أكد خبير فلسطيني في
شؤون
القدس المحتلة، أن حكومات الاحتلال
الإسرائيلي المتعاقبة، تسير في مخططاتها
بشأن مدينة القدس على مراحل، من أجل ابتلاع المزيد منها لإحكام سيطرتها الكاملة على المدينة.
وكشف موقع إسرائيلي،
عن تخصيص بلدية القدس التابعة للاحتلال الإسرائيلي، ملايين الدولارات من أجل
مشاريع تعزز ربط المستوطنات الإسرائيلية في القدس المحتلة.
مليارات لتهويد القدس
وذكر موقع "كول
هاير" العبري، في تقرير له، أنه
"بعد تحويل ميزانية بلدية القدس الشهر الماضي والبالغة 12.6 مليار شيكل،
وافقت اللجنة المالية في البلدية على سلسلة من المشاريع بما في ذلك تطوير البنية
التحتية، وبناء المؤسسات التعليمية، وتحسين الشوارع".
وأفاد أنه "تم
تخصيص مبلغ 94 مليون شيكل لخطوط السكك الحديدية الخفيفة، والموافقة على مبلغ 22.2
مليون شيكل لتعزيز توفر الخط الأزرق للسكك الحديدية الخفيفة من مستوطنة
"راموت" حتى مستوطنة "جيلو""، مشيرا إلى تخصيص مئات الملايين
من الشوكل للعديد من المشاريع التي تشمل طرقا كبيرة وبناء كنس ومدارس ورياض أطفال وغيرها،
من أجل تعزيز ربط المستوطنات الإسرائيلية مع بعضها البعض.
وفي تعليقه على
الأهداف الخفية التي تقف خلف تخصيص هذا المبلغ الكبير، أوضح خبير الاستيطان
والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، أن "الاحتلال يسعى إلى دمج
المستعمرات الإسرائيلية القائمة في مدينة القدس المحتلة، وبالتالي إنهاء قضية
"القدس الشرقية" عاصمة للدولة الفلسطينية".
وأضاف في حديثه
لـ"عربي21": "الاحتلال يتحدث عن سكك حديدية خفيفة للقطارات، تربط
المستعمرات الإسرائيلية في غرب القدس بالمستعمرات في شرق القدس، إضافة لشوارع
عريضة؛ وهناك الشارع الأمريكي الذي يربط المستعمرات الجنوبية الشرقية التي تقع
داخل حدود البلدية بخارجها".
وأفاد التفكجي، أن
"سلطات الاحتلال تتحدث أيضا عن بناء مدارس ودمج البنية التحتية"، منوها
أن "الميزانية الإسرائيلية الجديدة الخاصة بالقدس والتي تقدر بمليار شيكل، هي
رسالة واضحة؛ بأن مدينة القدس التي تتحدثون عنها هي غير قابلة للنقاش ولا للتقسيم".
ورأى أن الاحتلال أراد
أن يرسل هذه الرسالة الواضحة بالتزامن مع انعقاد الدورة الـ31 للمجلس المركزي
الفلسطيني في رام الله وخطاب "أبو مازن".
تواصل جغرافي مفقود
ولفت إلى أن
"الاحتلال يريد مدينة القدس عاصمة لدولة واحدة ولا حديث عن القدس عاصمة
لدولتين، فالقدس الشرقية بالنسبة لهم انتهت ولا حديث عنها"، موضحا أنه
"حسم موضوع القدس، وعندما نصل إلى المرحلة النهائية فلا حديث عن القدس، هناك قدس
واحدة عاصمة للدولة العبرية وفق رؤية وخطط الاحتلال".
وعن عزم الاحتلال
إخلاء قرية
الخان الأحمر بهذا المخطط، قال الخبير الفلسطيني: "هذه ترتبط
بمخطط الاحتلال القدس 2050، فالحكومات الإسرائيلية لديها برنامج؛ فإخلاء الخان
الأحمر؛ عمليا يأتي ضمن مخطط إخلاء كل التجمعات العربية الموجودة ما بين القدس حتى
الأغوار، كي تكون هناك سهولة في الحركة بالنسبة للإسرائيليين وعملية التوسع
الاستيطاني وإقامة مطارات".
وأضاف: "نحن
نتحدث عن قدس تمتد من الساحل حتى غور الأردن، بدون أن يرى الإسرائيلي أي عربي من
الغور وحتى الساحل، ويشعر أنه داخل الدولة اليهودية، وبالتالي عملية إخلاء الخان
الأحمر؛ هي جزء من مخطط "القدس 2050"".
وعن وجود خطة للاحتلال
تسير وفق مراحل وجدول زمني، تنفذ بشكل دقيق من أجل الوصول إلى إنهاء قضية القدس
المحتلة وجعلها فقط عاصمة للاحتلال، أكد التفكجي أن "هذا صحيح، وهو اختصار
لكل البرنامج الإسرائيلي الخاص بالقدس"، منبها أن "دولة فلسطينية ذات
تواصل جغرافي غير موجودة".
ولفت إلى أن
"توسع حدود القدس حتى الغور، يعني أنها عمليا فصلت شمال الضفة الغربية عن
جنوبها، وبالتالي دولة فلسطينية مقطعة الأجزاء، وعندها يحتاج الفلسطيني الذي يريد
أن ينتقل من شمال الضفة إلى جنوبها أو العكس، إلى تصريح إسرائيلي".
وردا على المطلوب من
أجل إنقاذ القدس من "الغول الإسرائيلي"، عبر الخبير الفلسطيني البارز عن
غضبه الشديد بسبب "غياب برنامج وطني فلسطيني، فهناك كلام بلا عمل، والعمل
يحتاج إلى نية والنية غير موجودة".