رسوم كاريكاتيرية في رام الله حول ياسر عرفات تثير جدلا

سحب متحف ياسر عرفات، رسوما للرئيس الراحل، بعد أن أثارت جدلا ورفضا واسعا في الأوساط الفلسطينية.

وأظهرت الصور التي تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تكبير أنف عرفات وشفتيه بشكل لافت، مع تغييرات على الوجه، ما أثار موجة من الغضب بسبب ما وصف بـ"تشويه رمز وطني"، وكان قد شارك رئيس الوزراء محمد اشتية في افتتاح المتحف.

وقال المتحف: "قمنا بمراجعة كل الرسومات المعروضة، وأزلنا منها ما لم يلق تفهماً من الرأي العام الفلسطيني".

وأشار المتحف إلى أن الرسوم المعروضة "تمثل وجهة نظر راسميها من مختلف الدول، من منظورهم الخاص (...) في كيفية دعمهم للقضية الفلسطينية، ومُناصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتم رسم شخصية أبي عمار من منظورهم الفني والثقافي والاجتماعي الخاص بهم. فبعضهم رآه بمنظار صيني، وآخر جنوب إفريقي، وآخر برازيلي.. وهكذا، وجميعهم من منظار تضامني معنا".

وأكد أن ما نشر بالمعرض لا يمس شخصية ورمزية ياسر عرفات، مشيرا إلى أن "فن الكاريكاتير من الفنون الجدلية والإبداعية".

حركة فتح (إقليم رام الله والبيرة) طالبت، مؤسسة ياسر عرفات بالاعتذار عن الرسومات المسيئة للرئيس الراحل ياسر عرفات.

وقالت حركة فتح في بيان صحفي: "إن مـا شـاهدناه مـن صـور ورسومات مسيئة لرمزيـة ياسر عرفات وشخصيته الثوريـة هـو أمـر مرفوض، وإن أي مساس برمزيـة ياسر عرفات هو إساءة لكـل أبنـاء حركـة فـتـح والشعب الفلسطيني".

وتابعت الحركة "بناء على ذلك، فإننا نطالـب مؤسسـة ياسر عرفات بإزالـة كـل الصـور المسيئة لشخصية ياسر عرفات الثوريـة ورمزيتـه النضالية فـورا، والاعتذار عـن ذلـك، وإلا فإننـا سنضطر لإزالـة هـذه الصـور بأيدينا مـع تحميـل المسؤولية لمن أعطى التعليمات بتنظيم هذا المعرض".

وأظهر مقطع فيديو، كوادر من حركة فتح في رام الله وهم يزيلون الرسوم الكاريكاتيرية من المعرض.

 — Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 24, 2022

وأعلن اتحاد المعلمين في الضفة الغربية تعليق الدوام اليوم في المدارس بعد الحصة الرابعة، رفضا لنشر الرسوم المسيئة لعرفات.

وكتب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء توفيق الطيراوي، على صفحته في "فيسبوك": "الخزي والعار لمنظمي المعرض الجريمة في متحفه الذي ما زال يحوي كوفيته وسلاحه ورائحته، ويشهد على فعله الوطني المقدس".

واعتبر الطيراوي "إقامة هذا "المعرض المعيب" جريمة تستوجب كواجب وطني "محاسبة القائمين عليه، وطردهم من المؤسسة والمتحف فورا"، مطالبا بتقديمهم للمحاكمة بتهمة الإساءة لصورة ورمزية عرفات.

وطالب الطيراوي رئيس السلطة محمود عباس، بإقالة المسؤولين عن متحف ياسر عرفات ومؤسسته، كإجراء أولي مقدمة لمحاكمتهم.

وهاجم ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات السابق وابن شقيقة عرفات في منشور له على صفحته في موقع فيسبوك المؤسسة.

وقال: "إن مؤسسة ياسر عرفات ومتحفها قد تم اختطافهما وانتزاعهما بالقوة من المسؤولين عنهما وذلك من خلال انتهاك قوانين ولوائح المؤسسة بشكل كامل"، بحسب وصفه.

ووصف القدوة، القائمين على إدارة المؤسسة بـ "غير الشرعيين، ولا يمكن أن يكونوا أمينين عليها وهو ما بات واضحا فيما سمي بمعرض الكاريكاتير الذي افتقد للرؤية والمعايير والتمثيل الأمين للزعيم الراحل".

وتابع: "إن ما حدث يتخطى في خطورته الإساءة للقائد الرمز ومكانته وإثارة غضب أبناء شعبنا في الوطن والشتات والمنافي، بل هو إمعان في الحط من قيمة ومكانة ودور هذه المؤسسة التي كانت أمينة وحريصة على إرث الياسر ورسالته".

وختم بالقول: "تراث ياسر عرفات وسيرته للأسف ليسا بأمان وهذا ليس بالصدفة وهو ما حذرنا منه في السابق".

وطالبت حركة الشبيبة الفتحاوية إقليم جنين بإسقاط مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، ومحاسبة كل من كان له دور في معرض كاريكاتيري عن الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وجاء في بيانها: "لن تصمت وستفضح كل من يحاول تشويه صورة ياسر عرفات وبالأسماء".

وشهدت شبكات التواصل الاجتماعات، الاثنين، انتقادا واسعا للحكومة والقائمين على مؤسسة ياسر عرفات، بسبب ما اعتبروها رسوما مسيئة.

وتناقل النشطاء صور افتتاح اشتية للمعرض، مع تعليقاتهم الناقدة للموافقة على عرض الرسومات.

وشارك 104 من الفنانات والفنانين في المعرض بنسخته الثامنة خلال الفترة بين 23 كانون الثاني/ يناير و15 حزيران/ يونيو 2022.

وقال اشتية، خلال الافتتاح إن "43 دولة شاركت في هذا المعرض الاستثنائي، لرجل استثنائي، يعكس ذلك حجم التضامن الدولي مع فلسطين".