يقرر السجان تقييد حريته، حيث الخلوة التي ينتظرها للجلوس مع كتاب الله عز وجل وإكمال مؤلفاته وكتبه، ولسان حاله كما قال ابن تيمية: إن سجني خلوة.
ينبغي على أمتنا أن تعطي الشيخ رائد صلاح وأمثاله التقدير اللازم والاهتمام اللائق وهم أحياء، قبل أن نفقدهم - لا قدر الله - ذات يوم ثم نلوم أنفسنا على ذلك. لقد أحسن كثيرون منا في تقدير شخصيات فلسطينية وعربية وإسلامية ذات مكانة وحضور بعد وفاتها، ولكن الأولى القيام بذلك وهم أحياء لإسنادهم وتشجيع غيرهم على الاقتداء بهم والتعلم منهم لإكمال طريقهم من بعدهم.
حفظ الله الشيخ رائد صلاح وإخوانه، وهم يدافعون عن الأمة بأسرها في هذا الطريق.
شارك
المزيد حول هذا الموضوع
حانوكا الإماراتي وهتكفاه الإسرائيلي
14-Dec-21 06:59 PM
أربع عقبات أمام العمل لفلسطين في بريطانيا
01-Dec-21 03:52 PM
ألفاظ التضامن مع فلسطين وأفعال التحالف مع إسرائيل
30-Nov-21 12:13 AM
المزيد من هذا الكاتب
