رغم قوة العلاقات بين دولة الاحتلال وبين أريتريا، فإن الأخيرة ولأسباب
غير واضحة حتى الآن، ترفض الموافقة على استقبال السفير الإسرائيلي الذي اختارته تل
أبيب، ويمر اليوم عام ونصف فيما لا تزال السفارة الإسرائيلية في أسمرة فارغة من الموظفين
والدبلوماسيين، وتواصل وزارة الخارجية دفع عشرات الآلاف من الدولارات إيجارات
ورواتب، دون وجود بصيص أمل، على الأقل حتى الآن، لكي تستأنف السفارة أنشطتها العادية
هناك.
إيتمار آيخنر الكاتب السياسي الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"،
كتب تقريرا ترجمته "عربي21" جاء فيه أنه "حتى نيسان/ أبريل 2020، كان
ضابط أمن السفارة هو الممثل الإسرائيلي الوحيد في أريتريا، ومن وجهة نظر سياسية لم
تحط طائرة في مطار بن غوريون منذ فترة طويلة تقل كبار المسؤولين في أريتريا، رغم أن
إسرائيل تستأجر ثلاثة عقارات شاغرة في الدولة الأفريقية، وهي: مقر السفارة، وبيت السفير،
وبيت المقر، وتوظف السفارة عمالاً محليين، بما فيهم حراس أمن، لكن معظمهم يجلسون في
منازلهم، باستثناء عدد قليل من الحراس".
وأضاف أن "اثنين من الموظفين فقط، وهما سكرتير السفير والسائق،
يقومان بأعمال إدارية، مع العلم أنه في وقت مبكر من تموز/ يوليو 2020، وافقت الحكومة
الإسرائيلية على تعيين إسماعيل خالدي، أول دبلوماسي بدوي، سفيرا لها في أريتريا، ومع
ذلك، فقد تأخرت الموافقة على التعيين من قبل الأريتريين دون تفسير، وفي غضون ذلك فإن
الخالدي يعمل في مقر وزارة الخارجية في تل أبيب بوصفه سفيرا غير مقيم".
وترددت تكهنات بأن الأريتريين يتهمون تل أبيب بمساعدة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تقاتل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي
أحمد، وهناك رأي إسرائيلي آخر يتمثل في أن الأريتريين وضعوا تل أبيب في سلة واحدة مع
واشنطن، التي لم يكن لها سفير لدى أريتريا منذ 12 عامًا، لكن لا يوجد تفسير حقيقي للسلوك
الأريتري الذي يقترب من الإذلال للإسرائيليين، رغم أن أريتريا لها سفارة في تل
أبيب، وتتعامل مع عشرات آلاف المهاجرين الأريتريين غير الشرعيين.
في الوقت ذاته، أرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخرا دبلوماسيا
كبيرا من شعبة أفريقيا إلى أسمرة لمحاولة مخاطبة الأريتريين، لكن التجربة لم تنجح،
وما زالوا يقفون عند موقفهم الرافض، حتى إنهم، وفق وصف مصدر إسرائيلي منخرط في العلاقات
الإسرائيلية الأريترية، يظهرون مثل "الجدار الذي لا يمكن تحريكه".
ويزداد القلق الإسرائيلي من هذه الأزمة في أن أريتريا تحوز كثيرا
من المصالح الأمنية لإسرائيل في منطقة القرن الأفريقي، وهي مكان استراتيجي تمتلك فيه
تل أبيب قواعد استخبارات بحرية وغواصات، لكن أريتريا تصوت بانتظام ضد إسرائيل في الأمم
المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، وكانت من بين أشد المعارضين لعودة إسرائيل كمراقب
في منظمة الوحدة الأفريقية.
معارضون لبينيت يصفون حكومته بالخطر على "اليهودية"
يديعوت: التنسيق مع السلطة أداة جيدة لوقف العمليات الفردية
مسؤولون إسرائيليون: الغطرسة والغرور إزاء إيران نتاجهما الفشل