سياسة عربية

مقتل زعيم "داعش".. هل من حسابات أمريكية وراء توقيته؟

تضارب الروايات بشأن توقيت إعطاء بايدن الموافقة النهائية على العملية- جيتي

تضاربت الروايات بشأن توقيت إعطاء الرئيس الأمريكي جو بايدن الموافقة النهائية على العملية التي استهدفت زعيم تنظيم الدولة أبو إبراهيم القريشي (عبد الله قرداش)، بين فريق يعتقد أن التوقيت كان متعمدا لحسابات حزبية أمريكية، وانخفاض شعبية بايدن، وآخر يربط التوقيت بتوفر المعلومات عن مكان تواجد القريشي.

وحسب مصادر أمريكية، فإن من المرجح أن يسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونغرس والشيوخ في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، على خلفية تراجع شعبية بايدن (الديمقراطي)، بسبب ما يُعتبر فشلا في مواجهة فيروس "كوفيد-19"، والانسحاب من أفغانستان، وغيرها من الملفات.

ورأى الباحث المختص بالشأن الأمريكي، عبد الرحمن السراج، أن الأرجح أن يكون هناك فائدة لإدارة بايدن من تنفيذ العملية التي أدت لمقتل القريشي في هذا التوقيت، بسبب التهديدات للحزب الديمقراطي الأمريكي بخسارة انتخابات التجديد النصفي في مجلس الشيوخ.

وأضاف لـ"عربي21": "إدارة بايدن تعاني حاليا من انخفاض كبير في الشعبية، بسبب التضخم، رغم أن أداء الإدارة الحالية الاقتصادي أفضل من أداء إدارة ترامب، وحتى من كل الإدارات التي تعاقبت على مدار خمسة عقود، وفق تقديرات اقتصادية".

وتابع: "إدارة بايدن ستستفيد من مقتل القريشي، خصوصا بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وتأثيره السلبي على الإدارة الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: مقتل ثاني زعيم لـ"داعش" بمناطق تحرير الشام.. ما دلالة ذلك؟

بدوره، اعتبر الكاتب والباحث الدكتور باسل المعراوي، أنه لا يمكن حصر توقيت العملية في المعلومات الاستخباراتية المتوفرة عن مكان تواجد القريشي، مضيفا: "من دون شك، الولايات المتحدة تراقب تحركات القريشي منذ مدة، لكن إعطاء الأمر بتنفيذ العملية يعد قرارا سياسيا".

وبين في حديثه لـ"عربي21" أن العملية جاءت مع اقتراب توقيع الاتفاق النووي مع إيران، واعتراض الحزب الجمهوري على اعتزام إدارة بايدن رفع العقوبات عن طهران.

وأشار إلى أن بايدن يخطط لاستثمار مقتل القريشي في مسألة الرفض "الجمهوري" للاتفاق مع إيران في حال تم التوقيع عليه.

في المقابل، رفض مؤسس ورئيس منظمة "سوريا طريق الحرية- أمريكا" الدكتور هشام النشواتي، الربط بين عملية القريشي وانتخابات التجديد النصفي، قائلاً: "ليس هناك أي منطق تحليلي عقلاني ينبغي عليه أن يرسم هذه العلاقة، لأن الانتخابات بعيدة زمنياً لربطها بهذه العملية".

ووصف خلال حديثه لـ"عربي21" الحديث عن نوايا مبيتة لتوقيت العملية وربطها بتحقيق مكاسب سياسية بـ"الأمر غير الصحيح"، مشيرا إلى أن "السياسات الأمريكية لا تبنى على ذلك، وهذه العملية تمت لأن أمريكا والتحالف شعرا بخطر داعش"، خاصة بعد الهجوم على سجن "غويران" بالحسكة بهدف تحرير السجناء من السجن".

وأكد أن "القريشي كان تحت المراقبة الأمريكية، إذ عادة يتم مراقبة كل الإرهابيين، خصوصا من قيادات الصف الأول، وذلك لمعرفة وكشف شبكاتهم وآلية عملياتهم، إلى أن يتم استشعار أن هناك عملا إرهابيا ما يخططون له، وحينها يُتخذ القرار".

وختم بقوله: "الإدارة الأمريكية عندها مسؤولية مقدسة تهمها، وهي حماية الأمن القومي وأمن وسلامة الشعب الأمريكي، وأضف لها مهمة حفاظ أمن القوات الأمريكية هناك، والمصالح القومية الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: NYT: مقتل القرشي ضربة جديدة لتنظيم الدولة.. ولكن

والخميس الماضي، نفذت الولايات المتحدة إنزالا جويا في منطقة أطمة بريف إدلب الشمالي، أسفر عن مقتل القريشي وعدد من أفراد أسرته، بينهم أطفال ونساء.

وقال الرئيس جو بايدن، إن القريشي هو المسؤول عن مقتل أطفاله بعد تفجير حزام ناسف كان يرتديه.